قال رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، أن مشروع قناة السويس الجديدة لم يكن إلا خطوة من ألف خطوة، وبداية لانطلاق العديد من المشروعات العملاقة علي ضفاف القناة لتحمل الخير والنماء والتقدم للشعب المصري العظيم.
وأشار في كلمته خلال مراسم اﻻحتفال ببدء مشروع شرق التفريعة ببورسعيد، اليوم السبت، أن إلي أن مصر تحتفل اليوم بإطلاق إشارة البدء لمشروع تنمية منطقة قناة السويس، الذي يهدف لتحويل قناة السويس من مجرد ممر ملاحي إلي منطقة تنموية متكاملة ومناطق صناعية تجارية لوجيستية سكنية تساهم في دعم الاقتصاد المصري وتوفر ألاف من فرص العمل للشباب.
وأوضح أن الفكرة العامة للمشروع تعتمد علي استغلال الأراضي المتاحة شرق القناة لبناء امتداد جغرافي واقتصادي وعمراني وتنموي لمدن غرب قناة السويس، نظرا لمحدودية مساحة الأراضي المتاحة غرب القناة، بالإضافة لإتاحة فرص تنمية حقيقية علي أرض سيناء وربطها بباقي محافظات مصر.
وقدم رئيس الوزراء شرحا لمنطقة تنمية شرق بورسعيد، التي تتكون من ميناء بحري وتشمل أرصفة متنوعة بطول 10 كيلومترات منها 5 كيلومترات كمرحلة أولى بعرض 450 إلى 500 متر، ودائرة دوران بقطر 950 مترا، ومجرى مائي بطول 3 كيلومترات وعرض 500 متر وعمق 5ر18 متر، وذلك بهدف دخول السفن مباشرة إلى ميناء شرق بورسعيد دون انتظار لحركة السفن العابرة لقناة السويس.
وأوضح أن المشروع يضم أيضا منطقة صناعية بمساحة 40 مليون متر مربع، منها 16 مليون متر مربع كأسبقية أولى، والتي تتكون من منطقة المصانع، وإدارة المنطقة الصناعية، وتشمل منطقة خدمات ومركز مؤتمرات، ومقر الإدارة ومركز للبيع وفندق.
ولفت إلى أن المشروع يضم أيضا منطقة سكنية على مساحة 4 ملايين متر مربع بإجمالي 10 آلاف وحدة سكنية تسع 50 ألف مهندس وفني وعامل كمرحلة أولى، ويصل هذا العدد إلى 190 ألف مواطن باكتمال تنفيذ مراحل المشروع، فضلا عن وجود منطقة لوجيستية بمساحة 30 مليون متر مربع مخصصة لخدمات الميناء والمنطقة الصناعية.
وأضاف أن المنطقة تشمل أيضا مزارع سمكية بمساحة 80 مليون متر مربع لانتاج 55 ألف طن أسماك سنويا، وتشغيل 7 ألاف فرد، وتشمل أحواض وأقفاص للاستزراع السمكي ومصانع للأعلاف والتعبئة والتبريد من إجمالي مزارع سمكية يجري حاليا تنفيذها بواسطة الجهات المختلفة كجهاز مشروعات الخدمة الوطنية وهيئة قناة السويس بإجمالي مساحة 170 مليون متر مربع، وتنتج 70 ألف طن أسماك سنويا، ويعمل بها 9500 فرد.
وقال إنه لتوفير البنية الأساسية اللازمة لنجاح المشروع وربط شرق القناة بغربها تم التخطيط لتطوير وتوسعة الطريق على جانبي القناة مثل طريق شرق بورسعيد ـ شرم الشيخ ـ شرق القناة بطول 500 كيلو متر ليكون طريق اتجاهين، كل اتجاه يضم 3 حارات مرورية، ويمر الطريق بقرية الأمل شمال الإسماعيلية التي تقع على مساحة 3500 فدان تشمل صوب وبيوت زراعية قرية نموذجية”.
وأضاف أنه تم البدء في استصلاح 10 آلاف فدان بالفرفرة القديمة كنموذج من المشروع القومي لاستصلاح وزارعة 1.5 مليون فدان، والريف المصري الحديث الذي يتكون من آبار وأحواض مياة وأنظمة ري حديثة و3 قرى زراعية منتجة تشمل 2000 منزل ريفي و480 وحدة سكنية للعاملين بالقرى والمنشأت الإدارية والخدمات اللازمة لتوفير حياة حديثة للمزارع المصري.
