شهد عام 1018 في المملكة العربية السعودية تسارع العديد من الأحداث، وتحقيق الكثير من الإنجازات، وفتح كثير من الملفات في شتي المجالات إلا أن العام أبى أن ينتهي إلا بأزمة هي الأكبر في تاريخ المملكة المتمثلة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
وبدت الحياة في المملكة العربية السعودية مختلفة جدا في عام 2018، فالمملكة تعمل على تنفيذ إصلاحات اقتصادية وترفيهية، ليصبح أكثر الأعوام تأثيرا في حياة المواطنين خاصة المرأة، لما شهده من قرارات وصفتها وسائل الإعلام الدولية بالتاريخية في مسيرة المملكة، ترصدها فيتو في التقرير التالي.
ارتفاع أسعار الوقود
ففي إطار الإصلاح الاقتصادي الذي تتخذه المملكة شهد مطلع العام 2018، رفع أسعار الوقود بنسب تتراوح ما بين 82% إلى 126%، فيما راجعت وزارة الطاقة والثروة المعدنية الأسعار مرتين خلال العام لتقرر الإبقاء على سعره كما هو دون تغيير، خاصة أن المملكة تربط أسعار الوقود بأسعار التصدير في الأسواق العالمية ما يجعلها قابلة للارتفاع والانخفاض مع تغيرات الأسعار العالمية.
عام المرأة السعودية
ويعتبر عام 2018 الأبرز في تاريخ المرأة السعودية لما شهده من قرارات تعلى من مكانتها، وتمنحها قدرا أكبر من الحرية في المجتمع فتمكنت الأسرة السعودية من حضور المباريات لأول مرة في التاريخ في يناير الماضي، تنفيذا لقرار السلطات، برفع الحظر عن دخول النساء إلى ملاعب رياضية والسماح لهن بحضور فاعليات في ثلاثة ملاعب بدءا من مطلع عام 2018.
قيادة النساء للسيارة
ومن القرارات التاريخية التي اتخذتها المملكة، أيضا في هذا العام السماح للنساء السعوديات بقيادة السيارة واستخراج رخصة قيادة خاصة، وهو القرار الذي حيز التنفيذ منتصف ليل 24 يونيو الماضى، بعدما انتظرت السعوديات هذا القرار الحلم خلال سنوات طوال.
السجن الذهبي
شهد شهر يناير الماضي انتهاء أكبر حملة لمكافحة الفساد بالمملكة التي بدأت منذ 2 نوفمبر 2017، بعدما اتخذت من فندق “الريتز كارلتون” أو مثلما أطلق عليه في وسائل الإعلام العربية ” السجن الذهبي” الذي ظل مكانًا لاحتجاز الموقوفين بتهم الفساد لمدة 3 أشهر تقريبا عبر إنجاز تسويات تقدر قيمتها بنحو 400 مليار ريـال والتي تدر دخلًا سنويًا على خزينة المملكة العربية السعودية يقدر بـ30 مليار ريـال سنويا.
وبدأت لجنة مكافحة الفساد بالمملكة في نهاية العام 2017 بإيقاف 11 أميرًا وعشرات الوزراء السابقين و4 وزراء حاليين، وذلك بعد تكليفها اتخاذ ما يلزم مع المتورطين في قضايا الفساد العام واتخاذ ما تراه بحق الأشخاص والكيانات والأموال والأصول الثابتة والمنقولة في الداخل والخارج وإعادة الأموال للخزينة العامة للدولة وتسجيل الممتلكات والأصول باسم عقارات الدولة، إلى أن قرر النائب العام السعودي الإفراج تباعًا عمن لم تثبت عليهم تهمة الفساد، وأيضا الإفراج تباعًا عمن تمت التسوية معهم بعد إقرارهم بما نسب إليهم من تهم فساد.
أول دار سينما
وشهد شهر أبريل من العام 2018 افتتاح أول دار سينما، بعدما دشن رسميًا وزير الثقافة والإعلام، رئيس مجلس إدارة هيئة الإعلام المرئي والمسموع الدكتور عواد بن صالح العواد مع آدم آرون، المدير التنفيذي ورئيس الجهة المنظمة للقطاع السينمائي في المملكة، شركة أيه إم سي للترفيه افتتاح أول صالة سينما سعودية، ليتمكن المواطنون من الذهاب إلى دور السينما بعد 35 عاما من منعها.
خلاف مع كندا
أزمة دبلوماسية كبيرة نشبت بين المملكة وكندا في أغسطس الماضي بعد مطالبة الأخيرة بالإفراج الفوري عن نشطاء في المجتمع المدني تم احتجازهم، وهو الأمر الذي اعتبرته الرياض تدخل في شئونها الداخلية وترتب عليه توجيه الطلب من السفير الكندي لديها مغادرة البلاد، واستدعت سفيرها لدى كندا وجمدت التعاملات التجارية مع أوتاوا بسبب ما وصفته “بالتدخل” الكندي في شؤونها الداخلية.
قضية خاشقجي
وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها المملكة خلال العام 2018 إلا أن الشهرين الاخيرين وقعت في أزمة هي الأكبر على المستوى الدولي بمقتل الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، ولاتزال تداعيات هذه القضية مستمرة، وسهلت على خصوم الرياض توجيه سهام النقد لها، خصوصا مع اعترافها رسميا بتورط 18 سعوديا في عملية قتل وتقطيع جسد خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول.