ذكر الموقع أن التدخل التركي في ليبيا لم يؤثر بشكل كبير على الوضع في البلاد فحسب ، بل له أيضاً تأثير غير متكافئ على الأمن الإقليمي ، مضيفاً أن الرئيس التركي ” أردوجان ” يعتبر على نطاق واسع من أكثر اللاعبين عدوانية في الصراع الليبي ، مشيراً إلى أن أنقرة تدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والتي تستخدم الفصائل المتطرفة، كما تنقل تركيا آلاف المرتزقة السوريين والأسلحة المتطورة إلى ليبيا لدعم هجوم حكومة الوفاق الوطني ضد الجيش الوطني الليبي والبرلمان الليبي الشرعي الذي يتخذ من طبرق مقراً له.
كما ذكر الموقع أن اختيار تركيا من الحلفاء في الصراع الليبي ليس مفاجئاً ، حيث إن أنقرة لا تكترث بالشعب الليبي لأنه لا يوجد ارتباط مشترك بين الأتراك والليبيين باستثناء الإرث الاستعماري للامبراطورية العثمانية ، موضحاً أنه من الإنصاف القول إن الأتراك يدعمون حكومة الوفاق الوطني لغرض وحيد هو مواجهة مصر ودول الخليج الذين يعارضون السياسة الخارجية العدائية لـ ” أردوجان ” .
وأضاف الموقع أن العلاقات بين ( تركيا / مصر ) تدهورت بسرعة بعد عزل الرئيس المدعوم من تركيا ” مرسي ” من السلطة في عام 2013 ، مشيراً إلى أن ” مرسي ” وأنصاره من جماعة الإخوان استولوا على السلطة في البلاد بسبب التدخل التركي في عام 2011 وسط احتجاجات واسعة النطاق ، ومع ذلك ، وبعد فترة عامين من عهد ” مرسي ” الذي ساهمت تركيا بشكل كبير في وصوله لهذا المنصب ، تمكن الجيش المصري بوسائل عسكرية وسياسية من استعادة السلطة وأعلن ” حرباً باردة ” على تركيا في مواجهة الدعاية التركية والراديكاليين الإسلاميين المدعومين من أنقرة ، مضيفاً أن التوترات بين البلدين تصاعدت منذ ذلك الحين ، مما وضع البلدين على حافة الحرب في ليبيا ، مشيراً إلى تحذيرات الرئيس ” السيسي ” أواخر الشهر الماضي والتي أعلن فيها استعداد بلاده للقيام بعملية عسكرية في ليبيا لحماية أمنها.
كما أضاف الموقع أن ( مصر / تركيا ) متساويتان تقريباً في قدراتهما العسكرية ، لكن مصر تتمتع بأفضلية في ليبيا ، موضحاً أن لدى مصر حدود برية مع ليبيا وهو ما يسهل إلى حدٍ كبير الخدمات اللوجيستية ونشر القوات المسلحة المصرية هناك ، علاوة على أن القاهرة ستستفيد بالتأكيد من الفرص الكبيرة التي تقدمها قاعدة محمد نجيب العسكرية – أكبر قاعدة عسكرية في الشرق الأوسط – والتي لا تبعد كثيراً عن الحدود الليبية ، أما بالنسبة لتركيا ، فعليها أن تتغلب على الكثير من العقبات بسبب موقعها الجغرافي ، موضحاً أن المواقع الوحيدة القادرة على استقبال القوات التركية والمرتزقة السوريين هي مدينتي ( طرابلس / مصراتة ) حيث إن بهما مطار وميناء بحري ، وبذلك يكون الأتراك محاصرون حرفياً فيما وصفه الموقع “عنق الزجاجة” ، مشيراً إلى أنه من المرجح أن تؤدي المواجهة المباشرة مع القاهرة إلى هزيمة أنقرة عسكرياً ، موضحاً أنه بسبب الاعتبارات المذكورة أعلاه ، فإن المصريين قادرون على القضاء على القوات التركية بشكل أسرع قبل أن ترسل تركيا تعزيزات لليبيا .
وقد أوضح الموقع أنه إلى جانب ذلك ، اكتسبت القوات المسلحة المصرية خبرة قتالية حديثة خلال عملية سيناء الجارية ضد إرهابيين من تنظيم داعش ، مضيفاً أنه لكي نكون منصفين ، فقد نشر الأتراك أيضاً قواتهم الوطنية في ( سوريا / ليبيا ) لكنهم يعملون بشكل أساسي كمستشارين ويركزون على العمليات الخاصة المحلية والداوريات وتدريب الميليشيات ، أما المصريون فهم يعملون في نموذج عسكري تقليدي .
كما ذكر الموقع أنه تجدر الإشارة إلى أن ” السيسي ” لا يخطط لأن يقتصر على استخدام تكتيكات الحرب التقليدية ، حيث أعلن خلال لقائه مع زعماء القبائل الليبية أن القاهرة تنوي البدء في تدريب الميليشيات الليبية الموالية للجيش الوطني الليبي وتزويدها بالأسلحة والمعدات، وأوضح الموقع أن مثل هذه الإجراءات ستسمح لـ ” السيسي ” بتعزيز القدرات القتالية لحلفائه بالإضافة إلى التدخل العسكري المباشر المحتمل.
وذكر الموقع أنه حتى مع الأخذ في الاعتبار الأفضلية التي تتمتع بها مصر حال تدخلها في ليبيا ، من غير المحتمل أن يشعل ” السيسي ” حرباً مع أحد أقوى الجيوش في المنطقة ، ومع ذلك ، حدد الرئيس المصري بوضوح خطوطه الحمراء وينتظر الآن خطوة ” أردوجان ” .
اختتم الموقع بالقول إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تشهد تحدياً جديداً حاسماً بينما تسير أقوى دولتين في المنطقة نحو الحرب ، متسائلاً : هل سيواجه الرئيس التركي الجيش المصري؟ أم سيلجأ إلى المفاوضات مع الدول العربية؟ ، موضحاً أن كلا السيناريوهين سيغيران بالتأكيد توازن القوى في ساحة المعركة الليبية وكذلك في المنطقة بأكملها .