السياسة والشارع المصريتحقيقات و تقاريرعاجل

6 أسباب وراء خسارة مشيرة خطاب في انتخابات اليونسكو

أثار فوز المرشحة الفرنسية أودريه أزولاي بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو خلال خمس جولات شهدت منافسة بين 3 مرشحين من فرنسا وقطر ومصر تساؤلات كثيرة حول هل كان اختيار السفيرة مشيرة خطاب هو الاختيار الأفضل لتمثيل مصر في انتخابات اليونسكو؟ فضلا عن أسباب إخفاقها في هذه الانتخابات وعدم تصويت الكثير من الدول الإفريقية للمرشحة المصرية. 

كما أن «الدورالمصرى» لم ينته عند فوز المرشح الفرنسي على نظيره المصرى خلال جولة الإعادة بين القاهرة وباريس، بل على الفور جاءت تأكيدات الخارجية المصرية على دعم وتأييد مصر للمرشحة الفرنسية أودريه أزولاى فى انتخابات المدير العام الجديد لليونسكو ضد المرشح القطرى حمد الكوارى. 

«الحدث الأن» يرصد خلال هذه السطور مدى علاقة المال السياسى بتأهل المرشح القطرى إلى المرحلة الأخيرة وحصوله على 28 صوتا ليسجل المركز الثانى بعد مرشحة فرنسا بفارق صوتين، ولماذا فشلت «خطاب» فى تحقيق الفوز بالمنصب رغم جهود الخارجية المصرية على مدار الماراثون الانتخابي لليونسكو؟ وحقيقة الدعم الإفريقي للمرشح القطرى.  

سرية الانتخابات 

وفقا للوائح المنظمة لسير العملية الانتخابية لاختيار منصب مديرعام اليونسكو، تجرى عملية التصويت بالسرية التامة، ولم يتضح إلى الآن من هي الدول التي صوتت للمرشحة الفرنسية مقابل المرشح القطري. 

فى المقابل طالب السفير محمد العرابى، مدير الحملة الانتخابية للسفيرة مشيرة خطاب، المجتمع الدولى بضرورة أن يكون التصويت على المناصب الدولية علنيًا وليس سريًا، رغبة منه فى معرفة الدول الداعمة لقطر خلال معركة اليونسكو. 

وعلى الرغم من سرية الانتخابات فإن بعض الدول أعلنت صراحة عن موقفها، فأبدت مصر ثقتها فى كفاءة المرشحة الفرنسية على تولى مهام مدير عام المنظمة، الأمر الذى يؤكد منح مصر صوتها لفرنسا، وصرح وزير الخارجية اليمنى عبد الملك المخلافى، خلال مراحل الانتخابات بأنه إذا ثبت دعم مندوب اليمن في المنظمة للمرشح القطري، في انتخاب مدير عام اليونسكو، فإنه سيعزل فورا من منصبه. 

عجز الميزانية 

اتسمت انتخابات المدير العام لليونسكو هذا العام بنوع من توظيف المال السياسى فى كسب أصوات أعضاء المكتب التنفيذى للمنظمة، مستغلين حالة العجز الشديدة التى تعانى منها ميزانية المنظمة، وذلك بعدما جمدت الولايات المتحدة فى 2011 دعمها المالى لليونسكو التى كانت تشكل أكثر من 20% من موازنتها على خلفية تصويت المنظمة لصالح قبول “دولة فلسطين” كدولة كاملة العضوية، إذ أكد الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، وعضو حملة السفيرة مشيرة خطاب، مرشحة مصر باليونسكو، أن الدوحة اعتمدت بشكل قوى ومباشر فى وصول مرشحها للجولة الأخيرة على المال السياسى من خلال شراء أصوات بعض الدولة خاصة «إفريقيا». 

ليست الأجدر 

قال الدكتور صلاح فضل، الكاتب والمفكر السياسى، إن اختيار السفيرة مشيرة خطاب للدفع بها كمرشح للقاهرة فى انتخابات مدير عام اليونسكو، جاء نتيجة للعلاقة الوطيدة بين خطاب والخارجية المصرية نتيجة لفترة عمل الأخيرة بوزارة الخارجية، مشددا على أنها لعبت دورا كبيرا ومع ذلك كانت هناك شخصيات تعد الأجدر بالترشح على المنصب. 

