رغم اختلاف سبل التربية التي ينتهجها الوالدين، إلا أن هناك معاناة جماعية صامتة لا بد أن يختبرها كل الآباء والأمهات، النوم بشكل متواصل. فبعد الولادة يصبح النوم رفاهية بعيدة المنال، والأهم من هذا هو تداعيات نقص النوم وتأثيره على نشاط الوالدين وإنتاجهما طوال اليوم التالي.. فما هو الحل؟
تختلف الآراء حول هذه الطريقة، فالبعض يرى أن لا مانع من مشاركة الطفل سرير والديه، طالما أنه صغير لدرجة لا تُمكِّنه من تذكر أيّ شيء فيما بعد. بينما يرى البعض الآخر أن تعوّد الطفل على النوم بجانب والديه سيؤدي لمشاكل في سلوك نومه باستقلالية لاحقاً في حياته، ويعتبرون أن أضراره على حياة الطفل المستقبلية أكثر من منافعه.
ورغم أن نوم الأطفال على نفس سرير الوالدين قد يمنح الجميع ساعات نوم إضافية، إلا أنه يحرم الأهل من إمكانية التمدد بشكل كامل وإراحة الجسم لشحنه بالطاقة اللازمة قبل بدء نهار شاق جديد.
المشاركة في النوم تجعل الحياة أكثر بساطة
يرى مؤيدو هذه السياسة التربوية أن مشاركة الأولاد النوم مع ذويهم يبعث على الشعور بالأمان، ويمنحهم ساعات نوم إضافية أو على الأقل غير منقطعة، بدلا من إقناع طفل صغير عند الرابعة صباحا أن النوم في سريره أفضل لصحة الجميع!
ليس هناك أي آثار سلبية على الطفل
ووفق دراسة نشرتها مجلة “Parents”، تبين أن النوم مع الأهل لا يتسبب بآثار سلبية، بل تعتبره ثاقافت متعددة أمراً عادياً و شيئا طبيعياً.
وإذا لم تكن ثمة معلومات كافية، فإن هذا يرجع إلى عدم نشر دراسات مستفيضة حتى الآن حول مشاركة الأطفال النوم في سرير واحد، وأثر ذلك على التنمية المعرفية للطفل وسلوكه.
ورغم هذا،هناك رأي آخر يؤكد أن المشاركة في النوم تثمر أطفالا غير مستقلين في شخصيتهم.
مشاركة الأطفال في النوم لا تسبب اضطرابات في نومهم لاحقاً
في هذا السياق، حاولت مجموعة من العلماء إيجاد علاقة سلبية بين السلوك السيء ومسألة مشاركة النوم، إلا أنهم توصلوا بعد ذلك إلى أنّ هناك متغيرات ومؤثرات أخرى وقفت عقبة في طريق الحكم على تأثير النوم تحديداً.
بل أثبت بعض الباحثين، حسب ما نشرت النسخة الألمانية لموقع “هافينغتون بوست”، أن الأطفال الذين يشاركون آباءهم نفس السرير ليسوا أكثر عرضة للمعاناة فيما بعد من اضطرابات النوم، مقارنة بالأطفال الذين يتم تدريبهم على النوم بشكل مستقل في أسرّتهم الخاصة.
وأثبتت دراسات أخرى أن اضطرابات النوم في السنوات الأولى من حياة الأطفال (لذلك يحتاج لمشاركته النوم مع والديه) لا تعني بالضرورة حدوث مشاكل في نومه لاحقاً.
وخلصت كاتبة المدونة الألمانية سامنثا داربي أنه طالما يسعد الأهل وأطفالهم بالنوم سوياً، فلا يوجد أي آثار سلبية على سلوك الطفل أو نموه. والواقع أن نوم الأطفال مع الأبوين في مرحلة الطفولة مهم للغاية للشعور بالأمان والدفء الحسي والمعنوي، لأن قرب الطفل من والديه يُنمّي الشعور بالاطمئنان النفسي.
فهل أنت مع مشاركة سريرك مع أطفالك، أم تدريبهم على النوم في سرير خاص؟