* في 8 ديسمبر 1991 اعلن بوريس يلتسين الذي انتخب قبل 6 أشهر أول رئيس لاتحاد روسيا، مع نظيريه الأوكراني والبيلاروسي “انتهاء الاتحاد السوفياتي”، وأرغم زعيم الاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف على التنحي.
وطبق يلتسين مجموعة إصلاحات: تحرير الأسعار، وتوحيد أسعار الصرف، وجعل الروبل قابلاً للصرف في السوق، والملكية الخاصة وإلغاء احتكار الدولة للتجارة الخارجية.
وفي 1993 أرسل يلتسين دبابات ضد النواب الشيوعيين المتحصنين في البرلمان (148 قتيلاً بحسب الأرقام الرسمية)، ونهاية 1994 قرر يلتسين إحكام السيطرة على جمهورية الشيشان الانفصالية في القوقاز الروسي، وفي 1996 سمح اتفاق بإنهاء الحرب التي أوقعت عشرات آلاف القتلى.
وساهمت الأزمة المالية في 1998 في تفاقم أوضاع ملايين الروس الذين باتوا يعيشون في فقر مدقع في حين انهار النظام الصحي والتربوي وانتشر الفساد.
* في أغسطس 1999 عين يلتسين في منصب رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الذي كان غير معروف آنذاك، سرعان ما كوّن العميل السابق في الكي جي بي، لنفسه صورة الرجل القوي في بلاد تعرضت لسلسلة اعتداءات نسبت إلى الانفصاليين الشيشان (حوالي 300 قتيل).
وفي الأول من أكتوبر 1999 أمر بوتين الذي وعد بـ”القضاء على الإرهابيين”، بدخول القوات الفدرالية الروسية إلى الشيشان، واستقال يلتسين الذي كان مدمناً على الكحول وتراجعت حالته الصحية، في 31 ديسمبر 1999، وخلفه بوتين في الانتخابات الرئاسية في مارس 2000.
وبين عامي 2000 و2009 أوقعت الحرب الشيشانية التي تخللتها تجاوزت وقصف عشوائي على غروزني، عشرات آلاف الضحايا.
وخلال أول ولايتين له (أعيد انتخابه في 2004) أحكم بوتين قبضته على البرلمان، وأخضع الحكام الإقليميين لسيادة موسكو وأرغم الإعلام على الولاء، وأعاد إلى الكي جي بي كل وظائفه، وكما أبعد عن السياسة كل الذين جمعوا ثروة في عهد يلتسين، الواحد تلو الآخر، بينهم ميخائيل خودوركوفسكي الرئيس السابق لمجموعة “يوكوس” النفطية الذي سجن 10 سنوات.
وفي موازاة ذلك تحسنت الأوضاع الاقتصادية بفضل الرقابة النقدية الصارمة وخصوصاً على إيرادات النفط.
* نظراً إلى أن الدستور يحظر الترشح للرئاسة لـ 3 ولايات متتالية، اختار بوتين نائب رئيس حكومته الشاب دميتري مدفيديف الذي انتخب بسهولة رئيساً في الثاني من مارس 2008 من دون منافسة حقيقية، وأصبح بوتين في حينها رئيساً للوزراء، وترأس حزب روسيا الموحدة الذي هيمن على البرلمان.
وفي 2009 ضربت الأزمة الاقتصادية العالمية روسيا بقوة قبل أن تعود الأوضاع وتتحسن تدريجياً
وفي ديسمبر 2011 برزت حركة احتجاج غير مسبوقة منذ وصول بوتين إلى سدة الحكم بعد الانتخابات التشريعية التي فاز بها حزب روسيا الموحدة وتخللتها أعمال تزوير بحسب المعارضة، ولم تمنعه حملة الاحتجاجات من تولي منصب الرئاسة مجدداً في 2012 لولاية من 6 سنوات بعد إجراء تعديل دستوري.
واعتبرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتخاب بوتين بحوالي 64% من الأصوات “زائفاً”، وأدت التظاهرات احتجاجاً على نتائج الاقتراع إلى أسوأ قمع منذ انهيار الاتحاد السوفياتي بحسب منظمة هيومن رايتس ووتش.
* أصبح ينظر لبوتين على أنه الشخصية التي أعادت مجد “روسيا العظمى” بضمه شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2004، وأثارت هذه الخطوة أسوأ أزمة منذ نهاية الحرب الباردة بين الروس والغربيين الذين يتهمون أيضاً موسكو بدعم التمرد الانفصالي في شرق أوكرانيا عسكرياً، وهو ما ينفيه الكرملين.
وجراء ضم شبه جزيرة القرم والتدخل في أوكرانيا، فرضت على روسيا عقوبات أوروبية وأمريكية انعكست سلباً على الاقتصاد، وفي النزاع في سوريا، أصبحت روسيا لاعباً أساسياً منذ تدخلها في سبتمبر 2015 في هذا البلد، ما سمح لقوات الرئيس بشار الأسد بتحقيق انتصارات.