تحقيقات و تقاريرعاجل

هل الملكية هي الحل في إيران؟

كان لافتاً خلال الاحتجاجات التي خرجت في إيران، في نهاية ديسمبر 2017، أن المتظاهرين الذين رفعوا الصوت ضد ظروف معيشية وسياسية صعبة، لم يطالبوا بجمهورية علمانية، أو ليبرالية ديمقراطية، وأن بعضهم أطلقوا شعارات مؤيدة للملكية.

ويقول آخيليش فيلالاماري، متخصص في العلاقات الدولية، ومحرر وكاتب لدى مجلة “ذا ديبلومات”، أن عدداً كبيراً من الإيرانيين رفعوا شعارات مؤيدة للملكية. فقد هتف محتجون “الشاه رضا، يرحم روحك”، في إشارة لمؤسس إمبراطورية آل بهلوي في عام 1925، و”يعيش الشاه رضا” في إشارة لحفيده، ابن الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي.

شعار موحد

ويشير فيلالاماري إلى أنه، وعلى عكس تحولات طرأت في العالم خلال القرنين الأخيرين، من الممكن أن يعاد تأسيس ملكية دستورية في إيران، بوصفها تمثل راية قادرة على توحيد ورص صفوف عدد كبير من الإيرانيين، المناهضين للجمهورية الإسلامية، من كافة أطياف المجتمع الإيراني، بمن فيهم فقراء ريفيين، ومنفيين خارج البلاد.

ذكرى حكومة

ويقول الكاتب إن ذاكرة الإيرانيين تخلو من أي شكل للحكم، سوى من ملكية آل بهلوي، أو الجمهورية الإسلامية التي أسسها آية الله الخميني في عام 1979. ومع افتقار عدد من القوى الإيرانية المعارضة، ومنها حركة مجاهدي خلق أو حزب تودة الشيوعي، إلى دعم شعبي كبير، لا يكون لدى علمانيين ليبراليين في طهران خطة سوى تمني إقامة دولة ديمقراطية علمانية، وقد لا تستبعد استعادة حكم آل بهلوي.

عودة محتملة

ويشير فيلالاماري إلى هتافات: “يا شاه إيران، عد إلى إيران”، موضحاً أن هذا الرجل، ابن الشاه المخلوع محمد رضا بهلوي، يعد نفسه على ما يبدو لعودة محتملة إلى بلده، في حال تمت دعوته.

وقال ولي عهد إيران، رضا بهلوي، المقيم في المنفى في الولايات المتحدة، إنه ديمقراطي لا ملكي. وأضاف: “ينادي اليوم الإيرانيون بعودتي. أعتقد أنهم يدركون أني الشخص الذي يستطيعون أن يثقوا به، الشخص الذي يعرفون أن لديه رأس مال سياسياً خاصاً باسمه، بوصفه يحمل اسم بهلوي. إنهم يشيرون للحداثة والتقدم الذي عرفته إيران في عهد ال بهلوي”.

إنقاذ

من جهة أخرى، يقول الكاتب إن الشاه رضا، الذي ردد عدد من المتظاهرين اسمه، هو الذي أنقذ إيران في إحدى أصعب فتراتها، وقد ساعده على استعادة عرشه، في عام 1925، نفس رجال الدين المحافظين الذين خلعوا ابنه.

والمفارقة قيام رجال الدين مرتين بإنقاذ الملكية في إيران، مرة عام 1925، ومرة أخرى عام 1953، عندما دعموا الشاه محمد رضا بهلوي ضد رئيس الوزراء الشيوعي محمد مصدق، والذي كان اشتراكياً وشديد التقارب مع الاتحاد السوفيتي.

أوتوقراطية وعزلة

ويلفت الكاتب لحقيقة أن العديد من الإيرانيين انقبلوا لاحقاً على أوتوقراطية نظام آل بهلوي، ولكن ما حصدوه في مقابل ذلك، كان نظاماً أكثر انعزالاً عن المجتمع الدولي، وهو ما لم يطالب به لا الليبراليون ولا المحافظون في الريف الإيراني.

وبرأي فيلالاماري، لأن إيران ضيعت فرصة إقامة جمهورية، فإن ملكية دستورية قد تصبح البديل للجمهورية الإسلامية.

زر الذهاب إلى الأعلى