نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA”، مجموعة من الوثائق التي وصفتها بـ”السرية”، تكشف أسرارًا جديدة تتعلق بجماعة الإخوان الإرهابية، التي تفضح أساليب الجماعة في نشر أفكارها وتنفيذ مخططات محددة ضد المجتمع المصري والعربي.
الوثائق المنشورة على موقع الاستخبارات الأمريكية، عبارة عن دراسات أجراها خبراء استخباراتيون عام 1986، تحت عنوان “بناء قواعد الدعم”.
في الصفحة العاشرة من الوثائق التي تضم 23 صفحة، كشفت المحاولات الأولى للجماعة الإرهابية في مصر، التي تمثلت في إقامة مجتمع أصولي، تمهيدًا لتطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وفق تصورهم المغلوط لها، وبما يمكنهم من ترسيخ تفوقهم على الجماعات الأصولية المنافسة، مع استمرار التركيز على اختراق مؤسسات التربية والتعليم والنقابات المهنية والاتحادات الطلابية.
كما تحدثت الصفحة عن كيفية بناء الجماعة على يد حسن البنا، الذي وضع تصورًا لما سماه “المجتمع المسلم”، القائم على الفصل التام بين الجنسين، إضافة إلى رفضه لسياسات “تحديد النسل”، واعتراضه على التشريعات والقوانين الساعية إلى “تحرير المرأة”، باعتبار ذلك من وجهة نظره يعد جزءًا من المؤامرة الغربية على المجتمع المسلم.
وقالت الصفحة إن جماعة الإخوان ضمت خلال العقد الأخير في مصر، قرابة 500 ألف عضو ومناصر لها، الذي استخدموا وسائل مختلفة.
وتقول الوثائق إن جماعة الإخوان، عقب “الثورة الإسلامية” في إيران، حاولت الترويج لنفسها في مصر، وتحديدًا خلال فترة حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على أنها الجماعة الوحيدة القادرة على منع الجماعات الأخرى من محاولاتها لتنفيذ ثورة إسلامية في البلاد.
كما حذر معدو الدراسة من أن “الإخوان” لا أمان لهم، وللتدليل على صحة هذا الاستنتاج، أشارت إلى فشل الجماعة في أول اختبار لها مع النظام المصري لإثبات مصداقيتها؛ إذ دعمت المتشددين من مرشحي الجماعة الإسلامية في انتخابات اتحاد طلبة جامعة القاهرة على حساب المرشحين المتفق عليهم مع النظام، إضافة إلى تلقي نوابها الثمانية في البرلمان أوامر التصويت من مكتب الإرشاد، متجاهلين توجهات حزب الوفد، الذي دخلوا البرلمان على قوائمه الانتخابية في العام 1984.
ونشرت الوثائق عدة سير ذاتية لقيادات الجماعة، حيث تصدر عمر التلمساني، المرشد الثالث لها، قائمة هذه القيادات، ومصطفى مشهور، المرشد الخامس للجماعة، ومحمد فريد عبدالخالق، وصلاح شادي، وأحمد محمد الملط، ويوسف القرضاوي.
وكشفت الوثائق الدوري الذي يلعبه القرضاوي في جماعة الإخوان، حيث إن رغم مغادرته مصر واستقراره في قطر بعد احتضانها إليه، فبجانب التدريس كان مستشارا لأحد البنوك الإسلامية، إضافة لإدارته معهدا إسلاميا في الدوحة، وحذرت منه وأنشطته المستقبلية، حيث كان يبلغ حينها 55 عاما.
وأشارت الوثائق المخابراتية، إلى اختراق الجماعة للمؤسسات التعليمية في الدولية المصرية، حينها لتعتمد على التعليم في عملية تجنيد الأعضاء الجدد، كاستراتيجية اتبعتها الجماعة في هذه الفترة واستمرت فيما بعد، موضحة أن الإخوان استغلوا النظرة القاتمة للشباب المصري تجاه الظروف الاجتماعية والاقتصادية في هذه الحقبة للترويج للنموذج الأصولي الخاص بهم.
واستندت الوثائق في هذا الشأن إلى تقرير للسفارة الأمريكية في القاهرة لاستهداف الجماعة لشريحة محددة من الطلبة الجامعيين الذين يسعون للعمل في مراحل التعليم الابتدائي والثانوي، حتى يكون لهم تأثير على الطلاب، كما أن الجماعة سلطت جهودها على الطلبة الجامعيين إيمانا منها بدورهم لخدمة الأهداف الخاصة للجماعة بعد توليهم مناصب في المؤسسات الحكومية.
وتطرقت الوثائق إلى مصادر تمويل الجماعة، التي اعتمدت على الأنشطة التجارية مثل المصانع وشركات التصدير والاستيراد والخدمية مثل المستوصفات والجمعيات الخيرية، إضافة إلى تحويلات المتعاطفين معها من دول الخليج العربي دول غرب القارة الأوروبية وأمريكا الشمالية وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية، وركزت الجماعة على المشروعات الصغيرة، واشتراكات رجال الأعمال المنضمين للجماعة الذين كان مقرر عليهم دفع 10% من دخلهم.