أخبار عالمية

واشنطن بوست: أوباما يفكر فى زيارة تاريخية لهيروشيما

قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن الرئيس باراك أوباما الذى يعد مقاتلا فى مجال منع الانتشار النووى، يفكر فى زيارة مدينة هيروشيما اليابانية، التى كانت ضحية القنبلة الذرية الأمريكية فى الحرب العالمية الثانية عام 1945.

وقالت الصحيفة إنه على مدار ما يقرب من 71 عاما، ظلت تداعيات إسقاط أول قنبلة ذرية قريبة للسطح فى هيروشيما تتوالى، فقد اكتشف عمال البناء الذين يحفرون أسفل متحف السلام التذكارى مؤخرا، بقايا متفحمة ومشوهة لبقايا حضارة دفنت تحت الرماد فى السادس من أغسطس 1945.

وكانت ذكرى تلك اللحظة سمة تلك المدينة اليابانية التى يقطنها 1.1 مليون نسمة لأكثر من سبعة عقود. إلا أن أشباح الماضى المرعبة قد منعت أيضا المصالحة مع الدولة التى أسقطت القنبلة. فلم يقم أى رئيس أمريكى، خلال وجوده بالبيت الأبيض، بزيارة هيروشيما خوفا من أن يتم تفسير هذه الزيارة على أنها اعتذار. فالقنبلة قتلت 140 ألف شخص، لكن كثير من الأمريكيين رأوها “شرا لابد منه”، لإنهاء الحرب العالمية الثانية ولإنقاذ أرواح الجنود الأمريكيين.

لكن اليوم هناك شعور متزايد داخل البيت الأبيض بأن الرئيس أوباما، الذى قدم رؤية فى عامه الرئاسى الأول لعالم خالى من الأسلحة النووية، يجب أن يستغل عامه الأخير فى الحكم ببادرة رمزية كبرى لخدمة هدف لا يزال بعيد المنال.

ولم يتم اتخاذ قرار نهائى فى هذا الشأن، إلا أن مساعدى الرئيس بدأوا يبحثون عن احتمال أن يبقى أوباما لساعات فى هيروشيما فى مايو المقبل، بعد حضور قمة السبعة فى إيسشيما، الواقعة فى منتصف الطريق بين طوكيو وهيروشبيما.

وقال أحد كبار مسئولى إدارة أوباما إن الرئيس يمكن أن يلقى خطابا هناك يستحضر فيه أفكار حظر الانتشار النووى التى تحدث عنها فى خطابه فى براج عام 2009. وهذه الخطوة من شأنها أن تلفت الانتباه الدولى بطريقة عاطفية بدرجة أكبر مما فعل فى القمة النووية التى عقدت فى واشنطن الأسبوع الماضى.

ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى إلى هيروشيما اليوم الأحد للمشاركة فى مؤتمر وزراء الخارجية الدول السبعة، وهى أول زيارة لأرفع مسئول دبلوماسى أمريكى، ويراقب مستشارو البيت الأبيض تلك الزيارة عن كثب كمقدمة لزيارة محتملة لأوباما.

وقال جون روس، الذى عمل سفيرا للولايات المتحدة فى اليابان بين عامى 2009 و2013، وأصبح فى عام 2010 أول دبلوماسى أمريكى يشارك فى التأبين السنوى فى هيروشيما، إنه يعتقد أن أوباما سيرغب فى القيام بذلك. وأضاف أن أوباما شخص ينحى للوراء ليبدى احترامه للتاريخ، وهذا من شأنه أن يعزز أجندته.

وتقول واشنطن بوست إن البيت الأبيض يدرك الانتقادات الداخلية التى يمكن أن تثيرها زيارة أوباما لهيروشيما، لاسيما فى العام الذى يشهد إجراء الانتخابات الرئاسية. وطالما صور الجمهوريون سياسة أوباما الخارجية على أنها ضعيفة وعاجزة، وتعرض الرئيس الأمريكى للسخرية عام 2009 عندما انحنى أمام إمبراطور اليابان فى طوكيو عام 2009. وخلال الانتخابات الأخيرة عام 2012، اتهمه منافسه الجمهورى ميت رومنى بالقيام بجولة اعتذار عالمية.

وفى اليابان، تقول واشنطن بوست إن هناك توقعات كبرى قبيل وصول كيرى، ويقول المسئولون المحليون إن الرأى العام طالما كان متطلعا لزيارة محتملة من أوباما. إلا أن السياسة، حتى فى هيروشيما معقدة، بحسب وصف الصحيفة. وذلك فى ضوء صعود الصين وانتهاج رئيس الوزراء اليابنى شينزو آبى استراتيجية لجعل بلاده أقوى وتدفع عن نفسها.

زر الذهاب إلى الأعلى