ستوكهولم (د ب أ):
جاء البرتغالي جوزيه مورينيو إلى أولد ترافورد (معقل فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي لكرة القدم) الصيف الماضي، بهدف إعادة إيقاظ العملاق النائم، وجاء الفوز ببطولة الدوري الأوروبي أمس الأربعاء ليؤكد أن أول مواسمه مع الفريق كان إيجابيا.
ولم يكن أياكس صيدا سهلا رغم خسارته بهدفين نظيفين في ستوكهولم، ولكن ضمانات مورينيو كانت دائما الفوز بالألقاب وليس الظهور بأداء جيد.
وسيشير النقاد إلى المركز السادس المخيب للامال الذي انهى فيه مانشستر يونايتد الدوري ولكن الفريق توج بلقبي كأس الرابطة والدوري الأوروبي هذا العام كما انه سيشارك في دوري أبطال أوروبا بداية من الموسم المقبل.
وقال مورينيو، وهو يعتبر كأس الدرع الخيري للاتحاد كرة القدم من بين البطولات الكبرى :"في موسم سيء، حيث شعرت أحيانا أن فريقي هو الأسوأ في العالم، وأنني أسوأ مدرب في العالم، تمكنا من الفوز بثلاثة ألقاب".
وأضاف :"ونذهب لدوري أبطال أوروبا عن طريق الفوز بكأس، وليس بإنهائنا الدوري في المركز الثاني أو الثالث أو الرابع. لذلك أعتقد أن هذا الموسم كان جيدا للغاية".
وفشل مانشستر يونايتد، الذي حقق نجاحات كبيرة تحت قيادة السير أليكس فيرجسون، في التأقلم سريعا على ضرورة وجود مدير فني جديد عقب اعتزال فيرجسون التدريب في 2013. في البداية فشل ديفيد مويس ثم لويس فان جال في اعادة الفريق للصدارة.
التعاقد مع مورينيو في صيف 2016 لم تكن خطوة سهلة اتخذها المسؤولون عن الفريق. عادة يونايتد، التي يعود تاريخها لـ"باسبي بابيز"(وهي مجموعة من لاعبي مانشستر يونايتد) في الخمسينيات، ترى أن كرة القدم فنا وليست علما.
ولكن، مورينيو على النقيض تماما وكافة الفرق التي دربها كان يدربها لتصل للكمال في التفاصيل الصغيرة والدقيقة والتي تؤدي إلى الفوز بمباريات كرة القدم. وكنتيجة لذلك يفوز بالبطولات.
وكان مورينيو نشيطا للغاية في المنطقة الفنية في الوقت بدل الضائع من مباراة الأمس امام أياكس رغم أن فريقه كان متقدما بهدفين نظيفين، حيث ظل يحث لاعبيه للعودة لمراكزهم وطالبهم بالتركيز الكامل حتى نهاية المباراة.
وأشار إلى أن فوز يونايتد على أياكس هو فوز المدرسة الواقعية وأصر على انه وفريقه كانوا "متواضعين" حيث شرح لماذا كان يفضل تركيز لاعبيه على منافسيهم بدلا من مهاراتهم الخاصة بالكرة.
وتتحدث وفرة البطولات التي توج بها مورينو مع أندية بورتو وتشيلسي وإنتر ميلان وريال مدريد عن نفسها.
واستطاع مورينيو أن يفوز في 12 مباراة نهائية من أصل 14 مباراة، من بينهم المباريات الأربع النهائية في البطولات الأوروبية.
وقال مورينيو :"إذا كان بإمكاني قول شيء عن نفسي، فأنا متواضع جدا عندما ألعب المباريات النهائية. أدرس المنافس، أحاول أن أجعل لاعبي فريقي يحترمون قوة المنافس وفهم نقاط ضعفهم".
وقاتل أياكس، حامل الرقم القياسي في عدد الفوز بالدوري الهولندي، بشجاعة في العاصمة السويدية ولكن المدرب بيتر بوس كشف عن طريقة لعب الفريق قبل المباراة. في اعماقه، مورينو ربما يعجب بطريقة لعب أياكس أو لا يحترمها لكنه لم يكن على وشك أن يسمح لأياكس بالفوز والاستمتاع بيومهم.
وقال بوس :"الضغط كان صعبا خاصة وأن مانشستر يونايتد اعتمد على اللعب نت هلال الكرات الثانية فقط".
هذا يرتبط مع نظرية مورينيو المتمثلة في أن نتائج المباريات الكبرى تحسمها الأخطاء، ويرجح أن تقع الأخطاء بشكل أكثر في ظل امتلاك الكرة.
وتماشيا مع هذه النظرية، ارتكب أياكس خطأ من رمية تماس جاء من خلالها الهدف الأول قبل أن يتلقى الفريق الهدف الثاني من ركلة ركنية.
وهيمن أندير هيريرا ، رجل المباراة، وبول بوجبا ومروان فيلايني على وسط الملعب وعندما امتلك أياكس الاستحواذ، لعبوا أمام مانشستر يونايتد وكانوا غير قادرين على خلق مشاكل خلفهم.
ووصف هيريرا اللعب قائلا :" كان جديا، وذكيا للغاية".
ويعتبر التناقض في إنفاق 300 مليون دولار لحشد 11 لاعبا يسير بهدوء شديد عندما تسير الأمور بشكل جيد.
ويتعين على بوجبا، أغلى لاعب في العالم، أن يقدم أداء أفضل في الموسم المقبل مع فريقه، فيما يبدو أن خط هجوم بحاجة للتدعيم خاصة وأن الفريق يعتمد على زلاتان إبراهيموفيتش المصاب حاليا.
وفعل إبراهيموفيتش – الذي انضم للفريق في صفقة انتقل حر ولو براتب كبير، كل ما في وسعه فيما، وصفه مورينو بالموسم المذهل، ولكن في ظل تذبذب مستوى الشاب ماركوس راشفورد وتراجع مستوى القائد واين روني، فإن الفريق يحتاج إلى هداف على وجه السرعة.
وحقق مانشستر رقما قياسيا خاصا حيث لم يخسر الفريق في 25 مباراة على التوالي في الدوري الإنجليزي، ولكن تعادل في 12 مباراة خلال تلك الفترة، ولكنه لم يتمكن من المنافسة على اللقب وكان بعيدا عن المراكز الأربعة الأولى.
ومع قدرة مورينيو على الإشارة إلى النجاح في موسم احلال وتجديد بالفريق، يمكن تجاهل هذه القضايا حاليا. على كل حال، طريقة الوصول لنخبة كرة القدم هي الفوز بالبطولات وكان لاعبو مانشستر هم الذين يغنون "أبطال، أبطال" وقت مغادرتهم ملعب "فريندز أرينا" الذي استضاف المباراة.