اقتصاد وأعمالعاجل

%6 من سكان العالم يعملون فى سلاسل القيمة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية

أكد أكسيل فان تروتسنبيرغ، المدير المنتدب الأول لشؤون سياسات التنمية والشراكات بالبنك الدولي، أنه سواء كان الناس يعيشون في مدن مزدحمة أو غابات نائية أو دول جزرية صغيرة، فإن الطبيعة تُعد الركيزة الأساسية لصحتنا واقتصاداتنا ومستقبلنا، ويسهم التنوع البيولوجي في العالم في توفير الغذاء وفرص العمل والتراث الثقافى، فضلاً عن تنظيم أحوال المناخ.

وأضاف في تقرير له على مدونة أصوات التابعة للبنك الدولى أن البنك الدولي يتفهم الصلة بين الفقر وتغير المناخ – والدور الذي يلعبه التنوع البيولوجي في كليهما. ولهذا تم توسيع مهمتنا ورؤيتنا ليس فقط للتركيز على القضاء على الفقر، ولكن أيضاً على بناء كوكبٍ صالحٍ للعيش فيه. وبهذه الخطوة يقر البنك بأن الاستدامة جزء لا يتجزأ من جميع أعمالنا وكيف أن الاستثمارات في التنوع البيولوجي ليست مفيدة للبيئة فحسب، بل إنها منطقية من الناحية الاقتصادية أيضاً.

فعلى سبيل المثال، يعمل ما يقرب من نصف مليار شخص – أو ما يزيد قليلاً على 6% من سكان العالم – في سلاسل القيمة لمصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية، مما يخلق فرص عمل ويدعم الأمن الغذائي.

ويعتمد الكثير من إمداداتنا الغذائية على الملقحات، لا سيما النحل ، ومقابل كل دولار تستثمره الحكومات في المناطق المحمية والسياحة القائمة على الطبيعة، يبلغ معدل العائد ستة أضعاف الاستثمار الأصلي على الأقل، مما يعزز فرص العمل في هذه الأماكن ، ففي متنزه وطني واحد فقط في زامبيا، على سبيل المثال، تولد السياحة فرص عمل لنحو 30% من السكان في سن العمل في المنطقة. ومن هذا المنطلق، فإننا نستثمر في الوجهات السياحية الناشئة في البلاد لتعزيز الفرص الاقتصادية.

أشار انه يجب أن تكون الاستثمارات الذكية التي تستهدف خدمة المجتمعات وخلق فرص العمل مصحوبة بتركيز شديد على دمج الطبيعة والإجراءات المناخية. ومن الأمثلة على ذلك الحلول القائمة على الطبيعة، والتي يتم نشرها في جميع أنحاء العالم كمصدات فعالة من حيث التكلفة ضد التهديدات المناخية.

وتعد أشجار المانغروف مثالاً بارزاً على هذه الحلول لأنها تبني القدرة على التكيف مع تغير المناخ والطقس القاسى، لا سيما بالنسبة للمجتمعات الريفية والساحلية، في حين تزداد قيمتها بمرور الوقت، على عكس البنية التحتية التقليدية التي يصنعها الإنسان. وهذا هو السبب في أننا نرى أشجار المانغروف وهي تستخدم لحماية السواحل من الفيضانات، كأماكن تفريخ للأسماك، وكمخزن فعال للغاية للكربون.

وفي الواقع تخزن أشجار المانغروف كمية كربون أكثر من الأنواع الأخرى من الأشجار. ويستثمر البنك الدولى فى استعادة هذا النوع من الأشجار، لا سيما في بلدان شرق آسيا، مثل إندونيسيا، حيث تعمل الجهود الوطنية لاستعادة هذه الأشجار على تمكين المجتمعات المحلية، وتقدر قيمة الهكتار الواحد منها في المناطق الساحلية بنحو 50 ألف دولار نظراً لدورها في الحماية من الفيضانات.

أوضح فان أن العمل الذي نقوم به،  يظهر من إندونيسيا إلى زامبيا وغيرهما من البلدان، التزامنا بالاستثمار فى التنوع البيولوجى – والتزامنا بتوسع نطاقه، وقمنا بتخصيص محفظة استثمارية بقيمة 14 مليار دولار للعمل فى القطاعات البيئية، مع تعميم الاعتبارات البيئية فى جميع القطاعات التي نعمل فيها، وفي جميع المناطق على اختلاف المشاهد والبيئات الطبيعية والبحرية. ومن شأن برنامج التحديات العالمية بشأن الغابات من أجل التنمية والمناخ والتنوع البيولوجي الجديد والطموح للبنك الدولى، أن يمكننا من توسيع نطاق عملنا بشكل أكبر، وتقديم حلول بالاشتراك مع القطاعين العام والخاص للتركيز على المناطق الأحيائية الرئيسية للغابات مثل الملايو الهندية في شرق آسيا، وميومبو في شرق أفريقيا، والأمازون، وحوض الكونغو، وغابات غينيا العليا.

زر الذهاب إلى الأعلى