أشار الموقع إلى أن وزير التربية والتعليم “طارق شوقي” وقع بروتوكول تعاون مع سفير الصين لدى مصر “لياو لي تشيانج” لتدريس اللغة الصينية كلغة أجنبية اختيارية في المدارس المصرية، موضحاً أن هذا البروتوكول الذي تم توقيعه في (7) سبتمبر الجاري يمثل جزء من العلاقات المصرية الصينية المتنامية، حيث تسعى الصين إلى توسيع وجودها في واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ورغم ذلك، قد تثير الشراكة المصرية الصينية استياء الولايات المتحدة في ضوء حربها التجارية مع الصين.
ونقل الموقع عن الباحثة المصرية بجامعة (شيامن) الصينية ” ندى مغيث” قولها إن هذا الاتفاق بين الجانبين المصري والصيني يمثل إنجاز كبير للتعليم المصري، ورغم ذلك، هناك تحديات مجتمعية وثقافية قد تعرقل تنفيذه، موضحة أنه تم توقيع اتفاق مماثل لتعليم اللغة الصينية في المدارس المصرية عام 2004، لكن مشاكل مثل قلة الطلب على تعلم اللغة الصينية ونقص المعلمين أعاقت تنفيذه.
و أوضح الموقع أن العلاقات بين (القاهرة / بكين) قد شهدت تحسناً منذ أن تولى الرئيس “السيسي” مهام منصبه في عام 2014، حيث قام بزيارة بكين (6) مرات في غضون (5) سنوات، كما وقعت مصر والصين اتفاقية شراكة استراتيجية في عام 2014، وشاركت في مبادرة الحزام والطريق الصينية منذ إطلاقها في عام 2017، فضلاً عن ذلك، زارت وزيرة الصحة المصرية “هالة زايد” الصين في ظل أزمة فيروس كورونا في أواخر فبراير، وأرسلت بكين إمدادات طبية إلى القاهرة خلال شهري أبريل ومايو.
و أشار الموقع لتصريحات أستاذة العلوم السياسية المتخصصة في الشئون الصينية بجامعة بني سويف “نادية حلمي” التي أكدت خلالها أن نقاط الاتفاق بين مصر والصين تظهر مدى قرب العلاقات السياسية والاقتصادية بين القاهرة وبكين، مضيفة أن:” الصين قوة عظمى وتمتلك حق النقض في الأمم المتحدة، ولديها سوق كبير يجب أن تستفيد منه مصر من خلال التعاون وتعلم اللغة“، موضحة أن توقيع بروتوكول تعاون لتدريس اللغة الصينية في المدارس المصرية يعكس استراتيجية مصر لتنويع العلاقات بدلاً من الاقتصار على تعليم اللغات الغربية للطلاب، كما يُظهر ذلك اهتمام بكين لتعزيز وجودها في مصر، ومع ذلك، فإن التقارب المتزايد بين البلدين “قد يثير مخاوف الولايات المتحدة وسط المنافسة بين واشنطن وبكين”.
وأشار الموقع لتقرير صادر عن معهد (واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) في أغسطس 2019، الذي جاء خلاله أن بكين تسعى للاستفادة من مكانة مصر في العالم العربي وأفريقيا في وقت تسعى فيه مصر لتنويع علاقاتها الخارجية وخياراتها العسكرية، وفي هذا الصدد، أشار رئيس مركز التحرير المستقل للدراسات والبحوث المتخصص في الشئون الصينية “عماد الأزرق” إلى أن مصر تعتبر العلاقات مع الصين أساسية لتحقيق التوازن بين الشرق والغرب وتحرص على عدم استعداء واشنطن خلال تواصلها مع بكين.