أعاني عند خروجي من الحمام – بعد التبول-، من الشك بنزول نقطة من البول على ملابسي، ولا أدري هل نزلت فعلا أم لم يحدث شيء، وذلك يسبب لي بعض القلق عند الوضوء للصلاة، فبماذا تنصحني أن أفعل لكي أتخلص من هذا الشك. وبيان الحكم الشرعي في ذلك.
يجيب الدكتور نصر فريد واصل – مفتى الجمهورية الأسبق -:
إذا كان الحال كما ورد بالسؤال من أن السائل عند خروجه من الحمام يشك في نزول نقطة من البول على ملابسه ولا يدري هل نزلت فعلا أم لا، فالمقرر شرعا أن الشك -وهو النجاسة- لا يزيل اليقين – وهو الطهارة – إلا إذا تحقق السائل من ذلك ورأى أثر البول على ملابسه وتأكد ذلك فعلا.
وفي هذه الحالة يكون هناك واحد من احتمالين:
أولًا: إذا كانت هذه الحالة ليست عادة له وإنما هي ظرف طارئ، فيجب عليه إعادة وضوئه مرة أخرى إذا أراد الصلاة مع طهارة ملابسه لما أصابها من أثر البول ويصلي بهذا الوضوء ما شاء من الفرائض والنوافل.
ثانيًا: أما إذا كان نزول نقطة البول عادة وطبيعة له ويتكرر دائما فإنه عندئذ يأخذ حكم من عنده سلسل البول، أي: يجب عليه الوضوء لوقت كل صلاة وتكون صلاته في هذه الحالة صحيحة شرعا ولا شبهة فيها.
وغالب الظن أن هذا الإحساس لا حقيقة له ولا أثر وإنما ذلك من تهيؤات الشيطان ووسوسته حتى يفسد على الشخص طهارته وصلته بربه ويصبح لقمة سائغة في فم الشيطان يلوكه كيف شاء، فالشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم في العروق، كما يجب على السائل أن يتذكر دائما أن الدين الإسلامي دين يسر وسهولة. يقول تعالى في كتابه الكريم ﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.. [الحج : 78]. ويقول أيضا: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.. [البقرة : 185].
كما يجب أيضا أن ينتصر دائما على وسوسته ويدع الشك جانبا حتى يقهر شيطانه ويسيطر عليه ويبني دائما طهارته على اليقين. ومما ذكر يعلم الجواب عما جاء بالسؤال.