ماذا أفعل إذا لم يظهر شيء بعد صلاة الاستخارة عدة مرات ؟”..
سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، مستشار مفتي الجمهورية، وذلك خلال فيديو منشور له.
وأجاب عاشور، قائلًا: إن الاستخارة دعاء لله بتيسير العسير وتقدير الخير وصرف الشر،
ويظن البعض بعد تكرارها أكثر من مرة أنه سيرى رؤية في المنام وفيها ما يريد ولكن هذا اعتقاد خاطئ.
وأضاف قائلا: فإذا وجد الإنسان ما استخار عليه ربه ميسرا والأبواب مفتوحة فإن فيه الخير إن شاء الله،
وان رأى غير ذلك ووجد فيه عسرا فينصرف عن هذا الأمر،
وليعلم الجميع ان التيسير والعسر في الأمر هو نتيجة الاستخارة .
كيف تصلي الاستخارة وتعرف نتائجها ؟ صلاة الاستخارة سنة ثابتة عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلجأ المسلم لـ صلاة الاستخارة عندما تُعرض له في الحياة أمور يحتار فيها، ويريد الأفضل والبصيرة فيها، كالسفر، أو الزواج، أو الإقدام على وظيفة، أو شراء منزل أو سيارة، وغير ذلك من الأمور، فيدعو الله تعالى، ويتضرّع إليه، ويسأله أن يختار له الخير.
دعاء الاستخارة وهو «اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ – ويُسمِّي حَاجَتَه – خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري – أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري – أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ».
وقت صلاة الاستخارة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صلاة الاستخارة تصلى في أي وقت بعيدًا عن أوقات النهي بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وبعد صلاة الفجر إلى طلوع الشّمس، وقبل الظهر بمقدار ربع ساعة تقريبًا، وهو وقت زوال الشّمس، لكن إن اضطر الإنسان أن يصليها في هذه الأوقات فلا بأس في ذلك.
وأوضح المركز في إجابته عن سؤال: «ما كيفية صلاة الاستخارة ووقتها؟»، أن الإنسان حينما يتردد بين أمرين من الأمور المباحة فيلجأ إلى الله تعالى ويصلي ركعتين من غير الفريضة ثم يقول دعاء الاستخارة قبل التسليم أو بعده.
دعاء صلاة الاستخارة
وتابع: أن دعاء الاستخارة هو «اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ – ويُسمِّي حَاجَتَه – خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري – أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري – أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الـخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ».
حكم صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة حكمها سنة؛ لما أخرجه البُخَارِيُّ عَن جَابِر- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَا الاِسْتِخَارَةَ فِي الأُمورِ كُلِّهَا، وحكمة مشروعيتها، تسليم العبد، الأمر، لله- تعالى-، واللجوء إليه- سبحانه- للجمع بين خيري الدنيا والآخرةسببها: تكون الاستخارة في الأمور التي لا يعلم العبد الصواب فيها فيستخير الله سبحانه وتعالى؛ لييسرها له كالزواج أو السفر أو العمل
على المستخير بعد ذلك ألا يتعجل نتيجة صلاة الاستخارة، ولا يُشترط أن يرى المُستخير رؤيا تدل على الخير أو الشر في الأمر المُستخار من أجله، وإنما قد يظهر أثر الاستخارة في صورة رؤيا، أو سرور واطمئنان قلبي، ويفضل تكرارها حتى يحصل اطمئنان القلب، وعليه أن يفوض الأمر لله تعالى ويعلم أنه إن كان خيرًا فسوف ييسره الله تعالى له، وإن كان شرًا فسيصرفه الله عنه، وعليه أن يرضى بما يختاره الله تعالى له.
وعلى المسلم ألا يكتفي بأداء صلاة الاستخارة مرة واحدة ولكن يجب عليه تكرارها عدة مرات، كما فعل عمر بن الخطاب –رضى الله عنه- عندما أراد أن يكتب الحديث «ظل يستخير الله تعالى شهرًا كاملًا».
كيف تصلي الاستخارة
عند صلاة الاستخارة عليك الخطوات الآتية: الوضوء كوضوء الصلاة،
والنية لـ صلاة الاستخارة، فلا يقبل العمل بغير نية، وصلاة ركعتين،
ويُقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة الكافرون،
ويُقرأ في الركعة الثانية سورة الإخلاص، والتسليم في نهاية الصلاة.
الدعاء بحيث يبدأ المستخير بالثناء على الله -سبحانه- وحمده،
ويصلّي على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأفضل صيغ الصلاة على النبي هي الصلاة الإبراهيمية التي تُقال بتشهّد الصلاة.
قراءة دعاء الاستخارة الوارد في الحديث السابق ذكره، فإذا وصل لقول «اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ» يسمّي حاجته، كأن يقول: اللهم إن كنت تعلم أن زواجي من فلانة بنت فلان، أو سفري إلى هذا البلد، أو غير ذلك، ثم يكمل دعاءه ويقول “خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”، فإذا وصل إلى الشق الثاني من الدعاء فقال: “وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ”، يفعل نفس الشيء ويسمّي حاجته ثم يكمل قوله: “شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي..”، إلى آخر دعاء الاستخارة
التوكّل على الله -تعالى- حق التوكّل، والمضي في الأمر والسعي فيه،
وليس شرطًا أن يرى رؤية أو منامًا كما يظن الكثير من الناس،
بل يسعى الإنسان في ذلك الأمر متوكّلا على الله إلى آخر ما يصل إليه.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستخارة للزواج من شخص معين وكيفية صلاتها
أفضل وقت لصلاة الاستخارة
أفضل وقت لصلاة الاستخارة، الثلث الأخير من الليل وقبل صلاة الفجر، لما روي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ» رواه البخاري (1145)، ومسلم (758).
نتائج صلاة الاستخارة
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق،
إن تيسير الأمور أبرز علامات أو نتائج صلاة الاستخارة ،
فإذا رأى صاحب الأمر أو المستخير هناك سهولة ويسر في حدوث الأمر
الذي استخار الله من أجله فهذه من علامات القبول.
وأضاف «جمعة» في فتوى له، أنه إذا كان الشخص يشتري منزلا وقرر استخارة الله عز وجل قبل الشراء
فإذا وجد سهولة ويسر بينه وبين البائع وتنازلات
وعدم اعتراض بينه وبين البائع فهذه من علامات التيسير،
وأن الله مقدر لك هذا، أما إذا وجد صعوبة وتصلب في المفاوضات فهذا من علامات عدم القبول وهو من نتائج الاستخارة.