وأشار إلى أن الطرق التي تم تطويرها وتوسيعها تشمل طريق الإسماعيلية ـ بورسعيد غرب القناة بطول 104 كيلومترات ليكون طريق حر اتجاهين، كل اتجاه يشمل 4 حارات مرورية، عدا منطقة الإسماعيلية القنطرة التي تضم 3 حارات مرورية.
ولفت رئيس الوزراء إلي أنه يجري أيضا إنشاء محور 30 يونيو، والذي يبدأ من الطريق الدولي الساحلي جنوب بورسعيد حتى طريق القاهرة الإسماعيلية الصحرواي عند علامة كيلومتر 90 بطول 102 كيلومتر وعرض 5 حارات مرورية كل اتجاه، موضحا أنه مخطط استكمال الطريق ليتقاطع مع طريق القاهرة – السويس، ويصل حتى نفق وادي حجول على طريق القاهرة ـ العين السخنة وبداية طريق جبل الجلالة.
وأشار إلى أنه جاري إنشاء مدينة الجلالة، التي تقع أعلى جبل الجلالة على ارتفاع 700 متر من سطح البحر على مساحة 17 ألف فدان وبها جامعة الملك عبدالله، ومدينة طبية عالمية ومناطق سكنية وسياحية وخدمية، بالإضافة الى منتجع الجلالة السياحي الجاري إنشاؤها، والذي يقع على شاطىء خليج السويس على مساحة 1000 فدان، ويشمل منشأت سياحية وترفيهية ومارينا لليخوت، ويربط مدينة الجلالة بالمنتجع طريق صاعد لأعلى الجبل بطول 17 كيلومتر وتلفريك بطول 6 كيلومترات.
وبين المهندس إسماعيل أنه مخطط امتداد الطريق بعد تقاطعه مع طريق بني سويف ـ الزعفرانة الجاري تنفيذه حاليا جنوبا حتى الحدود المصرية ـ السودانية لتكوين محور مصر ـ أفريقيا، مضيفا أنه لربط شرق القناة بغربها فإنه يجري إنشاء مجموعة أنفاق أسفل قناة السويس بمنطقة جنوب بورسعيد عند علامة كيلومتر 19، وتتكون مجموعة الأنفاق من 2 نفق للسيارات بطول 4 كيلومترات وعرض 11.4 متر يشمل 2 حارة مرورية اتجاة واحد، ونفق للسكة الحديد بطول 6.8 كيلومتر وعرض 11.4 متر اتجاهين.
وأوضح أن مشروع شرق التفريعة يتضمن مجموعة أنفاق الطريق الدولي الساحلي شرق وغرب القناة والممتدة من السلوم إلي الحدود الدولية الغربية وحتي مدينة رفح علي الحدود الدولية الشرقية مرورا بمدن مرسي مطروح، بالاضافة إلي مدينة الضبعة، منوها بأنه يجري حاليا إنشاء محطة نووية بها لتوليد الكهرباء، والتي تتضمن 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور، والذي يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير الذي يصل إلي أكثر من 60 عاما مقارنة بالمحطات الحرارية.
وقال “إن الطاقة الانتاجية للمفاعل الواحد تصل إلي 1200 ميجاوات ومخطط تنفيذ المحطة ودخول الوحدة الأولي الخدمة عام 2024، وسيتم تشغيلها طبقا لمعايير ضمان وأمان صارمة علي صعيدي البيئة والأمان النووي، حيث تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشري مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرساني ليتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن 400 طن وبسرعة تصل إلي 150 متر في الثانية، مشيرا إلي أن هذا المشروع سيؤهل العلماء والمهندسين المصريين في مجال تكنولوجيا المحطات النووية والأمان النووي كما سيؤدي إلي توفير فرص عمل للشباب خلال مراحل التنفيذ سواء في مجال الإنشاءات أو الصناعات المكملة أو المجالات الأخري”.
ونوه بأنه جاري الآن استكمال إنشاء أسوار وأبراج الحراسة وبوابات المحطة وإنشاء مدينة سكنية لأهالي الضبعة تم تحديد موقعها طبقا لمسافات الأمان للمفاعلات النووية، وتشمل 1500 منزل بدوي كلا بمساحة 300 متر والمنشأت الادارية والخدمية، بالإضافة إلي تجمع سكني للعاملين بالمحطة النووية يشمل 2050 وحدة سكنية متنوعة المساحات ومنشأت إدارية وخدمية.