نشر الموقع مقال تساءل خلاله حول ما إذا كانت ليبيا متجهة إلى مواجهة عسكرية بين ( تركيا / مصر ) في ظل الصراع بين البلدين حول مدينة ( سرت ) الغنية بالنفط وقاعدة ( الجفرة ) ، وذلك على الرغم من مطالبات بوقف إطلاق النار من موسكو وغيرها ، موضحاً أن الاستعدادات العملياتية لأنقرة تشير إلى أن حلفائها في ليبيا – حكومة الوفاق – قد يحاولون التقدم نحو ( سرت / الجفرة ) خلال منتصف الشهر القادم .
وأشار الموقع إلى تصريحات رئيس مجلس النواب الليبي ” عقيلة صالح ” في (24) من الشهر الجاري الذي أكد أنه من الممكن دعوة مصر للتدخل عسكرياً إذا ما تعرضت مدينة ( سرت ) للهجوم ، مضيفاً أن الرئيس ” السيسي ” ادعى أن مصر لها الحق بموجب ميثاق الأمم المتحدة للتدخل عسكرياً في ليبيا لحماية حدود مصر الغربية ، فطبقاً للقيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا ( أفريكوم ) ، تم مؤخراً نقل ما لا يقل عن (14) مقاتلة روسية طراز ( MIG / SU-24 ) إلى قاعدة ( الجفرة ) ، بالإضافة إلى انتشار منظومات ( بانتسير ) الروسية ، وميليشيات فاجنر .
كما ذكر الموقع أن قاعدة ( الجفرة ) تعد قاعدة تدريب وتجهيز رئيسية ، حيث إن مرتزقة أفارقة من دول مثل ( السودان / تشاد ) ، تم تجنيدهم من قبل قوات ” حفتر ” ، ويخضعون للتدريب في القاعدة قبل التوجه إلى الخطوط الأمامية في الغرب لمحاربة قوات حكومة الوفاق الوطني .
وقد تساءل الموقع حول ما إذا كانت تركيا سوف تشجع حلفائها للسير نحو ( سرت / الجفرة ) على الرغم من التهديد المصري بالتدخل ، وخطر قيام روسيا بابتزاز تركيا في إدلب السورية ، فهل يمكن لتركيا أن تتشجع على الصراع العسكري ضد ( مصر / روسيا ) في ليبيا دون تأجيج التوترات العسكرية مع روسيا في شمال سوريا ؟ .
وأوضح الموقع أن تدخل تركيا في ليبيا أدى إلى تقسيم حلف ( الناتو ) ، حيث تقود فرنسا الكتلة المناهضة لتركيا داخل الحلف وسط تصاعد التوترات الثنائية بين الطرفين حول ليبيا على وجه الخصوص وشرق البحر المتوسط بشكل عام ، وفي نفس الوقت ، تأمل ( الولايات المتحدة / إيطاليا / ألمانيا ) في أن يؤدي النشاط العسكري التركي في ليبيا إلى إعاقة روسيا من الحصول على قواعد عسكرية دائمة في ليبيا ، واستخدام الدولة كمحور لتوسيع نفوذها في أفريقيا ، مما جعلهم يتبنوا موقف مشجع غير مباشر للموقف العسكري التركي في ليبيا ، كما تشير الاتصالات المتزايدة بين ( السراج / واشنطن ) إلى أن تركيا تسعى للحصول على تأثير من الإدارة الأمريكية على الأوضاع في ليبيا .
وذكر الموقع أنه يبدو أن أنقرة عازمة على المضي قدماً ، حيث إن التفكير السائد في أنقرة هو أن مصر يمكن أن تجري بعض التدريبات العسكرية وداوريات على حدودها الليبية ، لكنها لا تستطيع أبداً التدخل عسكرياً ، مشيراً إلى تصريحات صحفي تركي مقرب من أجهزة المخابرات التركية أكد أن رد أنقرة على ( الرئيس السيسي / الإمارات ) يرقى إلى ( نحن لا نأخذكم على محمل الجد ، دعنا نرى ما يمكنكم القيام به ) .
كما أشار الموقع إلى أن الدفاع الجوي على ارتفاعات ( متوسطة / عالية ) يعد أمر حيوي للهيمنة الجوية في محور ( سرت / الجفرة ) ، حيث أنه على الرغم من امتلاك أنقرة أكثر أنظمة الدفاع الجوي تقدماً وهي (S-400s) – التي حصلت عليها من روسيا العام الماضي – إلا أنها فشلت في تفعيلها حتى الآن ، كما أن نقلها إلى طرابلس أمر غير وارد ، وبالتالي ، يتعين على أنقرة أن تخطط لهجوم دون سيطرة على المجال الجوي ، حيث إن هذا سيعد عملاً محفوفاً بالمخاطر إذا ما استمرت كل من ( موسكو / القاهرة ) على موقفهما .
وذكر الموقع أن توفير الدعم الجوي للقوات البرية بـ ( طائرات مقاتلة / طائرات هليكوبتر هجومية / طائرات بدون طيار ) يعد أمر ضروري للنجاح العسكري ، كما سيتعين على أنقرة الاستفادة إلى أقصى حد من الدعم غير المباشر لإطلاق النار من ( مدافع هاوتزر / قاذفات الصواريخ المتعددة ) التي نشرتها في ليبيا ، موضحاً أنه من الواضح أن الدعم غير المباشر للنيران وهجمات الطائرات بدون طيار لا يمكن أن يحل محل الدعم الجوي القريب ، حيث إن قدرة الطائرات بدون طيار التركية لا ترقى إلى ردع خصومها ، بغض النظر عن مدى تطورها في السنوات الأخيرة .
كما أوضح الموقع أنه على الرغم من أن طائرة شحن عسكرية (A400M) – أكبر طائرة شحن عسكرية تمتلكها تركيا – تفتقر إلى القدرة على نقل (كتائب / معدات عسكرية ) ، إلا أن غياب طائرات النقل العسكرية مثل (C-17 Globemaster / Ilyushin Il-76 ) من القوات التركية أصبح حاجة مُلحة .