تحقيقات و تقارير

المبشع والقصاص والضريبي.. كيف يتحاكم أهل سيناء فيما بينهم؟ 

في حياة أهل سيناء تقاليد وعادات لا يعرفها الكثير، وأهم هذه التقاليد هي القوانين والأعراف التي تحكم أهل وقبائل سيناء فيما بينهم، ومن ضمن تلك العادات هم القضاة الذين يحكمون القبائل في تعاملاتهم.

الحدث الآن يرصد في هذه السطور أهم القضاة التي يتحاكم القبائل البدوية إليهم، ويكون حكمهم ساري ونافذ على الجميع، وفقًا لما ذكره المؤلف إبراهيم أمين غالي في كتابه سيناء المصرية عبر التاريخ:

كبار عرب

وهم الذين يلعبون دور الوساطة في الصلح وترفع إليهم المشكلات التي لا يمكن فضها إلا بالتراضي لعدم توفر الأدلة أو لجسامة ما ينجم من أضرار إذا ما ثبت الضرر، ومنها قضايا السلب والقتل.

المنشد أو المسعودي

فيسمى كذلك لأن أهم قضاته من قبيلة المساعيد التابعة للعريش فيحكم في المسائل الشخصية الخطيرة كقطع الوجه والإهانة وعامة في كل ما يمس الشرف كالشتائم والسب.

القصاص

هو قاضي الجروح الذي يحكم بالجزاء الذي يستحقه كل جرح حسب طول الجرح أو عرضه أو موضعه وأكثر “القصاصين” من سلاسلة قبيلة الحويطات في مركز نحل بسيناء، وفي العريش من عرب “بلى”، وفي الطور من القرارشة ومزينة.

العقبى

هو قاضي الأحوال الشخصية يحكم في مسائل الطلاق والمهر والتعدي على العرض وسمي كذلك لأن أغلب القضاة من بني عقبة.

الزيادي

هو قاضي الإبل وسرقتها وعلى العموم كل ما يتعلق بها.

الضريبي

هو بمثابة قاضي حكم إذا اختلف المتخاصمون على القاضي رفع الأمر إلى الضريبي الذي يعين القاضي المختص ويختار الضريبي عادة من قبيلة الحويطات.

المبشع

فهو قاضي الجرائم التي لا شهود لها فيلجأ إلى اختبار المتهم بالماء أو النار أو الرؤيا، أما الاختبار بالنار فقد كان تقليدًا قديمًا عرفته كل الشرائع سواء كانت شرقية أو غربية، ويقضي الاختبار بلحس المهتم مرات ثلاث إناء من نحاس سخن، فإذا ظهرت على لسانه آثار النار حكم المبشع بالدعوى للخصم، وإلا حكم له.

والاختبار بالماء عبارة عن إبريق من النحاس يتحرك الإناء من نفسه في اتجاه المتهم ويقف عنده إذا كان مذنبًا أما إذا كان بريئًا وقف عند المبشع.

أما الرؤيا فهي خرافة تقضي بأن يفكر المبشع في المتهم ثم ينام فيظهر له الجاني في الحلم.

وبجانب الرؤية في شبه الجزيرة ما يقال عنهم الخبرة وأهم “المسوق” وهو خبير الإبل فيقوم بتحديد أسنانها وعلى يده تسلم غرامات الإبل، ويلعب المسوق دورًا مهمًا في حياة البدو الاقتصادية، لأن الإبل تعتبر العمود الفقري لحياتهم، كما أن أهل القطاعات وهم الأكثر خبرة في الشؤون الزراعية.

زر الذهاب إلى الأعلى