أنت برفقة صديقتك، لكن فكرك يسرح في مكان وزمانٍ آخر، تنظر إليك عن كثب تتأمل عينيك بصمت، وفجأة تقطع عليك حبل أفكارك لتعيدك لحاضرك، وتسرد لك ما تفكرين به دون أن تحديثها بكلمة.. فتذهلك بقراءتها لأفكارك وقوة إحساسها، ويثيرك الفضول لمعرفة السر؟!
تساعدين والدتك في تحضير مائدة الغداء، تراقبك والدتك لبضع دقائق بصمت، ثم تهمس لك: هناك خطب ما يا صغيرتي، هل أنت على مايرام؟! لتذهلك هي الأخرى وتتساءلين كيف عرفت؟ أهو قلب الأم أم هناك أمر آخر؟!
لابد وأنك مررتِ بكثير من المواقف المماثلة، سواء مع صديقاتك أو والديك أو إخوتك، وأحيان كثيرة في لقاء أول مع بعض الأشخاص.
ما هو تعريف مهارة قراء الأفكار:
هذا ما يسمى بظاهرة قراءة الأفكار، هي ظاهرة موجودة فطرياً في الإنسان لطبيعته الاجتماعية، لكنها تتفاوت بمهارتها من شخص لآخر، وقد شغلت هذه الظاهرة العلماء منذ زمن بعيد،وخرجت الكثير من الأبحاث والدراسات العلمية والنفسية لتحليلها وتفسيرها، فالبعض ذهب بها كأحد فروع “الباراسايكولوجي” أو ما وراء علم النفس، والبعض أكد لها تفسيراً علمياً بوجود منطقة في الجزء الخلفي من الدماع هي المسؤولة عن هذه المهارة وقوتها، وكلما كان هذا الجزء نشيطاً زادت القدرة على عمليات التنبؤ وقراءة الأفكار.
ويقول أحمد المالكي، المدرب والباحث في إدارة التغيير وتأثير المعتقدات والقيم: يتمكن الشخص من قراءة أفكار الشخص المقابل من خلال التركيز على نوعية الكلمات التي يصدرها وتحليل معانيها من خلال ربطها بمعتقدات المتحدث وقيمه وبيئته المحيطة، وهو أمر مهم يتوجب على الجميع معرفته والتعامل معه، خاصة في مجال الأسرة، لفهمهم وفهم احتياجاتهم، فالكلمات هي الشعاع التي تصدر الأفكار، وبنوعية الكلمات التي نصدرها تتكشف لنا أفكارنا وكأنها كتاب يقرأ.
كما يستطيع الكثير من الناس فطري اًقراءة أفكار الأشخاص البعيدين من خلال قراءة كلماتهم المكتوبة أيضاً، ولهذا نجد أن البعض يستهوي قراءة كتاب معين من خلال مجموعة الكلمات التي يستخدمها، والأمر المثير أن الجميع يستطيع قراءة الأفكار من خلال المشاعرالتي يصدرها الكاتب حينها، فالمشاعر تتجلى بين كلمات الكاتب وسطوره التي يكتبها.
يقول جيمرون: “أنت متوسط الخمسة أشخاص الذين تجلس معهم باستمرار”، ويعني بهذا أن البيئة والمعتقدات المتشكلة لها دور أساسي في تشكيل أفكارك وكلماتك وشخصيتك.
بجانب الكلمات هناك الإيماءات الجسدية وتعبيرات الوجه هي مفتاح قوي في قراءة الأفكار عند التركيز عليها.
ولتقوية هذه المهارة أنت بحاجة لتصفية ذهنك وتقوية عملية التركيز والتحليل لديك، فدماغ الإنسان كأجهزة الاستقبال والإرسال الإذاعي تتعرض للكثير من الأمور والظروف المعرقلة والمشوشة، فالأفكار والمشاعر السلبية مثلاً من أهم الأمور التي تعرقل قوة الحدس لدى الإنسان.
نعرض لكى بعض المهارات والممارسات التي تساعدك على تقوية الحدس وقراءة أفكار الآخرين لديك:
• مارسي تمارين التأمل بانتظام،فهي تساعدك على تصفية الذهن، والتخلص من الأفكار والمشاعر السلبية واستبدالها بالإيجابية.
• تعلمي قراءة لغة الجسد، فهي كفيلة بإيصالك لمعرفة كيفية قراءة الأفكار لدى الآخرين.
• حاولي التركيز دائماً على تعابير الوجه وقراءتها، فهي دليل سحري لمعرفة ما يدور بخواطر الآخرين.
• وقبل كل شيء قراءة الأفكار بدقة ومهارة بحاجة للتطوير الذاتي، بتعلم كل المهارات السابقة، وأيضاً الصبر والإيمان بقدراتك.