اجتمع اليوم السبت الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى مع مجموعة من طلاب المدارس المختلفة من التعليم (الفنى، والعام، والخاص، والتجريبى، والدولي) بحضور مجموعة من قيادات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى؛ لمعرفة آراء هؤلاء الطلاب وما هى السلبيات والمعوقات التى تواجههم فى العملية التعليمية؟ وكيفية إيجاد الحلول لجعل التعليم عملية تعلم واكتساب مهارات.
فى إطار اهتمام الدكتور طارق شوقى بأهمية الحوار مع طلاب المدارس، لأنهم هم الفئة الأهم والمعنيين بتطوير وتغيير منظومة التعليم نظرًا لأنهم الأجيال الأكثر تفاعلًا وتواصلًا مع كل ما هو حديث، من أجل الإصلاح الشامل وإحداث التغيير بالمنظومة التعليمية لتواكب ركب التطور التكنولوجى السريع.
فى البداية أعرب شوقى عن سعادته بهذا الاجتماع، لأنه اللقاء الأول من نوعه مع الطلاب؛ لتبادل الفكر والحوار والآراء الجديدة والحلول لكل المشكلات، مؤكدًا على أنه يريد الاستماع لهم ومعرفة آرائهم للاستفادة منها، وأخذها فى الاعتبار؛ لإجراء التطوير والتغيير، وطالبهم بأن يلقون بالأسئلة تباعًا ليقوم بالرد عليها وتوضيح كافة استفساراتهم.
ورد شوقى مجيبًا على سؤال إحدى الطالبات عن ما هى الآليات التى سوف يتخذها فى نظام تطوير التعليم الجديد وخاصة أنه يوجد طلاب لا يمتلكون التكنولوجيا، وأيضا ماذا عن نظام التعليم الجديد للثانوية العامة، لافتًا إلى أنه عادة ما يقرأ بالصحف البعض منه ليس بصحيح، فبالنسبة للنظام الجديد فإن الوزارة تحمل على عاتقها أن تعفى أولياء الأمور من العبء المادى الواقع عليهم بسبب الدروس الخصوصية، وهذه هى أولى الخطوات للتغيير، ومحاولة استبدال الخوف والرهبة من الثانوية العامة بنظام أكثر سهولة، والنظام الجديد يهدف إلى هذا، مضيفًا أن التابلت سوف يصبح فى يد كل طالب وستتحمل الوزارة تكلفته كاملة، وأنه سوف يمنع عملية الغش تمامًا ويكون دور المدرس فقط فى اللجنة هو التأكد من شخصية صاحب التابلت.
وأوضح شوقى، أنه سيكون هناك نظام جديد لتصحيح الامتحانات بعيدًا عن مدرس الفصل ويكون أون لاين ويتوفر به كل العدالة والشفافية، ويكون التابلت بديل لورقة الامتحان بحيث يستطيع الطالب الكتابة عليه والإجابة على أسئلة الامتحان من خلاله، وأيضًا سوف يتم تغيير نظام الأسئلة بحيث تهدف إلى الفهم وليس الحفظ، ويكون الفصل للمناقشة ومعرفة ما تم فهمه من القراءة والبحث والإطلاع فى موضوع الدرس، مؤكدًا على أن هذه الطريقة سوف تحدث تغيير كبير فى منظومة التعليم.
أكد وزير التعليم، على أن التخطيط للتعليم فى المراحل العمرية الأولى هو الأهم، لأنها الأساس فى بناء الشخصية وتطويرها، وردًا على سؤال آخر عن وضع بعض المحتويات على بنك المعرفة، وأكثرها علمى والأدبى لا يأخد الحظ الوافر من المعلومات، قال شوقى، إن بنك المعرفة كان مؤسسًا بالأصل للجامعات والبحث العلمى وأردنا تطويعه للعمل فى مراحل التعليم قبل الجامعى، وتم إضافة كافة المناهج العلمية بالمدارس عليه، وجارى إضافة المناهج الأدبية تباعاَ للاستفادة منه فى كافة المجالات، وأيضا سوف يوضع عليه محتويات الكتب الخارجية، لتكون بين يدى الطالب بدون تحمل الجهد والعناء المادى.
وأضاف الدكتور طارق شوقى، مجيبًا على سؤال خاص بتطوير منظومة التعليم الفنى، أن الوزارة تدرس التعليم الفنى دراسة جيدة لترتفع وترتقى بمستواه التعليمى، ليصبح خريجى الفنى لا يقلون أهمية عن خريجى الجامعات، وأيضا نعمل جاهدين على تغيير نظرة المجتمع للتعليم الفنى لتصبح أكثر احترامًا وتحضرًا وتفهمًا لأهمية التعليم الفنى، ونحاول تفادى الأخطاء القديمة، مشيرًا إلى أن التعليم الفنى ليس مسئولية وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى فقط، ولكن هو مسئولية وزارات أخرى معنا وهى (الصناعة، والصحة، والسياحة، والزراعة، وجهات أخرى).
وشدد وزير التعليم، على أنه يسعى إلى عمل شراكات مع مؤسسات صناعية بالخارج تفتح مصانع بمصر لكى تحقق الجودة فى الإنتاج ويتم تدريب ودراسة الطلاب بها، وتكون الشهادة التى يحصل عليها طالب التعليم الفنى معتمدة من جهات عالمية إلى جانب بلده، وأيضا للارتفاع بالمستوى المهارى والعلمى ليصبح خريج الفنى مواطن منتج متطور متواصل مع العالم الخارجى أول بأول، لمعرفة كل ما هو جديد بمهنته ليستطيع تطوير نفسه وأدائه ومهاراته المهنية.
وفى إجابة على سؤال عن تطوير المعلم وخاصة معلم المراحل العمرية الأولى، قال طارق شوقى، إنه يعمل على برنامج تطوير للمعلمين بالمشاركة مع كليات التربية لتطوير وتحسين أداء المعلم، بحيث يصبح قادرًا على التعامل مع الأطفال فى المراحل العمرية الأولى والشخصيات المختلفة وأيضًا يكون قادر على التواصل المستمر المثمر البناء مع تلاميذه، ومعرفة نقاط القوة والضعف لديهم ليطور من أدائهم من خلال التكنولوجيا الحديثة.
وفى نهاية اللقاء أعرب الطلاب عن سعادتهم بمقابلة الوزير، واصفين اللقاء بأنهم شعروا بكل الارتياح فى الحديث مع الدكتور طارق شوقى وكأنه صديق لهم شاكرين له حسن الاستقبال والضيافة وسعة الصدر والأريحية فى الحوار، وأنهم كلهم ثقة بأنه يقود قاطرة التعليم إلى التطور والتحضر.