منفذ هجوم الغردقة: جئت لتنفيذ مهمة محددة
84 إعجاب – 54 تعليق A A منفذ هجوم الغردقة عبد الرحمن شعبان أبو قورة كان على تواصل مع تنظيم داعش في العراق وسوريا (إ.ب.أ) – مدخل فندق «صني دايز» الذي شهد شاطئه بالغردقة حادث طعن أول من أمس (إ.ب.أ) بينما قالت نيابة أمن الدولة العليا بمصر، في بيان لها أمس، إن «حادث الغردقة لم تتضح طبيعته أو دوافعه حتى الآن، وإن الشخص مرتكب الحادث موضع فحص وتحر للوقوف على هويته وانتماءاته، ولم يثبت للنيابة حتى الآن أي توصيف لهذا العمل الذي أقدم الجاني على ارتكابه، سواء أكان عملا فرديا أو حادثا جنائيا أو عملا إرهابيا». أكدت مصادر أمنية مصرية أمس، أن «منفذ الاعتداء بسكين، الذي أودى بحياة سائحتين ألمانيتين، وأصاب 4 أخريات في مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر (جنوب شرقي القاهرة) ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي… وأثناء استجواب المتهم تأكد اعتناقه للفكر المتشدد»، لافتة إلى أن «منفذ الهجوم يدعى عبد الرحمن شعبان أبو قورة (28 عاما) على تواصل مع تنظيم داعش في العراق وسوريا عن طريق الإنترنت، وتلقى تكليفا بمهاجمة السياح الأجانب بشواطئ الغردقة».
في حين قال شهود عيان في الغردقة في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إن «منفذ الهجوم قال للمصريين (مش انتو المقصودين أنا جاي أنفذ مُهمة محددة). وسارع بالاعتداء على الأجنبيات». وأكد شهود العيان أنهم لم يتوقعوا أن يفعل ذلك، ويقتل السائحات. وأضاف شهود العيان أن السلطات شددت أمس من إجراءات دخول الفنادق والشواطئ بالنسبة للمصريين، كما قامت بزيادة عدد نقاط التفتيش في مدينة الغردقة التي تتمتع بشهرة عالمية. ويشار إلى أنه حتى الآن لم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن اعتداء الغردقة.
يأتي هذا في وقت تواصل فيه الشرطة تحقيقاتها مع المتهم، عقب ترحيله إلى نيابة أمن الدولة العليا بالعاصمة القاهرة للتحقيق معه في الحادث، وقالت المصادر الأمنية إن «إجراءات أمنية مشددة صاحبت نقل المتهم إلى القاهرة بعد أن استجوبه ضباط قطاع الأمن الوطني في الغردقة».
وهذا يعد أول هجوم على سائحين أجانب في مصر منذ هجوم شهدته الغردقة أيضا في يناير (كانون الثاني) عام 2016 أصيب فيه 3 سياح أوروبيين بجروح عقب هجوم بالسكين في أحد المنتجعات السياحية في الغردقة، وتبنى «داعش» مسؤوليته عن الهجوم.
وفي فبراير (شباط) عام 2014 وقع تفجير انتحاري استهدف حافلة سياحية بالقرب من مدينة طابا جنوب سيناء، ونتج عنه مقتل 3 سياح من كوريا الجنوبية وسائق الحافلة، وإصابة 14 شخصا بجروح. وأعلن تنظيم «ولاية سيناء» المحلي الذي ينشط في سيناء (والذي بايع تنظيم داعش فيما بعد) مسؤوليته عن التفجير.
بينما باشرت النيابة العامة بالغردقة أمس، سماع أقوال 15 شاهدا من العاملين في الشاطئ محل الواقعة، وشاطئ الفندق المجاور له، وكذلك سماع أقوال المصابين في الواقعة.
وقام شخص أول من أمس (الجمعة) بالتعدي بسكين على 6 سائحين، ما أدى إلى مقتل ألمانيتين، وإصابة آخرين من جنسيات مختلفة. وتمكنت الأجهزة الأمنية بمساعدة العاملين بالشاطئ من ضبط المتهم وتسليمه للأمن، كما تم نقل المصابين للمستشفى لتلقي العلاج، وكانت حالتهم مستقرة، كما أكدت مديرة الشؤون الصحية بالبحر الأحمر الدكتورة نجلاء شطا.
وكانت الشرطة المصرية قد أعلنت، في بيان، عن إصابة ست سائحات من جنسيات مختلفة بعد الاعتداء عليهن من شخص يحمل «سكينا» أثناء وجودهن على شاطئ أحد الفنادق بمدينة الغردقة جنوب البلاد. وأفادت وزارة الداخلية بضبط هذا الشخص وقالت إنه «كان قد تسلل إلى شاطئ أحد الفنادق السياحية عبر السباحة من شاطئ عام مجاور، وتمكن من الوصول لمكان تنفيذ الجريمة».
وكشفت التحقيقات الأولية، أن «منفذ الهجوم الجاني وصل إلى الغردقة من محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) في تمام الخامسة من صباح الجمعة الماضي، على متن إحدى الحافلات، وتوجه إلى أحد محلات الأدوات المنزلية واشترى سكين مطبخ، وهي أداة الجريمة التي استخدمها في الحادث».
