أخبار فنية و ثقافية

“كتيبة سوداء” لمحمد المنسى.. الأفارقة يموتون فى حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل

رواية “كتيبة سوداء” للروائى محمد المنسى قنديل،صادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع، وهى الرواية التى تم ترشيحها منذ يومين فى القائمة الطويلة لجائزة البوكر الأدبية.

تدور الرواية حول كتيبة من الجيش المصرى مسماة بـ “الأورطة السوداء”، سافرت من مصر إلى المكسيك لكى تحارب مع الجيش الفرنسى الذى كان يحاول احتلال المكسيك، وهى فترة تاريخية شبه مجهولة فى التاريخ المصرى حدثت فى عهد الخديوى سعيد باشا، الأمر الذى جعل “قنديل” يسافر خصيصاً إلى المكسيك كى يجمع المعلومات الخاصة بتلك الواقعة، والتى يعتبرها هامة للغاية ولم يتم تناولها كما ينبغى فى الكتب التاريخية.

وتسرد الرواية حياة أفراد الكتيبة هناك ومن خلال الأحداث يدين الكاتب العبودية التى كانت فى تلك الفترة، بالإضافة إلى الاستعمار وأعمال العنف التى ينتج عنها الآلاف من الخسائر البشرية دون أدنى اهتمام من الملوك أو الحكام، فى سبيل تحقيق طموحاتهم نحو العظمة وتحقيق القوة.

ويحكى “قنديل”، أنه فى عام 1863 طلب الإمبراطور الفرنسى نابليون الثالث من سعيد باشا مساعدته فى حربه على المكسيك، فأرسل الخديوى كتيبة عددها 500 جندى، وتشهد الأحداث تنصيب ماكسيميليان النمساوى إمبراطورا على المكسيك بعد تنازله عن عرش امبراطورية النمسا.

يصور محمد المنسى قنديل فى روايته عالم العبودية والخادمين فيقوم بسرد صورة عن كيفية الحصول على العبيد من أفريقيا، ويحكى عن تاجر يدعى “ود الزبير” يحصل على مجموعة من العبيد بالمقايضة مع صاحب القبيلة من غابات أفريقيا، حيث يتخلى صاحب القبيلة عن 40 من رجاله فى مقابل خمسة بنادق.

ويشير “قنديل” إلى مسيرة حياتهم التى تمتلأ بمشاعر التشريد والضياع بعد خروجهم من بيئتهم وسفرهم لخوض حروب مع بلادٍ لا ينتمون لها ضد بلادٍ أخرى لا يعرفونها، وانطلاقاً من ذلك الحدث يبدأ الكاتب بإدانة فكرة العبودية التى كانت متواجدة.

وقد سافرت كتيبة الجنود التى أرسلها الخديوى لتبدأ انتقالة جديدة فى الرواية حيث حياتهم فى تلك التجربة الجديدة، فيصور كل ما واجهه الجنود فى رحلتهم الحربية، بالإضافة إلى مشاعر العنف والتشتت والضياع، فانتهت الرواية بتراجيدية حيث انسحاب الجيش الفرنسى ومن ثم ينتهى مصير هؤلاء الجنود إلى الغموض والتشرد.

وقد استمر بعض هؤلاء الجنود فى المكسيك ولم يرجعون إلى مصر، وقد أشار “قنديل” إلى ذلك الموضوع فى إحدى مناقشات الرواية قائلاً إن بقاء الجنود من عدمه مازالت غير مؤكدة، وأضاف أنه قام بقراءة تقرير فى إحدى المجلات القديمة حول أن هناك وفدا مصريا عسكريا ذاهبا للمكسيك لكى يضع أكاليل الزهور على مقابر جنود هذه الكتيبة إلا أنه لم يجد لهم أى أثر، ولذلك كان يلزم عليه أن يسافر المكسيك لكى يعرف ما فعلته هذه الكتيبة على أرض الواقع، وفى المكسيك تفتحت له الكثير من الحقائق حول هذه القصة.

زر الذهاب إلى الأعلى