ذكرت الوكالة أن تغيير مسار السفن للمرور حول أفريقيا، بعيداً عن قناة السويس في أعقاب الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر يضيف تكاليف على شركات الشحن، لكن من المرجح أن يتم تعويضها من خلال رفع أسعار الشحن، حال استمرار الاضطرابات لأكثر من بضعة أيام، مضيفة أنه من المرجح أن يشهد شحن الحاويات أكبر الزيادات في أسعار النقل، تليها ناقلات البضائع السائبة، وقد تستفيد أسعار الشحن الجوي أيضاً من الطلب على الشحنات الحساسة من حيث الوقت – أي التي تحتاج إلى سرعة في نقلها -.
أشارت الوكالة إلى مرور حوالي (50) سفينة يومياً عبر قناة السويس، وما بين (25 – 30%) من أعداد شحن الحاويات العالمية بها، ويخدم معظمها التجارة بين أوروبا وآسيا (بما في ذلك الوجهات الهندية والشرق أوسطية)، موضحة أن أكبر شركات شحن الحاويات – بما في ذلك (ميرسك / هاباج لويد) – وبعض شركات النفط، أعلنت عن تغيير مسار السفن، كما فرضت بعض شركات الشحن رسوماً إضافية على استخدام الطرق من وإلى الشرق الأوسط، للشحنات بين أوروبا وآسيا أو التي تتوقف في الموانئ في المنطقة، مشيرة إلى أن تقارير إخبارية تشير إلى أن حركة السفن عبر قناة السويس انخفضت بنحو الثلث في الأيام القليلة الماضية عن مستوياتها الطبيعية.
أضافت الوكالة أن تغيير مسار المرور حول أفريقيا قد يؤدي إلى زيادة وقت السفر من الشرق الأقصى إلى أوروبا بنسبة (50%)، وهو ما قد يقلل من القدرة العالمية الفعالة لشحن الحاويات بنسبة (10 – 15%)، وأوضحت أن سفن الحاويات يمكنها أن تزيد من وتيرة سرعتها، وتقلل عدد زيارة الموانئ لمواجهة طول المسافات، وتوقعت الوكالة ألا تستمر الاضطرابات لفترة كافية ليكون لها تأثير ملموس على توازن العرض والطلب في مجال الشحن البحري خلال المدى المتوسط، خاصة أنه لم يتم تحويل جميع سفن الحاويات بعيداً عن قناة السويس.
أشارت الوكالة إلى أن الاضطرابات قد تؤدي إلى زيادة الأسعار السنوية لشحن الحاويات على المسارات المتأثرة إذا استمرت لأكثر من نصف عام، وهو أمر غير مرجح، وعادة ما تتم إعادة تحديد هذه الأسعار في النصف الأول من العام، مضيفة أنه نظراً لأهمية ممر البحر الأحمر، يتم تشكيل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة لإنشاء ممر آمن، وهو ما يدعم وجهة نظر الوكالة بأن الاضطرابات من غير المرجح أن تستمر.
ذكرت الوكالة أن الاضطرابات في البحر الأحمر تفاقم أوضاع التجارة العالمية المتأثرة من اختناق المرور عبر قناة بنما، الناجم عن الجفاف مما أدى إلى انخفاض عدد السفن المارة بها إلى النصف تقريباً، موضحة أن قضايا الشحن تسلط الضوء على الاختناقات في سلاسل التوريد العالمية والتي يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة على مختلف الصناعات، إلا أن مؤشر ضغط سلسلة التوريد العالمية لم يعكس هذه الاضطرابات بشكل كامل بعد.