أبلغ أحد الفارين الستة من سجن جلبوع في شمال إسرائيل، الشهر الماضي، والذي ألقي القبض عليه لاحقا، المحققين بتفاصيل خطة الهروب وكيفية تنفيذها.
وقال محمود العريضة للشرطة بعد نحو ساعة من القبض عليه في الناصرة إنه كان مهندس عملية الهروب من السجن شديد الحراسة، وفق موقع “تايمز أوف إسرائيل”.
وأوضح أن “الهدف الأول كان رؤية العائلة والعيش في الضفة الغربية تحت حماية السلطة الفلسطينية، والثاني هو أن يثبت لجميع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية أنهم فاشلون”.
ويشير إلى أن الهاربين كانوا يعتزمون الكتابة على جدار زنزانتهم قبل تنفيذ الخطة، لكن لم يكن لديهم الوقت للقيام بذلك.
وقال العريضة: “لطالما كانت فكرة الهروب في ذهني… كنت أخطط للهروب منذ نقلي إلى سجن جلبوع. نظرت إلى الأرض وأدركت أنني أستطيع الهروب”.
وكشف العريضة للمحققين أن الحفر بدأ في 14 ديسمبر الماضي “بقطعة حديد أخذتها من خزانة صغيرة كانت موجودة في الزنزانة قبل بضع سنوات”.
واستغرق حفره باب النفق 20 يوما، وكانت تحته توجد صفيحة حديدية أخرى، قام بإزالتها. وتولى زميله السجين، مناضل نفيعات، مهمة حفر 15 سم من الخرسانة.
واستمر العمل في الحفر لمسافة 30 مترا، وكان التحدي الرئيسي هو التخلص من الرمال الزائدة.
في البداية: “كنا نفرغ الرمال في المرحاض والدش، ثم صنعنا غرفة صغيرة للرمل. صنعنا أكياس الرمل من الملابس. حفرنا حتى رأينا ضوء الشمس بدون قضبان. عندها أدركنا أننا نجحنا”.
وأضافت المجموعة نزيلا آخر هو زكريا الزبيدي القائد السابق في “كتائب شهداء الأقصى” إلى الخطة على أمل أن يساعد منصبه الرفيع في السلطة الفلسطينية على حمايتهم.
ويقول العريضة في التحقيقات إنهم عجلوا بتنفيذ الخطة قبل أسابيع من الموعد المحدد بعد إحضار حارس إلى الزنزانة لمعالجة انسداد المجاري بسبب الرمال، وهو ما جعلهم يعتقدون أنهم قد كشف أمرهم.
وقررت المجموعة الهرب في وقت لاحق من ذلك اليوم، وكان أول من دخل النفق نفيعات وآخرهم العريضة.
وقال العريضة: “انتظرت 15 دقيقة لأتأكد من عدم اقتراب أي حارس سجن من الزنزانة، وزحفت لمدة 10 دقائق في ظلام دامس. بدأت أرى الضوء وأدركت أنني وصلت إلى نهاية النفق. رأيت نفيعات خارج الفتحة يناديني ويساعدني في الخروج”.
وبعد الوصول إلى خارج السجن، ذهبوا عن طريق الخطأ إلى قرية الناعورة في إسرائيل، وهناك دخل الستة مسجدا محليا حوالي الساعة الخامسة صباحا، وغيروا ملابسهم وصلوا وغادروا.
وقرروا بعد ذلك الانقسام إلى ثلاثة مجموعات.
وقال السجين الهارب للمحققين إن المارة كانوا ينظرون إليهم باعتبارهم عمالا غير شرعيين لذلك واجهوا صعوبة في العثور على أي شخص يساعدهم.
وقال: “كنا ننام في الليل في منطقة صناعية بالقرب من العفولة. واصلنا السير نحو الناصرة وطلبنا الطعام والماء من الناس. فتشنا في صناديق القمامة بحثا عن طعام”.
وبالقرب من الناصرة، وأثناء البحث عن الطعام في القمامة، تم القبض على العريضة، وهو أقدم المعتقلين الستة بعد أن أمضى 26 عاما خلف القضبان، وزميله يعقوب قادري، بعد أن لاحظهما أحد المارة واستدعى الشرطة.
وفي اليوم التالي، ألقت الشرطة القبض على الزبيدي في مخيم جنين، إضافة إلى محمد العارضة، المُدان بالسجن مدى الحياة وقد أمضى منها 22 عاما.
وفي 19 سبتمبر الجاري، أعلنت الشرطة الإسرائيلية القبض على آخر سجينين هاربين من سجن جلبوع في جنين، بعد حوالي أسبوعين من المطاردة.