وجاء الهجوم الجديد في وقت تواجه فيه مصر صعوبات في مجال إنعاش قطاع السياحة، الذي تأثر بتهديدات أمنية وسنوات من الاضطراب السياسي أعقبت ثورة «25 يناير» عام 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ويأتي الهجوم في وقت بدأت فيه السياحة أحد أهم مصادر الدخل في مصر في التعافي، بعد نحو عامين من إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، وهو الحادث الذي راح ضحيته 224 شخصا كانوا على متنها، أغلبهم من السائحين الروس، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم.
وكانت مصر تأمل في أن تؤدي استثمارات في تعزيز أمن المطارات وانخفاض قيمة العملة المحلية إلى جذب سائحين لزيارة شواطئها ومناطقها الأثرية لتعود السياحة لمعدلات ما قبل 2011. وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن عدد السائحين الوافدين إلى مصر زاد بنحو 49 في المائة في مارس (آذار) بالقياس إلى الشهر نفسه من العام الماضي.
ووقع هجوم الغردقة بعد ساعات من مقتل خمسة رجال شرطة في هجوم بالرصاص في محافظة الجيزة المجاورة للقاهرة شنه مسلحون يستقلون دراجة نارية نصبوا كمينا لسيارة شرطة.
من جانبه، أكد مصدر بوزارة السياحة أنه «تم تكليف مديري المكاتب الخارجية التابعة لهيئة تنشيط السياحة برصد ردود الأفعال لوسائل الإعلام وصناع القرار السياحي بالخارج، على خلفية حادث الاعتداء».
لكن وزير الخارجية الألماني زيجمار غابرييل (نيسان) قال في تدوينة له عبر موقع وزارة الخارجية الألمانية على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «أنا مصدوم للغاية من هذه الجريمة الجبانة… مواساتي الحارة لأسرتي القتيلتين». وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أن «المرأتين اللتين قتلتا ألمانيتان».
وتستقبل الغردقة على ساحل البحر الأحمر آلاف السياح خصوصا من الألمان والأوكرانيين، كما يعيش فيها عدد كبير من الأجانب بشكل دائم خصوصا من روسيا وأوكرانيا. وأشار مصدر طبي إلى أن الجرحى «حالتهن مستقرة وتم نقلهن إلى القاهرة لاستكمال العلاج».
في غضون ذلك، أكد مصدر أمني أن قوات الأمن بالإسماعيلية (شمال شرقي القاهرة) تمكنت أمس من تصفية أربعة عناصر تكفيرية، مضيفا أن قوات الأمن المركزي قامت بتمشيط المنطقة بالكامل، وعندما لاحظ المشتبه بهم وجود القوات، بادروا بإطلاق النيران صوبها، ما دفع القوات إلى تبادل إطلاق النار ومقتلهم جميعا، لافتا إلى أنه قد «وردت معلومات إلى جهاز الأمن الوطني بالإسماعيلية، تفيد بوجود مجموعة من العناصر التكفيرية الهاربة من سيناء، وأنهم يعتزمون تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية بالإسماعيلية».
وينشط بقوة في سيناء تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» الإرهابي في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2014، وأطلق على نفسه «ولاية سيناء»، لكن هذه التسمية رفضتها السلطات المصرية فصار التنظيم يُعرف في الإعلام بـ«داعش سيناء».
ومنذ عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان الإرهابية عن السلطة عام 2013، استهدف «داعش سيناء» العسكريين ورجال الأمن والارتكازات والنقاط الأمنية، وتبنى كثيرا من عمليات قتل جنود غالبيتهم في سيناء.
وأشار المصدر الأمني نفسه إلى أنه «تم ضبط عدد من الأسلحة النارية بحوزة المتهمين».
من جانبها، أحالت النيابة العامة التحقيقات في هجوم البدرشين الإرهابي الذي استهدف سيارة شرطة بالقرب من كمين «أبوصير» بمركز البدرشين أول من أمس، إلى نيابة أمن الدولة العليا لاستكمال التحقيقات.
وكانت تحقيقات نيابة البدرشين أكدت أن 3 مسلحين يستقلون دراجة بخارية تمركزوا بالقرب من إحدى المناطق التي توقعوا أن تمر بها سيارة الشرطة، وفور وصول السيارة صوبوا عدة طلقات نارية تجاه الإطارات، مما تسبب في توقف السيارة. وتتعرض قوات الشرطة لهجمات متكررة على الكمائن منذ عزل مرسي. وتقول الحكومة إن «عشرات العسكريين ورجال الأمن المصري استهدفوا في هجمات على الأكمنة والمرتكزات والنقاط الأمنية».
وتابعت التحقيقات، أن المتهمين أطلقوا وابلا من الأعيرة النارية تجاه القوات، ما أسفر عن مقتل ضابط وأمين شرطة و3 مجندين، بعدها تمكن الجناة من سرقة محتويات السيارة من أسلحة نارية وجهاز لاسلكي وسديري واق خاص بالقوات، بعدها توجه أحدهم إلى الدراجة البخارية، واستقلوها وفروا هاربين. مصر