ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تشهد حاليا فترة من التوترات، في ظل تصاعد التهديدات من كوريا الشمالية مع تواتر تجاربها النووية والصاروخية في الفترة الأخيرة.
وأشارت الصحيفة – في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين – إلى أن واشنطن وسول كانتا حليفتين مقربتين طيلة سبعة عقود، لافتة إلى اشتراك الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي ليس فقط في شبه الجزيرة الكورية وإنما أيضا في فيتنام وأفغانستان والعراق، إضافة إلى صعود الاقتصاد الكوري بقوة تحت مظلة الحماية الأمريكية.
لكن الصحيفة رأت، في الوقت نفسه، أن ذلك التحالف بات يواجه توترات في وقت أصبح فيه كلا الجانبين في حاجة إلى ذلك التحالف أكثر من أي وقت مضى، بينما تجري بيونج يانج سلسلة من تجارب إطلاق الصواريخ والقنابل النووية بشكل استفزازي.
وكانت كوريا الشمالية قد أجرت، أمس الأحد، سادس تجاربها النووية وأقواها على الإطلاق، وذلك بعد أيام قليلة من إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى فوق اليابان، وبعد أسابيع قليلة من إطلاق صاروخ أثبت قدرته على حمل رؤوس نووية إلى أراضٍ أمريكية للمرة الأولى، في سلسلة تصعيدات للأزمة بين بيونج يانج من جانب والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جانب آخر.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “العدائية” في الأيام الأخيرة جعلت الكوريين الجنوبيين يتشككون في إمكانية أن يستمروا في التعامل مع التحالف مع واشنطن كأمر مسلم به.
وكان ترامب قد كتب، الخميس الماضي، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “الحديث ليس هو الحل”، متجاهلا دعوة الرئيس الكوري الجنوبي مون جي-إن إلى عقد محادثات مع الجارة الشمالية.
وبينما يواجه التحالف العسكري الأمريكي-الكوري، النظام الحاكم الأكثر خطورة في تاريخ كوريا الشمالية، أكدت “نيويورك تايمز” أن نغمة ترامب في تصريحاته الأخيرة فاجأت المسئولين في كوريا الجنوبية، كما بينت كيف أن ترامب ومون لا يبدوان حليفين محتملين، الأمر الذي ظهر في رد مون على تصريحات ترامب.
وقال مكتب الرئيس الكوري الجنوبي، في بيان له اليوم: “لن يمكننا أبدا التسامح مع حرب كارثية أخرى على هذه الأرض… لن نتنازل عن هدفنا للعمل سويا مع الحلفاء للبحث عن نزع سلمي للأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية”.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى دعم مون لتحرك ترامب لفرض عقوبات أكثر صرامة على كوريا الشمالية، والاتفاق بينهما اليوم على إلغاء الحد الأقصى لوزن رؤوس الصواريخ الكورية الجنوبية التي ترسلها الولايات المتحدة إليها، وهو ما رأت الصحيفة أنه يمنح قوى أكبر للجنوب لضرب الشمال حال نشوب نزاع مسلح.
لكنها نوهت، على الجانب الآخر، إلى تصريحات مون بأن العقوبات والضغط ليسا كافيين وحدهما في وقف التقدم الكوري الشمالي على صعيد تقنيات صناعة الأسلحة النووية والصواريخ، وتأكيده على ضرورة أن تُحل الأزمة بشكل سلمي لأن الكوريين، وليس الأمريكيون، هم من سيتحملون وطأة الحرب، فيما يهدد ترامب بيونج يانج بـ”النار والغضب”.
وعلى صعيد آخر، أبرزت الصحيفة تأثير إعلان الولايات المتحدة النظر في إمكانية الانسحاب من اتفاقية “كوروس” للتجارة الحرة مع كوريا الجنوبية على العلاقات بين البلدين في هذه الأثناء، مؤكدة أن ذلك الـ”تهديد” يضغط على الاقتصاد الكوري الجنوبي، والذي قالت إنه يعاني بالفعل بسبب التعاون العسكري مع واشنطن وتأثيره على العلاقات التجارية بين كوريا الجنوبية والصين.