شدد عضو هيئة كبار العلماء السعودية المستشار فى الديوان الملكى الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، على أن تنفيذ الأحكام الشرعية اليوم بحق 47 شخصًا من الفئة الضالة، يجسد تطبيق حدود الله ضد المفسدين فى الأرض الذين دمروا ما أراد الله عمارته وأفسدوا ما أراد الله إصلاحه مؤكدا أن الاعدامات هى “علاج للمفسدين فى الأرض”. وقال المطلق فى تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) اليوم السبت إن “تنفيذ الحدود الشرعية فيه علاج لكل من تسوّل له نفسه أن يفسد فى الأرض، وفيه ردع وإحجام للمفسدين الذين يريدون الإفساد فى الأرض ويعملون على نشر فسادهم”.
وأضاف المطلق وهو يشغل منصب عضو اللجنة الدائمة للإفتاء المستشار فى الديوان الملكى السعودي،: “لقد شهدت بلادنا ويلات عظيمة من هذه الطغمة الفاسدة جرّاء ما ارتكبوا من أعمال قتل للأبرياء من رجال الأمن وغيرهم، وتخريب للمنشآت، وتشويه لسمعة الإسلام والمسلمين، وترويع للآمنين”. وأكد أن” جزاءهم ما قضت به المحاكم الشرعية وما توصل إليه القضاة الذين درسوا قضاياهم بتمعن، وسمعوا منهم من غير إضرارهم وناقشوهم واطلعوا على البينات التى تدينهم، ليتم التوصل بعد النظر فى الأدلة الشرعية، والبحث والتحرّى فى الأحكام إلى تنفيذ حدود الشرع فيهم ” .
وأوضح أن “هذا العمل (اعدام 47 شخصا ) هو الموعظة لمن لم يتعظ والجزر لمن يفكّر أن يسير فى بحر الظلمات ويستسلم لوسوسة الشيطان الذى يدله على أصحاب الشر الذين خانوا دينهم ووطنهم”. وقال ” اعلم يا من تسوّل له نفسه السير مع الصّحبة الضالة الذين يعملون عمل الشيطان ويريدون الخروج عن الجادة أن هذه الأحكام ستجرى عليك، والله جعل ذلك العقاب فى الدنيا، والخزى فى الآخرة “، داعيا الجميع إلى لزوم الجماعة وفقا لقول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعًا ولاتفرقوا ) . من جانبه أكد مفتى عام المملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن تنفيذ الأحكام الشرعية فى 47 إرهابيا، استندت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن فى ذلك الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها. وكانت وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت صباح اليوم تنفيذ حكم الإعدام فى 47 إرهابيا منهم- 45 سعوديا وتشاديا واحدا- فى 12 منطقة بالمملكة ادينوا باعتناق المنهج التكفيرى وتنفيذ عمليات إرهابية من تفجير وقتل للمواطنين والمقيمين ورجال الأمن وحيازة أسلحة. وقال فى تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون السعودى- حول تنفيذ حكم الإعدام فى 47 إرهابيا اليوم بالمملكة- ” ما سمعناه بيانا كافيا شافيا ووافيا، استند على الكتاب والسنة فى الحرص على الأمة واستقامتها واستقرارها والدفاع عن أمنها وأموالها وأعراضها وعقولها، وأن هذا من الضروريات التى جاء الإسلام بها للمحافظة عليها وهى الدين والنفس والعرض والعقل والمال، مؤكدا أن تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية رحمة للعباد ومصلحة لهم وكفا للشر عنهم، ومنع الفوضى فى صفوفهم “.
وأضاف أن هذه الأحكام شرعية لا لبس فيها، فهذه حدود الله لا يميز فيها أحد عن أحد، بل هى على الجميع، مبينا أن المملكة العربية السعودية دولة قائمة على الإسلام والسنة، محذرا من مكائد الحاقدين الساعين لزعزعة الأمن والاستقرار وشق وحدة الصف، وأن قتل نفس واحدة يعاقب عليها كأنه قتل الكل، لأن من أخل ببعض فأخل بالكل، ومن استباح دم مسلم استباح دم الكل، ومن احترم الدماء كلها احترم الكل. وأكد أن من واجب ولاة الأمر حفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن الأمة وردع الظالمين وإقامة العدل فى الأرض.