استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية في مصر الجديدة اليوم الإثنين الرئيس اللبناني العماد ميشال عون حيث تعقد جلسة مباحثات بين الرئيسين.
وأجريت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس اللبناني العماد ميشال عون، حيث عزفت الموسيقى العسكرية النشيدين الوطنيين كما استعراضا وحرس الشرف.
كما عقدت قمة رئاسية ثنائية بين الرئيسين؛ بحثا تعزيز العلاقات والارتقاء بها إلى مستوى أرحب، بجانب بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا وألقى السيسي كلمة جاء نصها كالتالي:
الأخ العزيز فخامة الرئيس ميشال عون .. رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة ..
يُسعدني أن أرحب بكم في بلدكم الثاني مصر، وأؤكد لكم أن العلاقات المتميزة إلى تجمع بلدينا ماهي إلا تتويج للتواصل القائم بين الشعبين المصرى واللبنانى، بما لهما من حضارة ضاربة في عمق التاريخ امتدت عبر العصور، من خلال تقارب ثقافي واجتماعي، وأسفرت عن ترابط قوي، واتفاق في الرؤى بشأن القضايا المختلفة.
كما يسعدنى فخامة الرئيس أن أجدد التهنئة لكم وللشعب اللبناني الشقيق على نجاح لبنان في استكمال الاستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة المواطن اللبناني، وتعمل على تحقيق طموحاته.
السيدات والسادة،
لقد سعت مصر دومًا للحفاظ على كيان واستقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تواصلت على مدار الفترة الماضية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساسًا لحل الخلافات، كما كانت مصر من أولى الدول التي رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية، صُنعت في لبنان بعيدًا عن تدخل القوى الخارجية، وحافظت على “النموذج اللبناني الفريد” في التعايش بين كامل طوائفه، مما يجعل لبنان نموذجًا رائدًا في المنطقة لتسوية الأزمات سياسيًا.
وأؤكد لأخي، فخامة الرئيس ميشال عون، أن مصر ستواصل دعمها للبنان الشقيق على كافة الأصعدة، وكلي ثقة في أن ولايته ستُعزز وضع لبنان كبلدٍ للتعددية السياسية والتنوع الثقافي الذي تحكمه أسس المشاركة والتوافق بين القوى السياسية المختلفة، وستحفظه بعيدًا عن أي محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتي تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربي خصوصيتها التاريخية كساحة تعايش وتلاق بين الأديان والمذاهب .
إن لبنان الحر القوي المستقر يعد عامل قوة للأمة العربية، وستجدون منا، أخي فخامة الرئيس ميشال عون، كل الدعم في جهودكم من أجل الحفاظ على الاستقرار في لبنان ومواصلة جهود البناء والتنمية.
الأخوة والأخوات
لقد تباحثنا اليوم حول سُبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي في أفريقيا بغرض الترويج لصناعات ومنتجات البلدين في القارة الأفريقية، وأسعدني أن أستمع من الرئيس ميشال عون إلى رؤيته حول تطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين، والرعاية التي تحظى بها الجالية المصرية المتواجدة في لبنان.
كما تطرقت مباحثاتنا إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي تعاني منها لبنان، كما اتفقنا على ضرورة وقوف الدولتين معًا ضد مخاطر الإرهاب، حيث أعربتُ لفخامته عن استعداد مصر لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف أجهزته الأمنية.
وقد ناقشنا أيضا الاستعدادات الجارية للقمة العربية المقبلة، التي تستضيفها المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، والتي نعمل جميعا على إنجاحها في مواجهة التحديات العصيبة التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
السيدات والسادة،
أود أن أجدد مرة أخرى سعادتي الخاصة بهذه الزيارة المهمة، وترحيبي وترحيب كل المصريين بأخي العزيز فخامة الرئيس ميشال عون في بلده الثاني مصر».
يذكر أنه وصل صباح اليوم الإثنين رئيس لبنان ميشال عون للقاهرة في زيارة على رأس وفد رسمي يضم وزراء الخارجية والمغتربين جبران باسيل، المالية على حسن خليل، الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، الاقتصاد والتجارة رائد خوري، الدولة لشئون رئاسة الجمهورية بيار رفول والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في مصر أنطوان عزام.
وعقد الرئيسان السيسي وعون جلسة مباحثات مشتركة تناولت تعزيز العلاقات المشتركة، وبحث إحلال عملية السلام في الشرق الأوسط، كما دعا عون نظيره السيسي لزيارة لبنان.
وتشمل زيارة رئيس لبنان لمصر مقرات الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ومشيخة الأزهر الشريف وجامعة الدول العربية، ولقاءات مع الدكتور أحمد الطيب والبابا تواضروس ومع الجالية اللبنانية بالقاهرة؛ وتنظم السفارة اللبنانية حفلا على شرف الرئيس اللبناني للجالية اللبنانية بدعوة من المستشار أنطوان عزام القائم بأعمال سفارة لبنان في القاهرة.