قال الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن البنية الرقمية في مصر تختلف عن كثير من دول العالم، إذ تتمتع مصر ببنية دولية ومحلية، وربما لا يعرف البعض أن مصر ممر رئيسي للبيانات في العالم، حيث إن أكثر من 90% للبيانات المارة ما بين قارتي آسيا وأوروبا تمر من خلال المياه والأراضي المصرية، هذا بفضل المركز الجغرافي المتفرد الذي حبى الله به مصر.
أضاف عمرو طلعت، في كلمته بافتتاح عدد من مشروعات “مصر الرقمية” لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمركز المنارة للمؤتمرات، أن الدولة المصرية وضعت خطة لتعزيز هذا المركز وتثبيت مكانة مصر في هذا المجال، ووضعت مصر خطة منذ عام 2019 لتقوم على 4 محاور رئيسية، الأول يعتمد على التوسع في البنية التحتية الدولية أو الكوابل البحرية، وهناك 14 كابل بحري يمر ما بين آسيا وأوروبا، وهذه الكوابل تبنيها التحالفات الدولية من دول المستفيدة بهذه الخدمة، أو الشركات العملاقة المتخصصة، وفي خلال الأعوام الثلاثة الماضية، دخلت مصر في 5 تحالفات جيدة، قوام كل تحالف من 600 مليون دولار إلى مليار دولار، وسوف تدخل هذه الكوابل الخمسة الخدمة تباعا حتى عام 2025، وبعدما كانت تستهدف مصر نقل الخدمات ما بين آسيا وأوروبا، فمن خلال التحالفات الجديدة يتم فتح أسواق جديدة مع الأصدقاء من الدول الأفريقية.
وتابع وزير الاتصالات: “النقطة الثانية تعتمد على البنية التحتية الدولية داخل جمهورية مصر العربية، وهذه تنقسم إلى عنصرين، الكابلات الأرضية، ومحطات الإنزال، وكان لابد من دعم هذه البنية لكي تقدم مصر خدمات أكثر كفاءة وثباتا للدول التي تعتمد على مصر في خدمات الإنترنت، وكان بمصر 6 محطات إنزال بنيت في خلال الـ20 سنة الماضية، وفي خلال العامين الماضيين أنشأت مصر 3 محطات إنزال جديدة في رأس غارب والزعفرانة وسيدي كرير، وكان في مصر 6 مسارات أرضية بنية في خلال الـ20 سنة الماضية، بطول 2700 كيلو متر، وفي خلال العامين الماضيين تم زيادة 5 مسارات جديدة بطول 2650 كيلومتر، وهذه الاستثمارات كلفتها مليار و100 مليون جنيه في محطات الإنزال والمسارات الجديدة، ومن بين المسارات مسار طريق المرشدين، وهذا المسار يسمى في صناعة الكوابل البحرية بالمسار الذهبي، لأنه أقصر طريق في العالم ما بين الشرق والغرب، وهذا المشروع كان متوقف منذ أكثر من 20 سنة وتم تنفيذه في عام واحد في 2021 بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية وإدارة الإشارة وهيئة قناة السويس، ودخل الممر الذهبي أو طريق المرشدين الخدمة للدول التي تعتمد علينا في خدمات الإنترنت”.
وأكمل الوزير: “هناك مجموعة من أنظمة الكابلات البحرية والأرضية تربط القارة الأفريقية بأكملها بأوروبا عن طريق فرنسا وإيطاليا والبرتغال، والإعلان عن الشبكة الدولية الأولى من نوعها ومقرر دخولها الخدمة في 2023، وإجمالي الاستثمارات 3 مليارات جنيه على ثلاث سنوات، وهذا الأمر يجعل المصرية للاتصالات مشغلا أفريقيا للكابلات البحرية مما يزيد من العمق الاستراتيجي للخدمات المقدمة للشركاء والمشغلين الأفارقة، وسيتم استخدامه للدخول في شراكات مع دول الساحل من أجل امتداد تفريعات أرضية للدول الحبيسة، بهدف تقديم خدمات الإنترنت للأشقاء بالدول الأفريقية”.
وأشار الوزير، إلى أنه في إطار تحول مصر من دولة ممررة للبيانات إلى دولة مستضيفة لها، تم إنشاء أكبر مركز بيانات تجاري دولي في القاهرة مع الشركة المصرية للاتصالات، بسعة إجمالية 24 ميجا وات، وباستثمارات تصل إلى 2.8 مليار جنيه كطاقة قصوى، مضيفا: “بالتعاون مع إدارة الإشارة بالقوات المسلحة المصرية في العام الماضي، تم طرح أحوزة ترددية جديدة بقيمة 2 مليار دولار، سوف تدخل الخدمة تباعا بشكل تدريجي خلال العام الحالي، وتم وضع خطة لزيادة أعداد الأبراج وتكثيفها، وفي عام 2020 كانت الطاقة الإنشائية 1200 برج، وتم وضع خطة بالتعاون مع العديد من الجهات بالدولة للتسريع وتكثيف الأبراج حتى وصلت الأبراج في عام 2021 إلى 2300 برج، وهذا العام تستهدف الوزارة 2800 برج”.