فجر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مفاجأة من العيار الثقيل اليوم السبت بحشد أنصاره بزعم أنه معرض للاعتقال يوم الثلاثاء المقبل ليعيد مشهد اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي عام 2021 في آخر أيام فترته الرئاسية.
اعتقال ترامب
وقال الرئيس الأمريكي السابق إنه يتوقع أن يتعرض للاعتقال الثلاثاء المقبل في ولاية نيويورك.
ودعا ترامب في منشور كتبه على منصة “تروث” إلى الاحتجاج على الاتهام الوشيك الذي سيوجه إليه، وفق ما أوردت وسائل إعلام أمريكية قائلا: أنا المرشح الجمهوري الذي يتجاوز الآخرين بمراحل والرئيس السابق للولايات المتحدة سيجري اعتقاله الثلاثاء المقبل.. احتجوا من أجل استعادة دولتنا.
كما شن شن الرئيس الأمريكي السابق هجوما لاذعا على المدعي العام في منهاتن، واصفا إياه بـ”الفاسد والمسيس كثيرا”.
وأعلن ترامب عن هذا المنشور على خلفية اتهام وجه له من مكتب مكتب المدعي العام في مانهاتن تتعلق بدفع أموال لنجمة إباحية خلال حملة ترامب في 2016 مقابل الصمت عن علاقة مزعومة بينهما، لكن ترامب وحلفاؤه يقولون إنها بدوافع سياسية.
نجمة إباحية تتسبب في اعتقال ترامب
وفي التفاصيل، طُلب من الرئيس السابق الأمريكي السابق دونالد ترامب الإدلاء بشهادته حول مزاعم دفع مبالغ مالية نيابة عنه للنجمة الإباحية السابقة ستورمي دانيلز، بهدف إخفاء ما لديها من معلومات عن علاقة مزعومة بينهما.
وتقول دانيلز إنها أقامت علاقة جنسية مع ترامب، وإنها حصلت على 130 ألف دولار من محاميه قبل انتخابات عام 2016 مقابل صمتها بشأن هذه العلاقة.
وسُجن المحامي مايكل كوهين فيما بعد إثر توجيه عدة تهم إليه.
ونفى الرئيس السابق إقامة أي علاقة من هذا القبيل مع دانيلز، منذ خروج تلك الادعاءات إلى العلن عام 2018.
علاقة ترامب مع ستورمي دانيلز
تحدثت دانيلز للمرة الأولى – واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد – عام 2011 عن العلاقة مع ترامب في مقابلة لمجلة “In Touch” الأسبوعية.
وقالت بحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي إنها التقت بترامب خلال بطولة خيرية للجولف في يوليو 2006، وزعمت أنهما أقاما علاقة في غرفته داخل الفندق في منتجع “لايك تاهو” بين كاليفورنيا ونيفادا. وحينها نفى محامي ترامب “بشدة” هذه المزاعم.
وردًا على سؤال بشأن ما إذا كان ترامب قد طلب منها التزام الصمت حول ما حدث، قالت دانيلز: “لم يبد قلقًا حيال ذلك. لقد كان متعجرفًا نوعًا ما”.
وفي حال كانت الادعاءات صحيحة، فهذا يعني أن ذلك حدث بعد أربعة أشهر على ولادة أصغر أبناء ترامب، بارون.
لكن المجلة لم تنشر القصة بعد تهديدات بإجراءات قانونية من محامي ترامب مايكل كوهين، وفق ما نقله برنامج “60 دقيقة” عن موظفين سابقين.
ثم عادت المجلة ونشرت القصة في 2018، قبل أسابيع على إفادة دانيلز لبرنامج “60 دقيقة” عن تعرضها للتهديد بعد وقت قصير على موافقتها على التحدث للمجلة في 2011.
وقالت دانيلز إن رجلًا اقترب منها ومن طفلتها الرضيعة في مرآب سيارات في لاس فيجاس وقال لها “اتركي ترامب وشأنه”.
وزعمت أن الرجل أضاف قائلًا “إنها فتاة صغيرة جميلة. من المؤسف أن يحدث شيء لوالدتها”.
130 ألف دولار مقابل صمت نجمة إباحية عن علاقتها بـ ” ترامب”
وقالت إنها لاحقًا وافقت على الحصول على 130 ألف دولار “مقابل صمتها” من المحامي كوهين قبل شهر على انتخابات 2016، لأنها كانت قلقة على سلامة عائلتها.
وقبل بثّ حلقة “60 دقيقة”، هددت شركة صورية مرتبطة بكوهين دانيلز بدعوى قضائية وغرامة بقيمة 20 مليون دولار، تحت ذريعة أنها انتهكت اتفاقية عدم الإفشاء.
وقالت دانيلز خلال الحلقة إنها كانت تخاطر بدفع غرامة قدرها مليون دولار لخرقها الاتفاق عبر تحدثها على شاشة محلية، لكن وفق ما أضافت “كان من المهم جدًا بالنسبة لي أن أتمكن من الدفاع عن نفسي”.
تحول في موقف كوهين
خرجت الإشاعات عن العلاقة بين ترامب ودانيلز قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت تقريرًا في يناير 2018 عن مال دفعه كوهين لدانيلز مقابل صمتها.
وبما أن المبلغ دفع قبل شهر من موعد الانتخابات، لفت منتقدو ترامب بأن هذا المال قد يمثل خرقًا لقوانين الحملة الانتخابية.
وأنكر كوهين في البداية ما ورد في التقرير. لكنه عاد وأقرّ في فبراير 2018 بأنه في الواقع دفع لدانيلز من ماله الخاص، وأكد عدم تورط ترامب أو الحملة الانتخابية في ذلك.
ولاحقًا في 2018، أدلى كوهين بشهادته تحت القسم بأن ترامب وجهه لدفع مبلغ 130 ألف دولار مقابل شراء صمت دانيلز قبل أيام على بدء الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقدمّ ما قال إنه دليل على استعادة المال الذي دفعه مقابل الصمت من ترامب.
وأقر ترامب بأنه شخصيا سدد المبلغ لكوهين، وذلك ليس أمرا خارجا عن القانون، لكنه أنكر العلاقة وارتكاب أي مخالفة لقوانين الحملة الانتخابية.
وسجن كوهين بعدة تهم بعد أن وجدته المحكمة مذنبًا في خرق القوانين خلال الانتخابات الرئاسية عام 2016.
الرد علي اتهامات النجمة الإباحية ستورمي دانيلز
أكد محامي دونالد ترامب – الذي ترشح لخوض الانتخابات الرئاسية مجددا – أن الادعاء طلب حضور الرئيس السابق للشهادة في قضية ستورمي دانيلز.
وكان مدع عام في مانهاتن يجري تحقيقا منذ سنوات حول مزاعم دفع مال مقابل الصمت.
أول قضية جنائية ترفع ضد رئيس أمريكي سابق
وتشكلت هيئة محلفين كبرى سرًّا من قبل الادعاء، لتحديد ما إذا كان هناك أدلة كافية لتوجيه اتهامات في قضية ما، وفي حال وجه الإدعاء اتهامًا لترامب، فقد تكون هذه أول قضية جنائية تُرفع على الإطلاق ضد رئيس أمريكي سابق.
وأفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن عرض الإدلاء بالشهادة طوعي، ومن المرجح أن يرفضه ترامب.
ووصف ترامب التحقيق على منصة التواصل “تروث سوشال” التي يملكها، بأنه مطاردة سياسية من قبل “منظومة عدالة فاسدة”.
اقتحام الكابيتول 2021
دعوة الرئيس الأمريكي السابق انصارة للاحتجاج بزعم أنه معرض للاعتقال يوم الثلاثاء المقبل أعاد في أذهان العالم مشهد اقتحام الكابيتول في 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي اعتراضا علي نتائج الانتخابات الأمريكية والتي فاز فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن في مشهد تاريخي معلق في أذهان العالم أجمع.
أعلنت وزارة العدل الأمريكية، في بيان صادر، أنه من الممكن أن يتم مقاضاة الرئيس السابق دونالد ترامب من قبل عناصر شرطة الكابيتول والمشرعين الديمقراطيين الذين أصيبوا خلال اقتحام مقر الكونجرس “كابيتول هيل” في 6 يناير 2021.
رفع الحصانة عن ترامب
وبنت وزارة العدل موقفها، على أن ترامب ليس محصنا من مثل هذه الدعاوى القضائية في مذكرة طرحت أمام محكمة استئناف فيدرالية يوم الخميس.
وقدمت المذكرة من قبل المحامين في القسم المدني بوزارة العدل وليس لها أي تأثير على تحقيق جنائي منفصل يجريه مستشار خاص بالوزارة حول ما إذا كان يمكن توجيه تهم جنائية إلى ترامب بسبب جهود التراجع عن نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020 قبل أحداث الشغب في الكابيتول.
وكان الرئيس السابق ترامب قد سارع في ديسمبر الماضي، إلى اتهام لجنة التحقيق البرلمانية في الهجوم على مبنى الكابيتول بالسعي لمنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 من خلال توصيتها وزارة العدل بتوجيه “اتهامات زائفة” إليه.
ووقتها قال ترامب في منشور على منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشل”: “هؤلاء الناس لا يدركون أنهم عندما يلاحقونني، فإن الناس الذين يحبون الحرية يتجمعون حولي. هذا الأمر يجعلني أقوى. ما لا يقتلني يجعلني أقوى. الأمريكيون يعرفون أنني دفعت 20 ألف عنصر أمني لمنع العنف في السادس من يناير، وأنني توجهت إليهم عبر التلفزيون طالبا منهم العودة إلى منازلهم”.
وأضاف: “يتفهم الناس أن مكتب التحقيقات الديمقراطي، DBI، خرجوا لمنعني من الترشح للرئاسة لأنهم يعلمون أنني سأفوز وأن هذا العمل برمته من ملاحقتي القضائية يشبه تماما إجراءات العزل، محاولة حزبية لتهميشي أنا والحزب الجمهوري”.