ذكر الموقع أن مصر تمارس ضغوطاً على رئيس الوزراء الإثيوبي لإبرام اتفاق بشأن سد النهضة في غضون (4) أشهر، موضحاً أن شائعات انتشرت منذ عدة سنوات حتى الآن مفادها أن رئيس الوزراء الإثيوبي “أبي أحمد” توصل إلى اتفاق سري مع الرئيس “السيسي” بشأن سد النهضة، وأصبحت هذه الشائعات أكثر انتشاراً بعد اللقاء الذي جمع بين الزعيمين في القاهرة في يوليو من هذا العام واتفقا خلاله على استئناف المفاوضات والتوصل إلى اتفاق في غضون (4) أشهر، أما اليوم، وفيما يبدو أنه حيلة دعائية أخرى لإقناع الإثيوبيين بأن حكومته تحقق مكاسب ملحوظة لإثيوبيا، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي رسمياً الانتهاء من الملء الرابع لسد النهضة، لكن هذا الإعلان أثار حالة من الريبة والشك والارتباك في الوقت نفسه.
أضاف الموقع أن الجميع يدرك أنه كان من المخطط أن يتم تخزين (74) مليار متر مكعب من المياه في خزان السد على مدى (7) أشهر من الملء خلال مواسم الأمطار، وأن مصر كانت تضغط على مدار عقود بشأن قضية فترة الملء، والتي كانت من بين العوامل التي أدت إلى جمود المفاوضات، علاوة على ذلك، تم بالفعل تخفيض عدد التوربينات إلى (13) توربين، وكان من المخطط في البداية أن يكون هناك (16) توربيناً مع خطة لتوليد أكثر من (6) آلاف ميجاوات من الطاقة.
أشار الموقع إلى أنه بعد استئناف المفاوضات، عقب اللقاء الذي جمع بين (الرئيس السيسي / آبي أحمد) في أواخر أغسطس الماضي في مصر، بدا أن رئيس الوزراء يقوم بنسج القصة بطريقة تثير الجدل، موضحاً أن “آبي أحمد” – عندما كان يزور موقع مشروع سد النهضة مع رئيس منطقة أوروميا ورئيس جهاز المخابرات تيميسجين تيرونه – أدلى ببيان قاطع يشير إلى أن الملء الرابع هو الأخير، ولكنه قال في الوقت ذاته أنه لم يتم الانتهاء بعد من أعمال الهندسة المدنية، ولا يبدو أن كلامه خطأ، واستشهد مكتب رئيس الوزراء بذلك في تحديث موجز على وسائل التواصل الاجتماعي عندما قال: (رئيس الوزراء أبي أحمد ومسئولون حكوميون رفيعو المستوى في سد النهضة الإثيوبي الكبير خلال الملء الرابع والأخير)، ولكن وزير المياه والري الإثيوبي السابق “سيليشي بيكيلي” نشر تغريدة حول الملء الرابع تظهر اختلاف كبير عما قاله رئيس الوزراء، حيث صرح “بيكيلي” بأن أن أعمال البناء والملء الرابع لسد النهضة هذا العام قد اكتملت بنجاح.
أضاف الموقع أنه من ناحية أخرى، نقلت وسائل الإعلام المملوكة للدولة – مثل هيئة الإذاعة الإثيوبية EBC – مقتطفات من تصريحات رئيس الوزراء فيما يتعلق بالانتهاء من الملء الرابع، الأمر الذي يعطي انطباعاً بأن ما قاله صحيح، ويبدو أن مكتب رئيس الوزراء يؤكد، بشكل غير مباشر، أن “آبي أحمد” كان يقصد ما يقوله، مشيراً إلى أنه في حين أن العديد من الإثيوبيين يعربون على وسائل التواصل الاجتماعي عن قلقهم بشأن تصريحات رئيس الوزراء “أبي أحمد”، إلا أن مكتب رئيس الوزراء وكذلك رئيس الوزراء “أبي أحمد” غير مهتمين بتأكيد هذه التصريحات أو إجراء تصحيحات.
أشار الموقع إلى أنه ما هو معروفاً للجميع أن حكومة “آبي أحمد” تستخدم مبدأ “الإرباك أو الإقناع” في الحكم – وقد تم تسريب هذه المعلومة من اجتماع تنفيذي لحزبه الحاكم من عرقية الأورومو- وهذا هو السبب في أن بيانه الأخير حول سد النهضة يثير قلق الإثيوبيين.