واشنطن بوست: «فشل حصار قطر» وانقلب السحر على الساحر
ربما من الصعب تصور قادة الإمارات والسعودية أن تذهب جهودهم نحو قطر بهذا الاتجاه؛ فهم بالإضافة إلى البحرين ومصر، فرضوا إجراءات عقابية بحق قطر، كإجراء وصفوه بالتأديبي، وكأن الدوحة طفل جامح يحتاج إلى تأديب، بحسب ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
لكن لا يبدو أن التحرك السعودي الإماراتي ضد الدوحة حقق أهدافه؛ فبدلاً من عزل قطر تعمقت علاقتها مع القوى الإقليمية، كتركيا وإيران، وأيضاً سلطنة عمان والكويت، بل وتدفقت الإمدادات الغذائية إلى الموانئ والمطارات القطرية، وبغض النظر عن رسائل البيت الأبيض المختلطة، يبدو أن الدبلوماسيين الأمريكيين يدفعون لتوطيد العلاقات مع قطر بدلاً من السعي للحصول على موافقة الدوحة على المطالب السعودية والإماراتية.
ونقلت الصحيفة عن مارك لينش، خبير الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، قوله: "كما هو الحال مع الحرب الكارثية التي تقودها السعودية والإمارات في اليمن، وفشلهم في وضع خطة بديلة، فإن الدول الأربعة التي حاصرت قطر بالغت في تقدير المخاوف القطرية من عزلها من دول مجلس التعاون، وأيضاً قدرتها على إلحاق الضرر بالدوحة".
وأضافت الصحيفة أنه وفقا لمسؤولين في المخابرات الأمريكية، فإن الإمارات كانت وراء اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، حيث نشر تصريح للشيخ تميم بن حمد آل ثاني يعتبر فيه إيران "قوة اسلامية"، ويشيد بحركة حماس، مما أدى إلى إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي التي ساعدت على تحريك واشتعال الأزمة.
فيما يرى محللون أن الأزمة الحالية هي امتداد للخلافات والتوترات التي طال أمدها مع قطر التي أثارت غضب جيرانها باستخدام ثرواتها للقيام بدور كبير على الساحة العالمية، وفي هذا الصدد، هناك مشاحنات حول دعم مختلف الوكلاء في النزاعات في سوريا وليبيا، فضلا عن شبكة الجزيرة الممولة من قطر، والتي ترغب الرياض وأبو ظبي في إغلاقها.
وتابعت الصحيفة أن قطر رسمت لنفسها مسارا دبلوماسيا مختلفا عن جيرانها، حيث استضافت مكاتب سياسية لمجموعات مثل طالبان وحماس في محاولة للتوسط في نزاعات إقليمية، وأصبحت موطناً لمجموعات المقاتلين والممولين والأيديولوجيين.
وأشارت الصحيفة إلى جولة وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، إلى الخليج في إطار مساعيه لحل الأزمة، والتي انتهت بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع قطر لمحاربة تمويل الإرهاب.
وحول ذلك لفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن قطر كانت هي أول دولة في الخليج توقع على مثل هذا الاتفاق، ودعت جيرانها في مجلس التعاون للانضمام إلى هذه الاتفاقية، مضيفة أن "الدول الاربع التي ترأست الحصار أعربت عن تقديرها لموقف قطر، لكنها رأت في الوقت نفسه أن هذا الأمر غير كافي لانهاء الحصار".