تحقيقات و تقارير

هل ينفذ “بوريس جونسون” وعوده بعد رئاسته للوزراء؟ وما هي أبرز 5 ملفات تنتظره ؟ (تقرير )

فى 7 ديسمبر 2017 شن وزير الخارجية البريطانى حينها، بوريس جونسون، هجوما عنيفا على جماعة الإخوان والجهات المرتبطة بها، منتقدا سلوكها في الشرق الأوسط وبريطانيا، ودعا حينها إلى حملة ديبلوماسية غربية لمواجهة أنشطة الجماعة، وبعد عام ونصف أصبح بوريس جونسون هى زعيم حزب المحافظين البريطانى، ليصبح رئيس وزراء بريطانيا الجديد خلفا للمستقيلة تيريزا ماى.

هذه التصريحات توضح إلى حد كبير موقف هذا السياسى البريطانى البارز تجاه جماعة الإخوان، بل إن كثير من المراقبين يشبهونه بالرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بمواقفه العدائية ضد تيار الإسلام السياسى، ولذلك يمكننا أن نتوقع إلى حد كبير موقف بريطانيا خلال الفترة المقبلة من أنشطة الإخوان.

تحديثات كثيرة تواجه رئيس الوزراء البريطانى الجديد، خلال مواجهته لجماعة الإخوان، على رأسها التواجد التاريخى للجماعة والذى بدء من ستينيات القرن الماضى، ليصبح مكتب التنظيم الدولى للإخوان مقره العاصمة لندن، إلى جانب الشبكة الاقتصادية والجمعيات الإسلامية الكثيرة التى تسيطر عليها الجماعة فى لندن والتى قد تشكل عامل ضغط كبير عليه.

يمكن تفسير حالة الرعب التى تعيشها الإخوان بعد فوز بوريس جونسون،بزعامة حزب المحافظين، ليرأس الحكومة البريطانية ، هو هجوم منابر إعلامية معروف بولائها ومواقفة المؤيدة للإخوان، فموقع الجزيرة القطرى وقناتها وصفت جونسون بأنه أكثر المعادين للإسلام، بينما سخرت قناة بى بى سى البريطانية من السياسى البريطانى عندما نشرت تقريرا صحفيا حول كيف يسترخى زعيم حزب المحافظين الجديد.

فى مارس 2014، أعلن ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق فتح تحقيقات حول نشاط الإخوان، وفى ديسمبر 2015 أعلن نتائج تلك التحقيقات وارتباط فكر الإخوان بالإرهاب، ولكن بعد استقالته تم غلق تلك التحقيقات تماما، ليظل السؤال هل يفتح “جونسون” ملف هذه التحقيقات من جديد؟

اختلف خبراء حول الموقف الذى ستتخذه بريطانيا من جماعة الإخوان بعد زعامة بوريس جونسون للحزب المحافظين وتوليه فيما بعد رئاسة وزراء بريطانيا ، حيث يقول هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن الرهان على تغيير أشخاص بشأن بريطانيا وموقفها من الإخوان فى غير محله والتجربة تثبت ذلك لأن الملف تديره جهات ومؤسسات أكثر رسوخًا من جهة اضطلاعها بالاستراتيجية البريطانية وتصوراتها المتعلقة بأدواتها الوظيفية في المنطقة.

وقال هشام النجار في تصريحات صحفية إنه من الصعب أن يتغير موقف بريطانيا من الإخوان بتغيير الحكومات، ويظل التعاطي مع هذا الملف من قبل بريطانيا على نفس النهج إلا أن تحدث ضغوط شعبية على وقع الضرر الكبير الذي ستسببه هذه الحالة للمجتمع البريطاني على المدى الطويل.

وبشأن قيادة “جونسون” لدعوات حزر نشاط الإخوان، تابع الباحث الإسلامى: لن يصل التطور في هذا الملف لدرجة التغيير الجذري من موقف لندن تجاه الجماعة، فهذا يناقض التصور الاستراتيجي والتاريخي البريطاني الذي يعتبر الاخوان صنيعتها وأحد أدواتها الوظيفية، ربما تصدر مواقف وتتخذ اجراءات بالنظر لتوجه جونسون اليميني لكن لن تستهدف صميم العلاقة بين الطرفية بالضرر أو التفكيك.

