حذر خبراء أمريكيين من أنه بعد مرور خمسين عاما على الحظر النفطي العربى عام 1973، فإن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط قد تؤدى إلى تعطيل إمدادات النفط العالمية ودفع الأسعار إلى الارتفاع، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية، إن الحرب في غزة “بالتأكيد ليست أخبارا جيدة” لأسواق النفط المنهكة بالفعل بسبب تخفيضات إنتاج النفط من المملكة العربية السعودية وروسيا وتوقع طلب أقوى من الصين.
وقال فاتح بيرول، المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية ومقرها باريس، لوكالة أسوشيتد برس، إن الأسواق ستظل متقلبة، وقد يؤدي الصراع إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو بالتأكيد خبر سيئ للتضخم، وقال إنهم الأكثر تضررا من ارتفاع الأسعار، مشيرا إلى أن التقلبات دفعت أسعار النفط للارتفاع إلى 96 دولارا.
ويعتمد سعر النفط على الكمية المستخدمة منه والكمية المتوفرة، والأخيرة معرضة للتهديد بسبب الحرب في غزة على الرغم من أن القطاع ليس موطنا كبيرا لإنتاج النفط.
وقال أندرو ليبو، رئيس شركة ليبو أويل أسوشييتس، وهي شركة استشارية مقرها هيوستن: “من أجل تحقيق تحرك مستدام في الأسعار، سنحتاج حقًا إلى رؤية تعطل الإمدادات، إلا أن الخبراء قالوا إن الضربة اذا حدثت هذه المرة لن تكون بحدة أزمة عام 1973 بسبب أن إنتاج النفط الأمريكي وصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. وأفادت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، التابعة لوزارة الطاقة، أن إنتاج النفط الأمريكي في الأسبوع الأول من أكتوبر بلغ 13.2 مليون برميل يوميا، متجاوزا الرقم القياسي السابق المسجل في عام 2020 بمقدار 100 ألف برميل. وقد تضاعف إنتاج النفط المحلي الأسبوعي منذ الأسبوع الأول في أكتوبر 2012 وحتى الآن.
وقال مايك سومرز، الرئيس والمدير التنفيذي للمؤسسة الأمريكية: “لقد علمتنا أزمة الطاقة عام 1973 أشياء كثيرة، لكن الأمر الأكثر أهمية في رأيي هو أن قوة الطاقة الأمريكية هي مصدر هائل للأمن والازدهار والحرية في جميع أنحاء العالم”.
وأضاف سومرز، الذي انتقد مرارا وتكرارا سياسات الرئيس جو بايدن التي تقيد تقييد عقود إيجار النفط الجديدة كجزء من جهود بايدن لإبطاء تغير المناخ العالمي: “لا يمكننا أن نهدر ميزتنا الاستراتيجية ونتراجع عن قيادة الطاقة”.
وأضاف سومرز في كلمة ألقاها في معهد هدسون، وهو مركز أبحاث في واشنطن: “في ظل عالم غير مستقر، والحرب في أوروبا، والحرب في الشرق الأوسط، أصبح أمن الطاقة على المحك”، وأضاف: “هناك حاجة إلى النفط والغاز الأميركيين الآن أكثر من أي وقت مضي دعونا نأخذ الدروس التي تعلمناها من عام 1973 بعين الاعتبار ونتجنب زرع بذور أزمة الطاقة المقبلة”.
في الوقت الحالي، الأزمة ليست تكرارًا لما حدث في عام 1973. فالدول العربية لا تهاجم إسرائيل بشكل موحد، ولم تتحرك دول أوبك + لتقييد الإمدادات أو زيادة الأسعار بما يتجاوز بضعة دولارات إضافية.