صرحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بصفتها الشاهدة الأخيرة أمام اللجنة البرلمانية المعنية بالتحقيق في فضيحة عوادم مجموعة صناعة السيارات الألمانية العملاقة فولكس فاجن، أنها لم تعلم عن فضيحة التلاعب بنتائج اختبارات معدل العوادم في السيارات التي تعمل بمحركات ديزل (سولار) إلا من خلال وسائل إعلام في سبتمبر عام 2015.
وقالت ميركل اليوم أمام لجنة التحقيق بالبرلمان الألماني “بوندستاج” إنها استعلمت عن الأمر بعد ذلك أيضا من وزير النقل الاتحادي ألكسندر دوبرينت، وأشارت إلى أنها دعمت أيضا أن يستعين دوبرينت بلجنة تحقيق من أجل تحفيز استجلاء الأمر.
ودعت المستشارة الألمانية لوضع أهداف طموحة في معايير حماية البيئة بالاتحاد الأوروبي وتقنيات التشغيل الجديدة، ولكنها شددت على ضرورة ألا يحدث ذلك لدرجة “ألا يتم إنتاج أي سيارة في ألمانيا بعد ذلك”.
وأشارت إلى أنها على دراية جيدة بموضوع العوادم بفضل الفترة التي شغلت خلالها منصب وزيرة البيئة الاتحادية بين عامي 1994 و 1998.
وأكدت أنها بصفتها مستشارة اتحادية لألمانيا شغلها هذا الموضوع دائما، عندما تعلق الأمر بموقف موحد للحكومة الاتحادية داخل الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى أن لم يتم تناول تفاصيل تقنية مطلقا.
وأعربت المستشارة عن رأيها أيضا في موضوع لقائها في عام 2010 مع حاكم ولاية كاليفورنيا آنذاك أرنولد شوارزنيجر.
وبحسب ماري نيكولس، مديرة هيئة حماية البيئة بكاليفورنيا في ذلك الوقت، فقد انتقدت ميركل خلال هذا اللقاء المعايير الصارمة في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن انبعاث العوادم بالنسبة للسيارات التي تعمل بمحركات ديزل.
وقالت المستشارة الألمانية إنها لا تذكر ذلك -لافتة إلى إنه إذا قالت نيكولاس ذلك، فإن ذلك ما حدث، ولكنها أكدت أنه لم يكن مقصودا بذلك “هجوم على مساعي حماية البيئة بكاليفورنيا”، إلا أنها أرادت الإشارة فقط إلى أنه من خلال هذه المعايير الصارمة يمكن أن تسقط فئة سيارات كاملة من المساعي الرامية للحد من انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون.
ورفضت ميركل الاتهامات التي تقول إن هناك فشلا حكوميا أتاح فضيحة العوادم، وأكدت أنها لا ترى أن هناك سببا لإدخال تغييرات على هياكل الدول.
يذكر أن ناقدين أعربوا عن استيائهم من أنه لم يتم اكتشاف التلاعب في انبعاثات العوادم من خلال المكتب الاتحادي للنقل بألمانيا، والذي يخضع لوزارة النقل الاتحادية.
وأشارت ميركل إلى أن فضيحة انبعاث العوادم تعد “حادثا مؤسفا للغاية بالنسبة لصورة صناعة السيارات الألمانية”.
جدير بالذكر أن دور اللجنة البرلمانية -التي تم تشكيلها بناء على إصرار المعارضة- هو استيضاح الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الاتحادية منذ عام 2007 بالنظر إلى قواعد انبعاثات العوادم، والتوقيت الذى علمت فيه الحكومة بالتلاعب، والطريقة التي تدخلت بها في استجلاء الأمر.
يذكر أن فولكس فاجن استخدمت محركات مزودة ببرنامج كمبيوتر يخفض كميات العادم المنبعث منها أثناء الاختبارات، مقارنة بالكميات المنبعثة أثناء السير في ظروف التشغيل الطبيعية. وهذا ما تم اكتشافه في عام 2015 بالولايات المتحدة وأسفر عن هذه الفضيحة.
ومع ذلك حذرت ميركل من وصم محركات الديزل حاليا كتقنية تشغيل، وقالت بالنظر إلى التلاعب: “لابد من العمل بأمانة”. وأكدت أنه من الصائب أن يقل معدل انبعاث ثاني أكسيد الكربون من السيارات التي تعمل بمحركات “ديزل” عن نظيرتها التي تعمل بالبنزين، وأن تكون هذه السيارات أيضا صديقة للبيئة على نحو أكبر.