حذرت المستشارة الألمانية في مؤتمر ميونيخ للأمن من مغبة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وأفغانستان “بسرعة”، كما تعهدت ميركل بزيادة جديدة في نفقات دفاع بلادها، مشيرة إلى أهمية وجود سياسة إنمائية شاملة.
وحذرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السبت من أن انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، الذي أعلن عنه الرئيس دونالد ترامب، يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران في هذا البلد.
وقالت ميركل، ردًا على سؤال في مؤتمر ميونيخ للأمن: “هل هي فكرة جيدة للأمريكيين الانسحاب فجأة وبسرعة من سوريا؟ ألن يعزز ذلك قدرة روسيا وإيران على ممارسة نفوذهما؟”.
كما حذرت المستشارة الألمانية، التي تحدثت في مؤتمر ميونيخ للأمن، الولايات المتحدة من عواقب انسحاب سريع من أفغانستان، مضيفة أنه تم إجراء محاولات إقناع كبيرة في ألمانيا لتوضيح أنه يُجرى الدفاع عن أمن البلاد في أفغانستان أيضًا.
وذكرت ميركل أنها لا ترغب في مشاهدة “أننا نضطر في يوم ما للمغادرة”، لأنه يوجد هناك هياكل متشابكة للغاية، مشيرة بوضوح إلى تحذيرات سابقة من بلادها بأن مشاركة القوات الألمانية في أفغانستان متوقفة على الإمكانيات العسكرية التي تتيحها الولايات المتحدة لمهمة “الدعم الحازم” التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) هناك.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألمح إلى إمكانية سحب جزء من قواته من أفغانستان، ما أثار حفيظة حلفائه.
وفي سياق منفصل، تعهدت المستشارة الألمانية بزيادة جديدة في نفقات دفاع بلادها، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أهمية وجود سياسة إنمائية شاملة، مؤكدة أن النفقات الدفاعية والنفقات التنموية تحظى بنفس القدر من الأهمية.
وبالأمس كانت ميركل دعت إلى جهود للحد من التسلح تشمل الروس والأمريكيين والأوروبيين والصينيين، بعد تعليق المعاهدة الروسية الأمريكية لخفض الصواريخ النووية المتوسطة المدى، موضحة أن “الحد من التسلح أمر يعنينا جميعا وسيسرنا ألا تقتصر المفاوضات بشأنه على الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا، بل وأن تشمل الصين أيضًا، بينما تثير القدرات العسكرية لموسكو وبكين قلق الغرب.
كما تطرقت المستشارة الألمانية إلى الخلاف التجاري مع واشنطن، وذكرت أن وزارة التجارة الأمريكية توصلت، على ما يبدو، إلى تقدير يعتبر السيارات الأوروبية تهديدا للأمن القومي للولايات المتحدة، مضيفة أن هذا أمر مثير للقلق بالنسبة لألمانيا.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يفرض قيودا جمركية جديدة على واردات السيارات الأوروبية بناء على تقييم وزارة التجارة الأمريكية.