ذكر تحقيق بثته القناة الإسرائيلية الثانية، أن 14 ألف جندي دخلوا السجن العسكري العام الماضي، وأن 70% منهم تم اعتقالهم بسبب مخالفات مثل التهرب من الخدمة العسكرية، حيث يزعم الجنود في معظم الحالات أن تهربهم ناتج عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها عائلاتهم.
وأوضح التحقيق، الذي وصف الجيش الإسرائيلي بأنه “الجيش الفقير”، أن 9 من بين كل 10 جنود بحاجة إلى دعم اقتصادي، وأن غالبية الضباط والقادة يقدمون مساعدات لجنودهم.
وكان مراسل القناة توجه إلى سجن رقم “6”، الذي يضم الكثير من الجنود المعتقلين، والتقى بضابطة متقاعدة في وحدة “كلير” قالت: “في هذا السجن جنود معتقلون يلعنون اللحظة التي ولدوا فيها ويلعنون اللحظة التي ولدت فيها الدولة، ويلعنون الجيش، وغالبية هؤلاء موجودون هنا لأن آبائهم وأمهاتهم لا يملكون المال”.
والتقى مراسل القناة بعدد من القادة والضباط الإسرائيليين الذين أكدوا على الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه جنودهم، مما يضطرهم إلى تقديم المساعدة المالية لهؤلاء الجنود.
وقال ضابط في سلاح البحرية إنه يقدم مساعدة اقتصادية إلى أكثر من نصف جنوده وقال ضابط آخر إنه أحيانا يضع خلسة مبلغ 100 شيكل في حقائب جنوده حتى لا يحرجهم.
كما قال ضابط آخر متقاعد من سلاح البحرية: “أنا كقائد سفينة، أمضي 50% من وقتي في عرض البحر. وعندما أكون على اليابسة اقضي 80% من وقتي في حل مشاكل عناصري. كان في كتيبتي كثير من الجنود الذين يطلبون مساعدات شخصية، وهذا الأمر يتصاعد عاما بعد عام. ان الجندي يجلب معه إلى الجيش ضائقته الاقتصادية التي لا تنتهي بمجرد وصوله إلى مركز التجنيد”.
وأوضح التحقيق أن هناك ضباط يضطرون إلى السماح لجنودهم بالانصراف لكي يعملوا في مهن أخرى لأنهم غير قادرين على الصمود أمام المصاعب الاقتصادية.
وأظهر التحقيق أن ما بين 40 إلى 50 من الجنود يلجأون كل يوم الى الجمعيات التعاونية والمؤسسات الخيرية للحصول على المساعدة لشراء غذاء وأمتعة.
ويضطر قادة الجيش الى تقديم مساعدات مالية الى جنودهم وعائلاتهم، إضافة إلى مساعدات عينية كالأدوات الكهربائية والتموينية.