أعلن رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن حكومته بدأت فعليا التباحث مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى حلول للأزمة اللبنانية، معتبرا أن التعاون مع الصندوق ليس خيارا بل يعد ممرًا إلزاميًا ينبغي إنجاحه ليكون المسار الأول نحو الإنقاذ، والسبيل الصحيح لإعادة النهوض بالبلد.
وأضاف ميقاتي في رده على تعقيب ممثلي الكتل النيابية والمستقلين على بيان الحكومة أنه لن يستطيع بمفرده ولا حكومته إصلاح كل ما أفسده الدهر، مشددا على أن البيان الوزاري تضمن أمورا بديهية لعمل الحكومة رغم عمرها القصير.
وقال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن شعار الحكومة “معا للإنقاذ” وهو ما يحتم عليه عدم الدخول في أي سجال قد يعيق عملية الإنقاذ التي تحتاجها في البلاد في الوقت الحالي، معتبرا أنه استمع لملاحظات بناءة من النواب وأخذتها الحكومة بعين الاعتبار، مشيرا إلى أن أغلب الانتقادات ليست في محلها.
وأكد أن أول ملفات الحكومة وأهمها هو القطاع الصحي الذي يطال جميع اللبنانيين، معتبرا أن البلاد في وضع صحي دقيق. وأوضح أن الملف الثاني هو الملف المعيشي والاجتماعي الصعب جدا بفعل الغلاء، مشيرا إلى أنه تابع خلال الأسبوع الماضي العمل الكبير الذي يقوم به وزير الشؤون الاجتماعية لمساعدة أي محتاج من دون أي تمييز على كل الأراضي اللبنانية.
وشدد على أن وزير التعليم سيبذل كل جهد ممكن لفتح المدارس في موعدها، ويبدأ العام الدراسي بشكل طبيعي وفق النمط المتعارف عليه.
وعن الطلاب اللبنانيين الذين يتابعون دراستهم في الخارج، وهناك صعوبة من قبل ذويهم في تأمين حاجاتهم، قال ميقاتي إن هذا الموضوع سيتابعه مع الدول المعنية وفي المؤتمرات الخاصة، متمنيا أن تتبنى كل دولة مسئولية الطلبة اللبنانيين لديها لكي ينهوا دراستهم الجامعية، وخصوصا أن المبالغ التي ستدفع مقابل تعليمهم ستبقى في البلد ذاتها.
وأشار ميقاتي في رده على تعليقات النواب على البيان الوزاري إلى أن حكومته تتابع تداعيات انفجار ميناء بيروت البحري، والعمل على إعادة الإعمار وفق توصيات تقرير البنك الدولي وإعادة تأهيل الميناء بشفافية كاملة ومناقصات صحيحة ضمن الأصول، ومتابعة التحقيق المحايد والصحيح لمعرفة الحقيقة كاملة، بالإضافة إلى متابعة ملف انفجار قرية التليل في عكار الذي وقع الشهر الماضي.
واعتبر ميقاتي أن معالجة أزمة الكهرباء تحتاج لحلول على المديين القصير والمتوسط، وذلك من خلال إعادة النظر بالتعريفة الكهربائية وزيادة ساعات التغذية. أما على المدى المتوسط فيقتضي العمل على زيادة إنتاج الكهرباء لتصبح على مدى 24 ساعة.
وحول ملف الدعم، قال ميقاتي إن الفترة الأخيرة شهدت إنفاق مليارات الدولارات على الدعم والتي كان يمكن استخدامها لبناء محطات لإنتاج كهرباء، مشددا أنه لن يتم صرف أي مبلغ للدعم إلا من ضمن خطة واضحة سيعرضها على المجلس النيابي.
ووعد ببذل كل جهده لإعادة بحث تحديد الحدود البحرية بطريقة علمية وصحيحة، لا عبر نهج المزايدات والتخوين، ليبدأ لبنان بالتنقيب في المياه الإقليمية واستخراج الغاز، ما ينشط كل الاقتصاد.
ومنح مجلس النواب اللبناني الثقة لحكومة نجيب ميقاتي بأغلبية 85 صوتا، وذلك مقابل 15 حجبوها، وذلك في الجلسة العامة المخصصة للتصويت على منح الحكومة الثقة مساء اليوم بمقر مجلس النواب بالأونيسكو بالعاصمة اللبنانية بيروت.