محليات
«هنداوي» لا يعرف اليأس.. عشق الكونغ فو وفقد بصره قأصبح مدربا بـ«الإحساس» (صور)
عندما تسعى إلى النجاح ويقدر الله لك أن تصاب بأي مكروه، أو بمرض يؤدي إلى أن تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تفقد الأمل، ويتملكك اليأس، وتشعر أن الحياة توقفت، يكفي أن تنظر إلى "هنداوي" صاحب العقد الخامس من العمر، الذي تحلى بالصبر والحلم والكفاح وتحدى فقدان بصره، وقرر أن يقاوم المستحيل ويواجه ليثبت فوزه في صراع الحياة، ليكون أول لاعبًا ومدربًا في اللعبة القتالية بـ«الإحساس» دون أن يرى.
في قرية الترامسة التابعة لمحافظة قنا، شهدت واحدة من أعظم قصص الكفاح وتحدي الصعاب، هنداوي محمد أحمد خليفة، 48 عامًا، متزوج وله 3 أبناء، كان موظفًا في وزارة الري، لكنه أحيل على المعاش المبكر، ويلعب الكونغ فو منذ طفولته، إلا أنه أصيب بحمى شديدة أثناء ممارسته لإحدى التدريبات، مما أدى إلى فقدانه لبصره، منذ 9 سنوات، إلا أنه تحدى ظروف الحياة الصعبة، وقرر أن يستمر في هوايته بل ويطور من موهبته في لعبة "الكونغ فو".
قال هنداوي، إنه يلعب لعبة الكونغ فو منذ عام 39 عامًا، حيث بدأ في نادي الإصلاح الزراعي التابع لقصور البرنس يوسف كمال بمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، لافتًا إلى أنه مازال مستمر في ممارسة اللعبة حتى أخر نفس في عمره، موضحًا أنه أصيب بالعمى حينما حسده أحد الأشخاص الجالسين أثناء إحدى التدريبات بمركز شباب بقرية ابنود، قائلاً: «ربنا رزقك الصحة والقوة والبصر مرة واحدة»، فوقع على الأرض وأصُبت بالحمى وفقد بصره بعدها على حد قوله.
وأوضح، أنه يمارس "الكونغ فو" بالأسلوب القديم مثلما تُلعب في كوريا واليابان والصين، لافتا أنه يلعب بعدة أساليب، مثل «الطائر الأبيض، والأفعى الكوبرا، والنسر الجارح والتنين والفراشة» مؤكدًا أنه لن يترك ممارسة اللعبة لأنها هوايته المفضلة مهما حدث.
هنداوي روى أنه يمتلك عزيمة تمكنه من ممارسة هواياته مهما كانت الصعوبات التي يتعرض لها، معتبرًا أن اللعبة تخفف من همومه ويتغلب بها على أى صعاب، سواء إعاقته أو حياته، رافضًا أن يجلس في منزله قائلًا: «إرادتي وعزيمتي أقوى من أي مرض، وطالما فيه نفس وإرادة لا يمكن أن ييأس الإنسان من أي شيء».
وأشار إلى أنه يمارس اللعبة وهوايته يوميًا، مضيفًا: «أنا بدرب كل يوم من بعد صلاة الفجر حتى العاشرة صباحًا، لو بطلت يوم اتعب، التدريب واللعبة هي اللي بتخفف عليه»، لافتا أن هناك العديد من اللاعبين الذين تدربوا تحت إشرافه وحاليًا ينافسون في العديد من البطولات والمسابقات.
وأكد، أنه يمارس اللعبة بـ«إحساسه» لأنه يرى بقلبه وليس ببصره، وإن الحياة رحلة كفاح وقصة نجاح، ولا بد للإنسان أن يتسلّح بالإرادة؛ من أجل الوصول للهدف سواء كان صحيح البدن أو معاقًا، قائلاً: «تسلّحت بروح الإيمان والعزم والصمود أمام فقدان بصري، فكان التفوق العلمي سر نجاحي، وتحقيق هدفي الذي سعيت إليه جاهدًا، وأوغلت في حب مجالي هذا».
ونوه: "من صغري أفضل الاعتماد على نفسي، ولا أفضل أن أعيش عالة على المجتمع، وذلك السبب القوي الذي دفعه إلى التصميم أن أكون متواجدًا بسوق العمل وتدريب الشباب الجدد المبتدئين".