يتوجه الألمان، صباح اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع لتحديد الاتجاه السياسي لأكبر اقتصاد في أوروبا.
ويتجاوز الألمان بهذه الانتخابات حقبة المستشارة أنجيلا ميركل التي استمرت قرابة 16 عاما.
ومنذ إنشائها في عام 1949، تولى الحكم في ألمانيا الاتحادية 7 مستشارين رجال ومستشارة سيدة.
ومنذ إعادة توحيد ألمانيا في عام 1990، تولى المسؤولية 3 مستشارين، واعتمد كل منهم على حزب آخر فى الائتلاف من أجل الحصول على الاغلبية في البرلمان.
هيلموت كول
وكان أولهم هيلموت كول (1982-1998)، الذي ينتمي للحزب المسيحى الديمقراطي، وكان في البداية يتعرض للسخرية من جانب المفكرين بوصفه سياسي محلي، وانتهى الأمر بكول بأن يتولى الحكم لفترة تزيد على أي مستشار آخر.
لكن ميركل إذا ظلت في منصبها حتى شهر ديسبمر، بسبب المساومات الطويلة لتشكيل الائتلاف بعد الانتخابات، فإنها سوف تتفوق على كول.
ومع توحيد المانيا في عام 1990 أصبح كول معروفا في التاريخ بأنه “مستشار الوحدة”.
وحكم كول طول فترة وجوده في السلطة مع الحزب الحر الديمقراطى الليبرالي.
وهذه المرة أيضا يسعى الحزب لإيجاد مكان في الائتلاف المقبل، لكنه يواجه خطر الاستبعاد من حكومة ذات ميول يسارية.
جيرهارد شرودر
وفي أعقاب كول حكم جيرهارد شرودر (1998-2005)، وهو من الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وشرودر هو صاحب مبادرة التخلص التدريجى من ألمانيا النووية، وهي عملية أوقفتها في البداية خليفته ميركل،ثم عادت وأعادت التأكيد عليها.
وتسبب في غضب النقابات العمالية بإصلاحاته الاجتماعية الصارمة التي أطلق عليها “أجندة 2010”.
وتولى شرودر الحكم طوال فترة ولايته كرئيس ائتلاف مع الخضر، وكان جوشكا فيشر زعيم الخضر نائبا له ووزيرا للخارجية.
أنجيلا ميركل
وتلته في المستشارية أنجيلا ميركل منذ عام 2005 حتى الآن، وهي من الحزب المسيحي الديمقراطي.
وتعد ميركل أول سيدة وأول سياسية من شرق ألمانيا تتزعم الحكومة الألمانية.
وخلال 4 فترات في المنصب شهدت العديد من الأزمات الدولية، وحظيت بسمعة كسياسية وشخصية عالمية.
وبعد بدء ولايتها الرابعة بفترة قصيرة، أعلنت أنها لن تنافس على المنصب مجددًا.
وتكون ائتلافها الأول من الحزب المسيحى الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري وهو تكتل محاغظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي.
ثم تحولت للحزب الديمقراطي الليبرالي كشريك صغير في عام 2009، وبعد انتخابات 2013 عادت للتعاون مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
واستغرق تشكيل حكومتها الأخيرة، والحالية، 5 أشهر ونصف بعد انتخابات سبتمبر 2017.
وحاولت في البداية تشكيل ائتلاف ثلاثي مع الخضر والحزب الحر الديمقراطي، ولكن انسحب الأخير من المحادثات.
وبعد أن أقسم على البقاء في صفوف المعارضة، صوت الحزب الاشتراكي الديمقراطي في النهاية لصالح الانضمام للائتلاف في مارس 2018.
المرشحون لخلافة ميركل
أولاف شولتس
ويعتبر مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشارية، أولاف شولتس، 63 عامًا، والذي عمل مع ميركل عن قرب كوزير للمالية خلال السنوات الأربع الماضية، هو المرشح المتصدر للسباق لخلافتها على منصبها في المستشارية.
وأدى الأداء القوي الذي قام به أولاف شولتس، وزير المالية الألماني ونائب ميركل، في الحملة الانتخابية،إلى أن يصبح بشكل غير متوقع المنافس الأبرز لخلافة المستشارة المنتهية ولايتها.
وتكبد الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي إليه شولتس أسوأ نتيجة انتخابية في تاريخه في عام 2017 عندما حصل على 20.5% من الأصوات، وتراجعت أعداده أكثر كشريك صغير في ائتلاف المحافظين بقيادة ميركل.