طه على الباحث السياسى يرى أن الإخوان كانت تخشى صعود بوريس جونسون لرئاسة وزراء بريطانيا لأنه يحمل أفكارا جادة وحاسمة تجاه التنظيمات المتطرفة الموجودة فى بريطانيا؛ فلطالما خرج جونسون بتصريحات متشددة تجاه تلك التنظيمات.

ويضيف الباحث السياسى أن بعد وصول بوريس جونسون لرئاسة الوزراء البريطانية فمن المتوقع أن نكون بصدد تغييرات فى السياسة البريطانية تجاه التيارات الإرهابية المتشددة وفى مقدمتها جماعة الإخوان.

مفاجأة تكشف “أصل” رئيس وزراء بريطانيا الجديد

كشفت تقارير صحفية مفاجأة تتعلق بجذور رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون، ليتضح أنه ينحدر من أصول تركية مسلمة.
وقالت صحيفة “حرييت” التركية، إن الجد الأكبر لجونسون هو علي كمال (أي والد جده)، الذي شغل منصب وزير الداخلية لمدة 3 أشهر عام 1919، في حكومة دامات محمد فريد باشا.

وولد كمال عام 1867، وكان صحفيا وشاعرا، وخاض غمار العمل السياسي في الدولة العثمانية، قبل أن يضطر إلى الخروج من البلاد والعيش في المنفى، بالمملكة المتحدة عام 1909.

وفي عام 1912 عاد كمال إلى الدولة العثمانية، وكان من أشد المعارضين لحرب الاستقلال التركية، التي استمرت من عام 1919 حتى 1923.

وبسبب آرائه التي أثارت الكثير من الجدل حينها، تعرض كمال للاغتيال بطريقة وحشية في السادس من نوفمبر عام 1922.

أبرز ردود الفعل الدولية على اختيار بوريس جونسون رئيسا لوزراء بريطانيا

حذر الاتحاد الأوروبي من أوقات صعبة بشأن بريكسيت بعد إعلان فوز بوريس جونسون برئاسة وزراء بريطانيا. أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فقد قال إن جونسون “سيكون عظيما”. فما هي أبرز ردود الفعل الدولية على اختيار جونسون؟

بعد أن فاز بوريس جونسون الثلاثاء بالتصويت على زعامة حزبه “المحافظين” ليصبح بالتالي رئيس الوزراء البريطاني المقبل، انهالت التهاني وردود الفعل، حيث حذر الاتحاد الأوروبي من أوقات صعبة بشأن بريكسيت.

فيما يلي بعض ردود الفعل من بريطانيا وخارجها على فوز جونسون:

“سيكون عظيما”

كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر “تهانينا لبوريس جونسون لفوزه برئاسة وزراء المملكة المتحدة. سيكون عظيما!”، بعدما أعلن الأسبوع الماضي أن جونسون سيقوم “بعمل رائع” كرئيس للوزراء. فيما أعلن ترامب أنه معجب بجونسون بشكل كبير.

وكان توقع الأسبوع الماضي بأن جونسون سيصلح ما وصفه بـ”الكارثة” التي تسببت بها رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي في مساعيها لإخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال ترامب الجمعة من البيت الأبيض “أحب بوريس جونسون جدا، تحدثت معه أمس، أعتقد أنه سيقوم بعمل رائع”. وأضاف “لطالما أحببت بوريس، إنه شخص مميز، ويقولون إنني أنا أيضا شخص مميز، نحن ننسجم جيدا”.

-تحديات-

هنأت الرئيسة المقبلة للمفوضية أورسولا فون دير ليين جونسون معلنة “أتطلع إلى إقامة علاقة عمل جيدة معه”. لكنها أضافت “هناك العديد من المسائل المختلفة والصعبة ينبغي معالجتها معا” محذرة من “تحديات تنتظرنا”.

من جهته، أعلن كبير المفاوضين الأوروبيين حول بريكسيت ميشال بارنييه في تغريدة “نتطلع إلى العمل بشكل بناء مع رئيس الوزراء بوريس جونسون حين يتسلم مهامه، من أجل تسهيل إبرام اتفاق الانسحاب وإنجاز بريكسيت منظم”. وأضاف “إننا مستعدون للعمل مجددا على الإعلان حول الشراكة الجديدة بما يتفق مع الوجهات” التي وضعتها الدول الأعضاء.

وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا بيرتو خلال مؤتمر صحفي إن رئيس المفوضية جان كلود يونكر “طلب مني نقل تهانيه إلى بوريس جونسون”.

وتابعت “الرئيس عازم على العمل مع رئيس الوزراء بأفضل ما يمكن. أما بعد، فأتحفظ عن التعليق،إذ أن الخبر ورد للتو”.

إيران تحذر

من جابنه هنأ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء جونسون، وقال في تغريدة “أهنئ نظيري السابق (بوريس جونسون) الذي أصبح” رئيس وزراء. وتابع “لدينا سواحل بطول 1500 ميل على الخليج الفارسي. هذه مياهنا وسنحميها”، وذلك في ظل الأزمة القائمة بين البلدين حول الاحتجاز المتبادل لناقلتي نفط. وأكد ظريف أن “إيران لا تريد المواجهة”.

“تنسيق وثيق”

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “أهنئ بوريس جونسون وسأتصل به عندما يصبح رئيسا للوزراء رسميا”.

وأضاف “أرغب بشدة في العمل معه بالسرعة الممكنة ليس فقط في القضايا الأوروبية واستمرار المفاوضات بشأن بريكسيت، ولكن كذلك في قضايا دولية ننسق بشأنها بشكل وثيق مع بريطانيا وألمانيا”.

أما نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني فقال “نتمنى التوفيق لبوريس جونسون. إن وصف اليسار له بأنه أكثر خطورة من حزب الرابطة (اليميني المتطرف بزعامة سالفيني) يجعلني أحبه أكثر”.

“صداقة وثيقة”

هنأت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل جونسون، مشددة على أنها تريد مواصلة “الصداقة الوثيقة” مع بريطانيا. وقالت على تويتر بواسطة المتحدثة باسمها أولريكي ديمر “أهنئ بوريس جونسون وأتمنى تعاونا جيدا. على بلدينا الاستمرار في البقاء متحدين بصداقة وثيقة”.

وفي أوتاوا قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مخاطبا جونسون “أتطلع إلى العمل معكم للحفاظ على روابط الصداقة الوثيقة بين كندا والمملكة المتحدة، وزيادة تجارتنا وخلق المزيد من فرص العمل لمواطني بلدينا”.

“صديق المصرفيين”

قال جيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض “فاز بوريس جونسون بدعم أقل من 100 ألف من حزب المحافظين من خلال وعده بخفض الضرائب على أغنى الأغنياء، مصورا نفسه على أنه صديق المصرفيين ويسعى إلى خروج مؤذ من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق”.

وأضاف على تويتر “لكنه لم يحصل على دعم بلادنا”.

وتابع “إن فكرة جونسون بالخروج بدون اتفاق ستعني الاستغناء عن موظفين وعمال، وارتفاع أسعار السلع، وخطر احتمال بيع جهاز الصحة الوطنية إلى شركات أمريكية في صفقات تصالحية مع دونالد ترامب.. يجب أن يقرر أبناء البلاد من سيصبح رئيسا للوزراء في انتخابات عامة”.

تعهد قاطع

كتب زعيم حزب “بريكسيت” البريطاني نايجل فاراج على تويتر “أتمنى لبوريس جونسون كل التوفيق كرئيس للوزراء في تعهده القاطع بشأن تنفيذ بريكسيت في 31 تشرين الأول/أكتوبر”.

وقال إن الحسم في هذه المسألة “لا يتعلق ببريكسيت فقط بل بمستقبل حزب المحافظين كذلك. هل لديه الجرأة ليلبي مطالب البلاد”.

تحذير قطاع الأعمال

قالت كارولين فيربرن المديرة العامة لاتحاد الصناعة البريطاني، أكبر منظمة أرباب عمل في البلد وتمثل نحو 190 ألف شركة ومؤسسة، “يجب على رئيس الوزراء الجديد عدم التقليل من مزايا وجود اتفاق جيد”.

وصرح آدم مارشال المدير العام للغرف التجارية “الرسالة من مجتمعات الأعمال في أنحاء بريطانيا لبوريس جونسون بسيطة للغاية: لقد انتهى وقت الحملات الانتخابية – ونريد منك أن تبدأ العمل”.

كنغستون المتحدة

ربما كانت إيفانكا ترامب الأسرع في تهنئة جونسون حيث كتبت في تغريدة “تهانينا لبوريس جونسون الذي أصبح رئيس الوزراء المقبل لكنغستون المتحدة”. وسارعت إلى تصحيح خطأها إلى “المملكة المتحدة” ولكن بعد أن شاهده الآلاف.

أبرز 5 ملفات تنتظر “جونسون” رئيس وزراء بريطانيا الجديد

زر الذهاب إلى الأعلى