تحقيقات و تقارير

هل تستعد حماس لحرب جديدة؟.. الإجابة تائهة بين رسائل السنوار وتهديدات ليبرمان

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية تقريرًا تساءلت فيه عما إذا كانت حركة حماس تستعد لحرب جديدة مع إسرائيل في قطاع غزة.

وعلقت الصحيفة على مقابلة أجراها أمس قائد الحركة في غزة يحيى السنوار مع صحفية إيطالية، اتضح فيما بعد أنها أجرت الحوار لحساب صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، رغم أنها أفهمت السنوار أن الحوار لحساب صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية.

وقالت “جيروزاليم بوست” إنه بالرغم من نفي السنوار أنه قد أدلى بأي أحاديث لصحيفة إسرائيلية، فإنه لم ينكر صحة ما نُسب إليه من تصريحات في الحوار الذي نشرته “يديعوت أحرونوت”.

وبحسب “جيروزاليم بوست”، فإن أهم ما ورد على لسان السنوار خلال الحوار هو تصريحه بأن حركة حماس لا تريد أي حرب جديدة مع إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أنه بغض النظر عن معرفة السنوار بهوية الصحفية التي حاورته من عدمها، فالمهم هو أن تصريحاته كانت تهدف إلى إرسال رسالة محددة إلى إسرائيل.

وقال السنوار خلال الحوار “أي حرب جديدة ليست في مصلحة أحد، وهي بالتأكيد ليست في مصلحتنا. لا يمكنك أن تحقق أي شيء في الحرب”.

وعلقت الصحيفة بأن رسالة السنوار لم تكن بالتأكيد موجهة للجمهور الإيطالي، وإنما للجمهور والحكومة الإسرائيليين.

وتابعت الصحيفة أن العديد من قادة الحركة تحدثوا علنًا خلال الشهور الماضية وقالوا صراحة أنهم لا يريدون حربًا جديدة مع إسرائيل، وذكرت تقارير إعلامية عديدة أن حماس أبلغت وفود المخابرات المصرية والأمم المتحدة بأنها لا تريد مواجهات عسكرية جديدة.

وأوضح السنوار أن الهدف الرئيسي لحماس الآن هو رفع الحصار عن قطاع غزة في إطار اتفاق هدنة مع إسرائيل، وأضاف “مسئوليتي الآن أن أتعاون مع أي أحد يمكن أن يساعدنا على إنهاء الحصار. لكن في ظل الظروف الحالية فإن الانفجار حتمي ولا يمكن تجنبه”.

وأوضحت الصحيفة أن حماس لا تريد حربًا جديدة لأنها تكبدت خسائر ثقيلة خلال الحرب الأخيرة عام 2014، حيث استشهد أكثر من ألفي فلسطيني وأصيب آلاف آخرون، ومع ذلك تأمل الحركة أن تجبر المظاهرات الفلسطينية الأسبوعية بطول حدود غزة إسرائيل على تخفيف الحصار على القطاع، دون أن تضطر الحركة لتفجير حرب جديدة.

وأضافت الصحيفة أن حماس تخشى أن تؤدي أي حرب جديدة مع إسرائيل إلى إنهاء سيطرتها على غزة ومقتل عدد من قياداتها، ولذا فهي أكثر استعدادًا لقبول هدنة مع إسرائيل تحت رعاية مصر والأمم المتحدة.

ويأمل السنوار أن تقتنع إسرائيل بأن الوسيلة الوحيدة لإنهاء الاشتباكات الممتدة بطول السياج الحدودي حول غزة هو الاتفاق على هدنة جديدة، كما يأمل أن يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي مفادها أن حماس تبذل قصارى جهدها لتجنب حرب جديدة مع إسرائيل.

مع ذلك، لا تزال حرب التصريحات بين الطرفين مشتعلة، وقد نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان تهديده لحماس اليوم بأن “فترة الأعياد اليهودية انتهت”، وذلك في ظل استمرار خروج “مسيرات العودة” المطالبة برفع الحصار.

وبحسب قناة “روسيا اليوم”، كتب ليبرمان على حسابه في موقع “تويتر” اليوم الجمعة: “لقد مر شهر الأعياد اليهودية تماما كما خططنا دون أي تدهور لمواجهة، وجبينا ثمنا باهظا من المشاغبين على حدود غزة”.

وقرر الجيش الإسرائيلي أمس تعزيز قواته العسكرية على طول الحدود مع قطاع غزة، ونشر المزيد من منظومة الدفاع المضادة للصواريخ “القبة الحديدية”، وذلك في أعقاب جلسة تشاورية عقدها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي جادي أيزنكوت مع كبار قادة الجيش والأجهزة الأمنية، وذلك في ضوء معلومات استخباراتية أشارت إلى احتمال تصعيد الفلسطينيين للمواجهات على طول السياج الأمني، ومشاركة الآلاف في المسيرات الأسبوعية المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة.

وردت حماس في بيان بأن تهديدات ليبرمان “فارغة” ولن تؤثر على قوة إرادة الشعب الفلسطيني لرفع الحصار عن قطاع غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى