تحقيقات و تقاريرعاجل

هل تدرك قطر أنّ دول الرباعي مصمّمة على حماية شعوبها؟

شدّدت هيئة التحرير في صحيفة ذا ناشونال الإماراتية على ضرورة بدء قطر باتخاذ خطوات عمليّة إذا ما أرادت إنهاء الأزمة في مجلس التعاون الخليجي.

فيوم الاثنين الماضي، وخلال زيارته قطر، تحدث وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن الأزمة الإقليمية المستمرة التي خلقتها الدوحة بفعل دعمها للإرهاب. وطالب تيليرسون جميع الأفرقاء بتقليص حدّة التصريحات واتخاذ خطوات للتخفيف من التوترات القائمة ولوضع حدّ للبيئة السياسية غير السليمة. وأضاف أنّه يجب على مجلس التعاون الخليجي مواصلة السعي للوصول إلى الوحدة لأنّه  سيتمتّع بمزيد من الفاعليّة عندما يكون موحداً، كما أنّه لا يمكن للأطراف الفاعلة السماح لهذا الخلاف بالاستمرار.

وتشير الصحيفة إلى عدم وجود إمكانية لمغالطة وصفة وزير الخارجية الأمريكي لشرق أوسط مسالم ومزدهر من خلال الوحدة. لقد قاطعت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين قطر في يونيو الماضي سعياً وراء هذه الأهداف بالتحديد. فدول الرباعي لم تهدف إلى تبديد الوحدة من مجلس التعاون الخليجي بل كانت تريد أن تترجم مطلب الوحدة إلى فعل هادف ومفيد للجميع. لكنّ تلك الترجمة لم تكن لتتحقق باستمرار واحدة من دول المجلس، وهي قطر، في تمويل الإرهاب الدولي واستضافة المتطرفين ونشر زعزعة الاستقرار في المنطقة.

لا ردود فعل بنّاءة

شرحت الصحيفة بداية أنّ غض الطرف عن سلوك قطر سيعني غياب الاحترام للروابط الأخوية التي تشكّل أساس الوحدة العربية. ومن هنا، بعد قطع دول الرباعي العلاقات مع قطر، تقدّمت بعدد من الفرص للدوحة من أجل إصلاح تصرفاتها. لكن عوضاً عن أن تقدّم قطر ردّ فعل بنّاء على هذه الفرص، لجأت إلى الردود الكلامية النارية. ولجأت حتى إلى مضاعفة سلوكها الذي كان الأساس في خلق الانقسام منذ البداية.

تيلرسون زار دولاً تهدّدها قطر

قبل الوصول إلى قطر، زار تيلرسون أفغانستان والسعودية. والدولة الأولى تحاصرها طالبان التي تمتعت بضيافة قطر طوال سنوات. بينما تواجه السعودية تهديدات خطيرة من إيران وميليشياتها. وما هي الدولة العربية التي عزّزت علاقاتها مع إيران التي تستعدي العالم العربي؟ إنّها قطر مجدداً. حين كان تيليرسون يتحدث في الرياض، حذّر عملاء إيران في العراق وتوجّه إليهم بضرورة ترك البلاد كي يستعيد أبناؤها التحكم بمصيرهم الخاص. وحين وصل إلى قطر، نبّه تيليرسون من أنّ طهران ستحاول استغلال الأزمة في مجلس التعاون الخليجي. وأوضحت الصحيفة أنّ الدولة الرئيسية التي تمكّن إيران من تعزيز حضورها في المنطقة هي قطر، مضيفة أنّ هذا هو واقع الحال.

ما نفع حوار من الحوار؟

وعبّر وزير الخارجية القطري الشيخ محمّد بن عبد الرحمن آل ثاني عن رغبته في البدء بحوار. وهذا هو أيضاً ما تريده دول الرباعي. لكنّ الصحيفة تتساءل: “ما هو نفع حوار إذا كان سيتمّ استخدامه لتشتيت الانتباه عن نشاط قطر؟” وتؤكّد أنّ الحوار من أجل الحوار، فيما تستمر قطر بتمويل الإرهاب، سيجعل مخاوف دول الرباعي محلّ سخرية. ستخدم المحادثات تحقيق هدف ذي معنى إذا تبعتها أفعال ملموسة. لكن تمّ إعطاء الدوحة العديد من الفرص كي تتصرف بطريقة إيجابية.

الرباعي لن يتراجع

وتابعت الصحيفة بأنّه قد آن الأوان كي تبتعد الدوحة عن تصرفاتها القديمة. فخطاباتها الإعلامية الحادّة ودعاياتها السياسية المكثفة كما دعمها للإرهاب، سلوك لن يكسر تصميم الدول المقاطعة لقطر على حماية شعوبها. وشدّدت هيئة التحرير على أنّ تصرفات قطر الملموسة هي التي يمكنها فقط أن تجلب النهاية لهذه الأزمة.

زر الذهاب إلى الأعلى