شهدت جماعة الإخوان ، أزمة داخلية بين تيارين بالجماعة، أحدهما يتزعمه محمود عزت، (هارب)، ومحل إقامته غير معروف، نائب المرشد العام للجماعة، القائم الحالي بمهامه إثر غياب مرشدها محمد بديع، المسجون في مصر، ومحمود حسين، الأمين السابق للجماعة، وبين جبهة يتزعمها محمد كمال، يقيم داخل مصر، وأحمد عبدالرحمن، يقيم خارج مصر، عضوي مكتب الإرشاد بالجماعة، بجانب مجموعة من الشباب، إثر إقالة محمد منتصر المتحدث الإعلامي للجماعة، من جانب جبهة محمود عزت، وتعيين آخر محسوب عليهم.
وبدأت تفاصيل الواقعة عندما أعلن مكتب الإخوان في لندن، في وقت سابق، اليوم الاثنين، إقالة محمد منتصر، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة وتعيين طلعت فهمي ، متحدث جديد بدلًا منه، وفق بيان نسب لإخوان لندن.
وقال البيان: «تعلن جماعة الإخوان المسلمين في مصر، تكليف طلعت فهمي (يقيم خارج مصر)، بمهمة المتحدث الإعلامي باسم الجماعة، بعد إعفاء الأخ محمد منتصر من مهمته كمتحدث إعلامي».
وبحسب البيانات المتوفرة عن «فهمي» فأنه مسؤول تربوي بجماعة الإخوان، ومقيم خارج مصر، و«المتحدث الجديد» يحسب على مجموعة محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، الهارب.
ومكتب إخوان لندن، إعلامي بالأساس، يترأسه الأمين العام للتنظيم الدولي للجماعة إبراهيم منير، بمساعدة، محمود الإبياري القيادي بالجماعة، ويعود تاريخ عمل المكتب إلى أكثر من 20 عامًا.
وفي 24 يناير الماضي، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، تعيين متحدثًا إعلاميًا باسمها، وقالت الجماعة، في بيانها وقتها: «تعلن جماعة الإخوان المسلمين تعيين محمد منتصر، متحدثًا إعلاميًا للجماعة، من جيل الشباب، في إطار التفعيل الثوري، وتمكين الشباب».
جاء هذا القرار بعد يومين من حوار محمود حسين، الأمين العام لجماعة الإخوان على قناة «الجزيرة»، السبت الماضي، والذي قال خلاله إن محمد منتصر مجرد ناقل للبيانات ولا علاقة له بالقرارات.
وتسبب حوار «حسين» جدلاً واسعا بين شباب الإخوان، وقال الأمين العام للجماعة خلال الحوار إنه باق في منصبه، وأن مكتب الإرشاد كما هو، وكذلك مجلس الشورى، وأن الظروف الأمنية لا تسمح بانتخاب أعضاء جدد.
في المقابل تحت اسم «اللجنة الادارية العليا لجماعة الإخوان المسلمين» (تقوم بمهام مكتب الإرشاد)، نشرت، الإثنين، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل «فيس بوك»، بيانًا، قالت فيه إن محمد منتصر، ما يزال متحدثًا إعلاميًا باسمها، مؤكدة على أن «إدارة الجماعة تتم من الداخل وليس من الخارج».
وقالت فيه إنها «لم تصدر أي قرارات بشأن المتحدث الإعلامي للجماعة، وأن محمد منتصر ما يزال في منصبه».
وأكدت اللجنة، أن «كل القرارات الإدارية التي تخص إدارة الجماعة تصدر من اللجنة العليا في الداخل، ولا يجوز لأي مؤسسة في الجماعة، أو شخصيات اعتبارية، التحدث باسم اللجنة، أو إصدار قرارات هي من صلاحيات لجنة الإدارة».
وفي سياق متصل، أصدر المكتب الإداري لجماعة «الإخوان» بالإسكندرية بيانًا مساء اليوم، على صفحتهم على «فيس بوك»، يرفض فيه بطريقة غير مباشرة «إقالة منتصر»، قائلًا، إن «قواعد الشورى والمؤسسية هي الأطر الحاكمة للتنظيم، وهي أساس بنية الجماعة، ولا يجوز لأي شخص أو قيادة مهما كان موقعها تغييرها».
وتابع البيان الصادر عقب قرار إقالة منتصر: «المكتب الإداري وكل تشكيلات الجماعة بالإسكندرية غير ملتزمة إلا بالقرارات الشورية التي تعبر عن الإخوان الصادقين المجاهدين في ميدان الثورة وفقًا للآليات السليمة التي تحددها اللوائح، وأنه لا مجال لأي قرارات فردية خاصة في ظل تحديات هذه المرحلة».
كما تبادل المتحدثان الاتهامات في مداخلات هاتفية على «الجزيرة»، فرّد محمد منتصر، على قرار إقالته من منصبه بموجب قرار من إخوان الخارج، مؤكدًا أن الجماعة لن تدار من لندن أو باريس.
وقال «منتصر»، إن مكاتب الجماعة داخل مصر لا تعترف بالقرارات التي أصدرت، اليوم، مؤكدًا أن أعضاء مكتب إخوان الداخل هم من أعلنوه متحدثًا وهم المخولون بإقالته ولم يتم إبلاغه بتلك القرارات، وأكد أن «هذه القيادات العليا المنتخبة هي من نصّبتني متحدثًا إعلاميًا، ولن أترك منصبي لأني منتخب».
في المقابل أكد طلعت فهمي، المتحدث الجديد باسم الجماعة، أن قرار إعفاء محمد منتصر، مرسل من القيادات المنتخبة بمصر وليس من مكتب لندن.
ونفى «فهمي»، الاتهامات الموجهة لإخوان الخارج بعقد صفقات مع النظام، مؤكدًا أن أفراد الجماعة أمضوا حياتهم في سبيل الدعوة ومستمرون على ما عاهدوا الله عليه، وفقًا لقوله.
وشدد على أن قرار تعيينه جاء من رئيس اللجنة العليا في مصر والقائم بأعمال لمرشد العام للإخوان محمود عزت.
وعلى صعيد آخر وصف الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان، المتواجد في تركيا حاليا ما يحدث داخل الجماعة من خلافات بأنه مجرد تمايز في الصفوف وليست انشقاقات.
وقال «حشمت»، في تدوينه له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي«فيسبوك»، مساء اليوم الإثنين،:«الإخوان المسلمون جماعة ربانية لها قيم أخلاقية وقواعد سلوكية وإدارة مرجعية لذا فمن كذب علينا فليس منا ومن خان فينا فليس منا ومن تعجل قطف الثمرة فليس منا ومن استسلم للهوان تقية فليس منا ومن تمرد على قيادة الداخل التي تثبت وسط التحديات والأخطار فليس منا ومن أطاع أفراد وأهدر رأي الجماعة والمؤسسية فليس منا ومن أهان كبرائنا وسخر من مشايخنا فليس منا».
وتابع حشمت في منشوره «نحن عُبَّاد الله نتعبدإليه سبحانه بحسن الطاعة والاجتهاد في العمل فمن خوّن إخوانه فليس منا ومن حاسب غيره ولم يقبل حساب نفسه وتعالي عن المحاسبة فليس منا، ومن استأمناه على أرواحنا وأموالنا وفَرَّط ولم يعترف بخطئه فليس منا ومن انشغل بنفسه وغاب إخوانه من أمام عينيه فليس منا».