قال السياسي الإسرائيلي، أوري سافير، اليوم الاثنين، في مقال له بموقع “المونيتور” إن مسئولا مصريا بوزارة الخارجية أكد له أن القاهرة تعتبر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس خطا أحمر.
وأضاف “سافير” الذي يعتبر من مؤسسي مركز بيريز للسلام عام 1996، أن القاهرة ردت بشكل إيجابي على انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، وأوضح أن مسؤولا في الخارجية المصرية، رفض ذكر اسمه، قال إن السفير المصري في واشنطن، على تواصل مستمر مع الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب.
وتابع المسؤول المصري، أن مصر وجهت لإدارة ترامب رسالة مفادها أن القاهرة تريد تحسين العلاقات مع واشنطن، وذلك بهدف مواجهة تنظيم داعش، وزيادة المساعدات العسكرية لها، وأوضح أن القاهرة أكدت لإدارة ترامب الأهمية المركزية للقضية الفلسطينية، والحاجة إلى تقوية معسكر الرئيس الفلسطيني “أبومازن” في مواجهة حركة حماس.
ولفت إلى أن القاهرة غير مستعدة على الإطلاق التعهد بتحسين العلاقات، إذا تم نقل السفارة الأمريكية بإسرائيل من تل أبيب إلى القدس، بسبب الحساسية الشديدة لهذه القضية لدى الرأي العام المصري، بالإضافة إلى حساسية المصريين تجاه الفلسطينيين والقدس، مشيرا إلى أن القاهرة تعتبر هذه الخطوة بمثابة خط أحمر.
وكشف المسؤول المصري، بحسب موقع المونيتور، أن الجانب الفلسطيني يعتبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس بمثابة “ذريعة حرب” ولذلك، يضع الفلسطينيون مجموعة من الخطوات التي سيتم اتخاذها في حالة تمت عملية النقل، بالتنسيق مع مصر والأردن والسعودية والمغرب وجامعة الدول العربية. وتشمل هذه الخطوات إلغاء اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وقطع العلاقات بين إسرائيل مع مصر والأردن، سحب المبادرة العربية للسلام التي طرحت عام 2002، ودعوة المجتمع الدولي لقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وتخطيط لإشعال انتفاضة مسلحة.
وكان الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، قد وعد في الخطاب الذي ألقاه في شهر مارس الماضي، أمام مؤتمر اللوبي اليهودي “الإيباك”، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لكنه ليس المرشح الأول والوحيد الذي وعد بذلك خلال حملته الانتخابية.
وبحسب “المونيتور” فإن تل أبيب لا تعول كثيرا على هذه الوعود، وغير متأكدة من تحقيقها، بل ربما تلحق تلك الوعود بسابقاتها من هذا النوع، لكن تصرفات ترامب الغير متوقعة، وتهوره قد يؤدي إلى الكثير من المفاجآت وخطوات بدلوماسية غير مسبوقة.
ونقل “المونيتور” عن مستشار مسؤول بطاقم ترامب للسياسات الخارجية، قوله إن ترامب لم يقرر بعد بشكل فعلي كيف سيتعامل مع الصراع العربي الإسرائيلي، وأضاف أن ترامب لديه علم جيد بأهمية هذه المشكلة سواء في العالم أو لدى الرأي العام، مشيرا إلى أن معظم أفراد الطاقم لا يولون أهمية كبيرة لقضية نقل السفارة الأمريكية، سواء من الناحية السياسية أو الدبلوماسية.
ومع ذلك هناك أصوات عالية موالية لإسرائيل داخل حاشية ترامب ستكون سعيدة جدا وهي ترى الرئيس الجديد يتخذ هذه الخطوة الدراماتيكية، لأنه إذا فعل ذلك، فهذا يعني اعتراف صريح بأن القدس “عاصمة لإسرائيل” بحسب زعم الموقع.
وبحسب مستشار ترامب، الذي لم يذكر أي تفاصيل عنه سوى أنه عاش لسنوات طويلة في منطقة الشرق الأوسط، فإن ردود الأفعال الباردة داخل إدارة ترامب تجاه قضية نقل السفارة، جعلت فكرة أخرى تطفو على السطح، وهي نقل إدارة واحدة فقط من السفارة بتل أبيب إلى القدس، وربما تكون هذه الإدارة هي إدارة الإعلام.
من جهته، قال مصدر بوزارة الخارجية الإسرائيلية للمونيتور، إن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ينظر إلى هذه الخطوة “نقل السفارة” بشكل إيجابي، وبطبيعة الحال، فسوف يؤكد على أهمية “القدس الموحدة عاصمة لإسرائيل” خلال أول لقاء له مع ترامب في البيت الأبيض خلال الأشهر القادمة.
ولفت المصدر إلى أن نتنياهو سوف يؤكد، أمام ترامب أيضا، على أهمية البناء الاستيطاني في منطقة القدس، حتى يدمر أي إمكانية لفكرة قيام عاصمة مشتركة في المستقبل. وختم المصدر الإسرائيلي قوله بالتأكيد على أن قضية القدس سوف تكون على رأس أولويات ترامب، مقارنة بأي رئيس أمريكي سابق.