طالبت صحيفة ميتشيجان دايلى الإدارة الأمريكية بضرورة إعادة النظر فى العلاقات بين واشنطن وأنقرة، مشيرة إلى أن قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالانسحاب من الشمال السورى والتخلى عن الأكراد الذين كانوا فى طليعة الكيانات التى تحارب داعش كشف عن الوجه الحقيقى للأتراك.
وقالت الصحيفة فى تقرير لها اليوم إن الانسحاب الأمريكي من الاراضي السورية كشف عن نوايا تركيا الحقيقية حيث طالما كانت من حلفاء الولايات المتحدة ولكن الأمر الذي أصبح أكثر وضوحا هو رغبة الرئيس التركى أردوغان في عبور الحدود السورية والتسبب في فوضي هناك وهو ما لا يريده الرئيس الروسى فلادمير بوتين، لذا كثيراً من الأمور قد تحتاج إلى اعادة تقييم وأولها اعادة النظر في العلاقات الأمريكية ـ التركية.
وذكرت الصحيفة أن تركيا فشلت فى السنوات القليلة الماضية في الاستمرار بالالتزام بأسس العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث أعلن أردوغان حالة الطوارئ وسيطر الأمن على الدولة وزادت انتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين وتم سجن المعارضين وتم فرض رقابة على أي شخص معادي لسياسية اردوغان.
وانتهت حالة الطوارئ داخل تركيا في يوليو 2018 بعد محاولة انقلاب فشلت ضد أردوغان لكن الحكومة لم تغير سياساتها.
وعرض تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأمريكية القضايا الجارية في تركيا فيما يتعلق بمعاملتها للمعارضة السياسية وهو الذي اظهر الجانب المظلم من سياسات اردوغان. وبحسب التقرير فقد ادت سياسات أردوغان المسيئة إلي خلافات مع الإدارة الأمريكية ففي عام 2016 اعتقلت السلطات التركية القس الأمريكي أندرو برونسون بتهمة التجسس (الامر الذي اضطر ترامب الى التهديد بفرض عقوبات على تركيا) وتم اطلاق سراحه في اكتوبر الماضي وسمح له بالعودة إلى الولايات المتحدة.
ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان دائما ما يقول إن “العالم أكبر من خمسة” في تلميح إلى انه يريد أن يكون له تأثير مساوي لأعضاء مجلس الأمن الدولي، ومع اقتراب تركيا من إيران وروسيا تثبت أنقرة مرة آخري أنها ستجعل الأمور أكثر صعوبة على الجانب الأمريكي ما أن تتاح لها الفرصة حيث أن الأكراد (حلفاء الادارة الامريكية) هم الهدف الرئيسي لأردوغان بسبب إدعاءه أن لهم صلات بالمعارضة التركية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد أن الوقت قد حان لأن تبدأ الولايات المتحدة وبقية أعضاء الناتو في تقييم تصرفات تركيا ومحورها تجاه احتضان قوات معادية للنظام الدولي، حيث أن أردوغان خطره الأقوى في أن يكون حليفا وليس عدوا.