الدعم الإفريقي شو إعلامي  

تعد القارة السمراء صاحبة نصيب الأسد فى المعركة الانتخابية باليونسكو، وتمتلك إفريقيا 17 صوتا باليونسكو، لذلك تعد محل صراع بين المرشحين لنيل الدعم والتأييد. 

وأكد الكاتب الصحفى عبد الله السناوى أنه من الخطأ الحديث عن وجود دعم إفريقي للمرشحة المصرية، ما ثبت بالعكس بدليل حصول المرشح القطرى على أغلب أصوات القارة السمراء، وهذا ليس بجديد، فقد سبق فى انتخابات 2009 الإعلان عن وجود قرار للقمة الإفريقية بدعم فاروق حسنى، ولم يحدث ذلك على أرض الواقع، مؤكدا أن حديث البعض من الأفارقة عن دعم خطاب مجرد شو إعلامى خال من أى مضمون حقيقي. 

وهاجم السناوى الإعلام المصرى فى اختزال عدم صعود مشيرة خطاب للمنصب فى ما يعرف بالرشوة الانتخابية، مطالبا الجميع بضرورة البحث فى القضية من كل الجوانب حول التوازن بين الإرث الحضارى لمصر والذى أسهم فى جلب الكثير من الأصوات للمرشحة المصرية وبين الموقف السياسى الراهن للبلاد مع بعض دول القارة السمراء. 

فرنسا تحرج المنظمة  

تعرضت فرنسا، دولة المقر، لانتقادات واسعة بترشيحها «أزولاي»، قبل ساعات من إغلاق باب الترشح، لأنها أعلنت عدم طرح مرشح. كان الرئيس السابق فرانسوا أولاند عام 2014، قد دفع بها للترشح لرئاسة اليونسكو. وأكد السفير محمد العرابى، رئيس حملة مشيرة خطاب، أنه طبقا للأعراف الدولية التى جرى العمل بها حول اختيار وترشح رؤساء المنظمات والهيئات الدولية، لا يليق بدولة المقر أن تدفع بمرشح لها، خصوصا أن فرنسا وعدت بأنها ستترك هذه الدورة للعرب. 

قطر تهاجم العرب 

تطاول أحمد بن سعيد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، على العرب غير الداعمين لمرشح الدوحة، حمد الكواري، في انتخابات اليونسكو. وقال «الرميحي»، في حسابه على «تويتر»، إنه «غير مستغرب من تآمر بعض العرب ضد مرشح قطر في اليونسكو». بينما أعربت مصر في بيان صادر عن الخارجية عن خالص شكرها وتقديرها واعتزازها للدعم الكبير الذي قدمته الدول الشقيقة والصديقة لمصر خلال انتخابات اختيار مدير عام منظمة اليونسكو الجديد. وأسدل الستارعلى الجولة الخامسة والأخيرة من انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو”، على منصب المدير العام، مساء أمس الجمعة، وانتهت بفوز المرشحة الفرنسية «أودريه أزولاي» بحصولها على 30 صوتا مقابل 28 لمنافسها القطري حمد الكواري. كانت فرنسا قد صعدت للمرحلة الخامسة بعد أن فازت بجولة الإعادة بحصولها على 31 صوتا مقابل 25 صوتا لمصر.

وشهدت انتخابات اليونسكو هذا العام منافسة محتدمة بين فرنسا وقطر ومصر ممثلة في السفيرة مشيرة خطاب، التى نالت رعاية دبلوماسية مصرية على نطاق واسع، جعلت منها مرشحا قويا خلال ماراثون سباق انتخابات اليونسكو. يذكر أن أودريه أزولاي، 45 عاما، كانت وزيرة الثقافة في آخر حكومات الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا أولاند، وشغلت منصب مديرة مالية في المركز الوطني للسينما قبل أن تصبح نائبة مدير المركز، وهي ابنة أندريه أزولاي مستشار ملك المغرب، وتلقت دروسها في المدرسة الوطنية للإدارة التي تخرج نخبة الشخصيات الإدارية الفرنسية.

زر الذهاب إلى الأعلى