لكن حملة شولتس شهدت عودة الحزب إلى الحياة، وأصبح على من يريد منصب المستشارية الآن أن يتغلب عليه.
وعلى الرغم من أنه بدأ حياته السياسية بعيدًا عن التيار اليساري، إلا أن المعتدل الحازم الآن هو السياسي الأكثر شعبية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي حتى الآن.
وخلال فترة وجوده في الحكومة، أصبح الرجل الهادئ البالغ من العمر 63 عاما وجه استجابة ألمانيا التحفيزية لأزمة فيروس كورونا والتي تقدر بمليارات اليورو.
وكان شولتس محاميا محنكا، وعمل في عام 2007 كوزير للعمل والشؤون الاجتماعية في أول حكومة ائتلافية لميركل مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وبعد 4 سنوات، توجه إلى هامبورج، حيث أصبح عمدة المدينة، قبل أن يعود إلى الحكومة في برلين.
أرمين لاشيت
وبصفته زعيم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي المحافظ منذ يناير/كانون الثاني وخليفة ميركل الطبيعي، كان لأرمين لاشيت في البداية أقوى الحظوظ لأن يكون مستشار ألمانيا بعد انتخابات سبتمبر/أيلول.
ومع ذلك، عانى حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزبه الشقيق الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري من انخفاض حاد في الشعبية خلال استطلاعات الرأي.
وجاء ذلك وسط الإحباط من الإغلاق الممتد بسبب فيروس كورونا وسلسلة من الفضائح السياسية والزلات خلال الحملة- أسوأها عندما شوهد لاشيت وهو يضحك خلال تصريحات رسمية من قبل الرئيس الألماني عن الفيضانات في الصيف.
وعلى الرغم من أنه رئيس وزراء ولاية شمال الراين ويستفاليا، الولاية الأكثر اكتظاظًا بالسكان في ألمانيا ومعقلها الصناعي، ويحظى بدعم قيادة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، إلا أن لاشيت، البالغ من العمر 60 عامًا، كان يعاني من مشكلة في الشعبية بين الناخبين.
وأراد لاشيت، وهو أب لثلاثة أبناء، في البداية أن يصبح صحفيا، ثم انتقل إلى النشر قبل التحول إلى السياسة.
وكان عضوا سابقا في كل من البرلمانين الألماني والأوروبي، وشغل السياسي المدفوع بالاجماع العديد من الحقائب الوزارية في شمال الراين ويستفاليا قبل أن يقود حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي للفوز في الولاية خلال انتخابات عام 2017.
أنالينا بيربوك
ويعد ترشيح أنالينا بربوك خروجا عن القاعدة، ليس فقط تحولًا كبيرًا في الأجيال في السياسة الألمانية، بل إنها أيضًا المرة الأولى في تاريخه الممتد لأربعة عقود التي يقدم فيها حزب الخضر مرشحهم لمنصب المستشار في الانتخابات الاتحادية.
وتصدرت بيربوك عناوين سلبية في الصحف خلال الحملة التي شهدت تراجع حزبها من احتلال الصدارة لفترة وجيزة ليحتل المركز الثالث بشكل واضح.
ومن بين أمور أخرى، أبلغت مؤخرًا عن مدفوعات خاصة تلقتها من حزبها وتم اكتشاف تناقضات في سيرتها الذاتية الرسمية.
وفي إطار “بداية جديدة” لألمانيا، فإن السياسية التي تبلغ من العمر 40 عامًا هي أصغر من ميركل بـ 26 عاما.
وقد ولدت في ولاية سكسونيا السفلى عام 1980، وهو العام الذي تأسس فيه حزبها.
ونشأت داخل أسرة يسارية في قرية جنوب هانوفر، وعادة ما تم أخذها إلى مظاهرات مناهضة للطاقة النووية ومناهضة الحرب عندما كانت طفلة.
وبعد تخرجها من المدرسة الثانوية، درست السياسة والقانون في هامبورج ولندن وبرلين.
وتعيش بيربوك – الأم لابنتين- في ولاية براندنبورج شرقي ألمانيا منذ عدة سنوات.
وشغلت هناك منصب رئيس حزب الخضر في الولاية من 2009 إلى 2013،كما تم انتخابها لعضوية البوندستاج في 2013. وحتى الآن، وليس لديها خبرة في الحكومة.