أصبح فيروس «كورونا» المستجد الشاغل الأول للسلطات الصحية على مستوى دول العالم، خاصة أنه لم يتوصل العلماء حتى الآن إلى لقاح لمنع انتشار الفيروس، وطالبت منظمة الصحة العالمية دول العالم ببذل المزيد من الجهد والاستعداد بسبب الانتشار السريع لـ«كورونا».
وكانت وزارة الصحة أعلنت، الخميس الماضى، تعافى الحالة الوحيدة المصابة داخل البلاد لشخص «أجنبى»، وخروجه من مستشفى العزل بعد التأكد من سلبية النتائج المعملية له، وقضائه فترة حضانة الفيروس.
«الحدث الآن» رصد ازدحام المواصلات العامة بالركاب «مترو الأنفاق- الأتوبيسات- والقطارات»، فى ظل عدم اتخاذ الركاب أيا من الإجراءات الاحترازية منعًا للإصابة بالفيروس.
الأتوبيسات
المكان: موقف عبد المنعم رياض، عقارب الساعة تشير إلى الثالثة عصرا، الموقف متكدس بالركاب من الطلبة والموظفين، الباعة الجائلون منتشرون فى كل مكان بالموقف، الركاب فى حالة ترقب وانتظار للأتوبيسات التى ستقلهم إلى منازلهم، أتوبيسات تغادر وأخرى تدخل الموقف المكتظ بالركاب، عشرات منهم يتصارعون على ركوب الأتوبيس أثناء دخوله إلى الموقف، ضمانا لحجز مقعد خال فى الأتوبيس المزدحم، تلاصقت فيه الأجساد، عدد منهم يتكدس فى طرقة الأتوبيس، ورغم حرص الركاب على فتح جميع نوافذ الأتوبيس إلا أنه لا يوجد متنفس من الهواء بسبب تكدس الركاب الشديد.
أحمد عبد الموجود، موظف بإحدى المصالح الحكومية، يرى أن المواصلات العامة هى الحل الوحيد أمام المواطن محدود الدخل، وأنه من الصعب منع الزحام الشديد داخل الأتوبيسات.
قائلا: «البلد ماشية ببركة ربنا.. ومفيش حد هيلتزم بلبس كمامة، لأن اللى بيركب الأتوبيس مش معاه تمن الكمامة».
القطارات
لا يختلف المشهد كثيرًا داخل محطة مصر، عقارب الساعة تقترب من الثالثة والربع عصرًا، صوت النداء الآلى ينتشر فى أنحاء المحطة بمواعيد قدوم ومغادرة القطارات، الركاب فى حالة ترقب وانتظار لمجىء القطار المتجه إلى محافظة الإسكندرية، يتدافع الركاب لحجز مقعد داخل عربة القطار، نافذة القطار، المنفذ الوحيد لدخول الهواء إلى الركاب، لم يعد لها تأثير فى ظل تكدس العربة الواحدة بعشرات الركاب، رغم محاولات الركاب فتح جميع النوافذ بالعربة، إلى جانب رائحة «الشياط» المنبعثة من القطار والرائحة الكريهة المنتشرة فى كل مكان التى تساعد على الاختناق.
شدة الزحام كانت السبب الرئيسى فى حدوث المشاجرات بين الركاب، يقطعه صراخ طفل بين الواقفين يريد أن يقضى حاجته ظل مدوياً طوال الرحلة، حيث رفضت أمه إدخاله دورات المياه الخاصة بالقطار لافتقادها المياه.
مترو الأنفاق
حسب تصريحات مجلس الوزراء، يصل عدد الركاب الذين يخدمهم مترو الأنفاق إلى 3.5 مليون راكب يوميًا، ويصل عدد الرحلات إلى 1662 رحلة يوميًا فى 2019، مقارنة بـ 1544 رحلة يوميًا فى 2014.
لا تجد مروة جلال وسيلة سريعة للوصول إلى كليتها بجامعة القاهرة سوى مترو الأنفاق، ورغم محاولاتها تجنب استقلاله خلال أوقات خروج الموظفين لتفادى الزحام والتكدس الشديد، إلا أن محاولاتها دائمًا تبوء بالفشل لأن عربات المترو تتكدس دائمًا بالركاب فيما عدا أيام العطلات الرسمية، ووصفت الفتاة الجامعية الازدحام داخل عربات المترو بأنه «أرض خصبة» للإصابة بأى فيروس بسبب التلاحم الكبير بين الركاب، إلا أنه الوسيلة الأكثر سرعة وأقل تكلفة.
اختفاء الكمامات من الصيدليات وارتفاع ثمن المطهرات
جاءت نصائح منظمة الصحة العالمية بضرورة الحرص على غسيل الأيدى وتعقيمها والبعد عن الزحام أو الاضطرار لارتداء الكمامات للحماية من عدوى الفيروسات، بمثابة انطلاقة شرارة للصيدليات التى استغلت هاجس الخوف من الإصابة بفيروس «كورونا»، ورفعت من سعر الكمامات التى كان لا يتعدى سعرها 7 جنيهات، لتقفز إلى 20 جنيها، بينما يصل ثمن الكمامة المزودة بفلتر إلى 50 جنيها.
وأوضح مركز الدراسات الدوائية وعلاج الإدمان، فى تقرير له، أمس، ارتفاع نسب شراء المطهرات الكحولية، بالإضافة إلى الكمامات وبعض الأدوية الخاصة بالمناعة، باعتبارها وسائل تساهم فى عدم نقل أى عدوى فيروسية أو ميكروبية.
فيما أكد أحمد بهاء، طبيب صيدلى، أن غسيل اليد بالماء والصابون باستمرار كفيل بإزالة أى ميكروبات أو جراثيم فى اليد، وأن هناك فهما خاطئا من بعض المواطنين بالإسراف فى تناول العقاقير الطبية أو المستحضرات المتعلقة برفع المناعة، رغم أن تناول الخضروات والفاكهة من أكثر أساليب رفع المناعة، وحذر بهاء من تناول أى عقاقير دون إشراف طبيب.
وأرجع محمد إسماعيل، رئيس شعبة المستلزمات الطبية بالغرفة التجارية، سبب نقص الكمامات داخل الصيدليات إلى انتشار الفيروس داخل الصين، والتى كنا نعتمد عليها فى استيراد الكمامات، إلا أنها أوقفت التصدير مما تسبب فى وقوع الأزمة.
وأضاف: العالم كله يستورد الكمامات من الصين، وإنتاجها يكفى العالم كله ويزيد، وتكلفة التصنيع فى أى دولة أعلى من الصين، حيث يحصل مصنعو الصين على 17% من دعم صادرات، كنا ننتج الكمامة بـ10 قروش، والصين تبيعها بـ8 قروش، فى 2015، إلى أن أغلقت معظم المصانع ولم يتبق سوى 4 فقط لا يتجاوز إنتاجها 2 مليون كمامة.