الأزهر يدين مخططات الكيان الصهيوني ببناء مستوطنات على أراضي الكنيسة الأرثوذكسية
أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف مخططات الكيان الصهيوني لبناء نحو 3 آلاف وحدة استيطانية على أراضٍ تخص الكنيسة الأرثوذكسية على حدود بلدة “بيت صفافا”، وهو ما يُهدد بمحاصرة مدينة القدس المحتلة وعزلها عن محيطها من الجهة الجنوبية.
وشدد المرصد على أن هذه المخططات الاستيطانية الخبيثة تُمثل تعديا صارخٍا على العهدة العمرية التي نصت على الحفاظ على الأراضي الفلسطينية، والحرص على الكنائس المسيحية، مؤكدًا أن الكيان الصهيوني يستهدف كل ما هو فلسطيني بغرض تزييف الواقع الديموغرافي في القدس لصالح المستوطنين.
ورفض مرصد الأزهر سياسة الاحتلال الصهيوني التي تستبيح المقدسات الفلسطينية، الإسلامية والمسيحية على حد سواء، والتي كان آخرها الحادث الإرهابي المتمثل في محاولة أحد المستوطنين المتطرفين إضرام النيران في كنيسة “الجثمانية” في القدس، مطالبًا المجتمع الدولي التصدي للسياسات الاستيطانية التي تتعارض مع القوانين الدولية، وتوفير الحماية للمقدسات الفلسطينية.
وكان مرصد الأزهر قد أصدر في وقت سابق تقريره الشهري حول أعداد مقتحمي ساحات المسجد الأقصى المبارك، وقال المرصد إن 734 مستوطنًا صهيونيًّا يقودهم عدد من أعضاء منظمات «الهيكل» المزعوم ورؤساء المدارس الدينية المتطرفة، قد اقتحموا ساحات «الأقصى» خلال شهر يناير الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.
وأكَّد المرصد أن ساحات المسجد المبارك قد شهدت استمرارًا لمسلسل الاعتداءات والانتهاكات الصهيونية والتي تمثَّلت في عدد من الحفريات التي نفَّذتها آليات الاحتلال بالقرب من حائط «البراق» ضمن مشروع استكمال تهويد ساحة «البراق» وجنوب غرب الأقصى.
واشار إلى أن ذلك المشروع جاء بعد أيام قليلة من تحريض أعضاء منظمات «الهيكل» وتقديمهم عرضًا لسلطات الاحتلال بتفكيك مسجد «قبة الصخرة» لإقامة هيكلهم المزعوم.
ولفت المرصد إلى أن ذروة هذه الاعتداءات كانت في 13 يناير الماضي؛ حين قام فريق تابع للاحتلال بعمل مسح وتصوير ثلاثي الأبعاد لساحات المسجد الأقصى، دون أن تفصح السلطات الصهيونية عن الغرض من ورائه، إلا أن إحدى منظمات «الهيكل» المزعوم علَّقت بأن هذا المشروع تمهيد لبناء الهيكل داخل باحات الحرم الشريف.
وحذَّر المرصد في تقريره من تزايد الدعوات الصهيونية التحريضية التي تسعى لتغيير الوضع الديني والتاريخي والقانوني داخل المسجد الأقصى وباحاته لصالح الكيان الصهيوني ومستوطنيه المتطرفين، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرُّك السريع لوقف تلك الانتهاكات الصارخة التي تستهدف أحد مقدسات المسلمين.
وشدَّد المرصد على أن التوعية بالقضية الفلسطينية وفي القلب منها قضية المقدسات على رأس أولويات الأزهر الشريف، معربًا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الرافض للعيش تحت وطأة الاحتلال، مشيدًا بصمود المرابطين داخل الساحات المقدسية، وداعيًا الله -عزَّ وجلَّ- أن يأذن بفجر جديد ينعم فيه الفلسطينيون بحقوقهم الكاملة، ويَلقى فيه الكيان الصهيوني مصيره المحتوم.