أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على أن التنظيمات والجماعات المتطرفة تعمل ضد الدين والدولة، ولا شك أنها تشكل خطرا داهما على الأفراد والمجتمعات، وأن الالتحاق بهذه الجماعات والتنظيمات ينطوى على مخاطر جسام، أهمها أن “الداخل مفقود والخارج مولود” أن استطاع أن يخرج منها.
وأضاف جمعة، خلال لقائه بضباط الأمن العام، أن هذه العبارة تنطبق غاية الانطباق على الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية، حيث إنها تعمل بأقصى طاقتها على تجنيد الصبية والشباب والفتيات وكل من تستطيع الوصول إليه تحت إغراءات مالية، أو معنوية، أو مخادعة، واستغلال لظروف بعضهم النفسية، أو الاجتماعية، أو مغالطات فكرية أو دينية، أو وعود لا يملكون من أمرها لأنفسهم ولا لغيرهم شيئا، فإذا ما فكر أحدهم فى الخروج من الجماعة أو عنها كان مصيره التشهير التنكيل أو القتل على يد عناصر هذه الجماعات المتطرفة.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن مخططات هذه الجماعات توجب علينا جميعا التوعية الدائمة دعويا وإعلاميا وثقافيا وفكريا بمخاطر هذه الجماعات، واحترافها الكذب، وخيانتها لدينها وأوطانها، وعمالتها لأعداء الدين والوطن، واستعدادها للتحالف حتى مع الشيطان فى سبيل مصالحها المادية والنفعية والسلطوية، موضحًا أهمية فهم المقاصد العامة للتشريع، فهى الميزان الدقيق الذى تنضبط به الفتوى ومسيرة تجديد الخطاب الدينى معا، فقد أكد كثير من أهل العلم المعتبرين أن الأحكام فى جملتها بنيت على جلب المصلحة أو درء المفسدة أو عليهما معا.
وأوضح مختار جمعة، أن العلماء أكدوا أن من المصلحة المحافظة على مقصود الشرع، ومقصود الشرع من الخلق خمسة، وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول الخمسة فهو مفسدة ودفعه مصلحة.
وقال وزير الأوقاف: “أما من يقفون عند ظواهر النصوص لا يتجاوزون الظاهر الحرفى لها إلى فهم مقاصدها ومراميها، فيقعون فى العنت والمشقة على أنفسهم وعلى من يحأولون حملهم على هذا الفهم المتحجر، دون أن يقفوا على فقه وفهم مقاصد السنة النبوية المطهرة المشرفة، بما تحمله من وجوه الحكمة واليسر، وما لو أحسنا فهمه وعرضه على الناس لغيرنا تلك الصورة السلبية التى سببتها أو سوقتها الأفهام والتفسيرات الخاطئة للجماعات الإرهابية والمتطرفة والمتشددة ورؤى أصحاب الأفهام السقيمة الجامدة المتحجرة على حد سواء”.
وأوضح جمعة، أن قضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التى يجب الوقوف عندها ببصيرة وتمييز دقيق، فالنص المقدس ثابت، والشروح والحواشى والآراء التى كتبت أو قيلت حول النص اجتهادات تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص والمستفتين، وما كان راجحًا فى عصر وفق ما اقتضته المصلحة فى ذلك العصر قد يكون مرجوحًا فى عصر آخر إذا تغيرت ظروف هذا العصر وتغير وجه المصلحة فيه، والمُفْتَى به فى عصر معين، وفى بيئة معينة، وفى ظل ظروف معينة، قد يصبح غيره أولى منه فى الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة، أو تغيّرت الظروف، ما دام ذلك كله فى ضوء الدليل الشرعى المعتبر، والمقاصد العامة للشريعة ؛ وكان صادرًا عن من هو – أو من هم- أهل للاجتهاد والنظر.
وأشاد بالجهود التى يبذلها رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة فى حفظ أمن البلاد داخليًا وحدوديًا ولا سيما جهودهما فى مواجهة قوى الإرهاب والشر والظلام.
كما أكد وزير الأوقاف، على أهمية مواجهة جميع الظواهر السلبية التى تضر بأمن المجتمع كقضايا البلطجة والمخدرات، مشيرًا إلى أن كل ذلك يصب فى المصلحة الوطنية، مبينًا أن مصالح الأوطان لا تنفك عن مقاصد الأديان، فكل ما يؤدى إلى قوة بناء الدولة وتماسكها وتقدمها هو من صميم مقاصد شرعنا الحنيف، وما يؤدى إلى الفساد والإفساد والإرهاب والتفجير والهدم والتخريب أو الإلحاد والتحلل والتسيب، كل ذلك إنما يناقض الأديان ومقاصدها السامية.
جاء ذلك فى إطار المحاضرات التثقيفية التى تقيمها وزارة الداخلية لبيان صورة الفكر الإسلامى الصحيح المستنير ونشره، شهد قطاع الأمن العام اليوم الثلاثاء الموافق محاضرةً ثقافية ألقاها د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بمقر قطاع الأمن العام، وبحضور الضباط الدارسين والمتدربين بالفرق والدورات التدريبية بمعهد “علوم المباحث والأدلة الجنائية”، وكان فى استقبال اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، وعدد من الضباط بالقطاع.