كانت «نشوى البندارى» دوماً ترى أنه لا يوجد ما يمنع المرأة من الوصول إلى أعلى المناصب، إذا كان لديها دافع الصبر والمثابرة، وبعد فوزها بجائزة لوريال- اليونيسكو، فى بحوث تأثير المناخ على المحاصيل الزراعية، تأكد لديها هذا الاعتقاد بعد أن حصدت ثمار 15 عاماً من العمل الدؤوب منذ تخرجها فى كلية الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهرة عام 2000.
من بين 5 عالمات عربيات من الأردن وفلسطين والعراق ولبنان، اختارت اللجنة بحث «نشوى»، الذى يعيد رسم خريطة مصر الزراعية، لتعود إلى الصدارة، وتحقق التنمية الاقتصادية المستدامة، من خلال ابتكار تطبيقات حاسب آلى ذكية، تساعد المزارعين على معرفة تأثير المناخ على المحاصيل، وبالتالى يتمكنون من تحسين جودتها، والحفاظ عليها من التلف.
خدمة المجتمع هى الهدف الذى وضعته «نشوى» لنفسها، حتى بعد أن وصلت إلى منصب أستاذ مساعد ورئيس قسم نظم المعلومات بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحرى بالقاهرة، والذى سعت لتحقيقه من خلال ندوات توعية للمزارعين، ونقل التجارب المتقدمة فى استخدام التكنولوجيا للزراعة حتى لو كانت بمفردها، دون أن تلقى بالاً للكلمات التى تعتبر حجاب المرأة عائقاً عن القيام بدورها فى المجتمع، أو حتى لسنها الصغيرة، التى يستخدمها البعض سببا للتشكيك فى قدرات المرأة. حب «نشوى» للعلم كان بلا حدود، وهو ما أدركته أسرتها منذ صغرها، وشجعها عليه أشقاؤها الذكور بكل جهد ممكن، ما جعلها تعتبر نفسها محظوظة، فكثير من النساء العاملات فى مجال البحث العلمى يتوقفن عن تحقيق أى إنجاز بسبب غياب هذا الدعم، وضخامة حجم المسئوليات الملقاة على عاتق المرأة كما ترى فى الكثير من النماذج حولها.