ضمن منشورات المركز الثقافى العربي، صدرت فى الآونة الأخيرة رواية جديدة للأديب سعيد بنسعيد العلوى تحت عنوان “ثورة المريدين” مشيرة إلى ثورة يناير التى شهدتها مصر فى عام 2011، بأسلوب متداخل يتم فيه الانتقال من عالم متخيل بعودة المهدى وسيرته، مستخدمًا ضمير الغائب، إلى عالم الواقع، فى تنقله بين القاهرة ومراكش فى “بين المدينة”، المدينة الشاطئية الجميلة فى أقصى الجنوب الإسباني، انزوى عبد المولى اليمورى ليكتب رواية تاريخية بطلها المهدى بن تومرت الموحدي.. اندلعت انتفاضات “الربيع العربي” حين بلغ اليمورى (وقد كان يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية، محترفا كتابة السيناريو) مرحلة جد متقدمة فى كتابة روايته التى استعان فيها بعدد غير قليل من المراجع التاريخية التى تتصل بالمهدى وعصره وسيرته (وفى مقدمتها كتاب أخبار المهدى للبيدق، أقدم وأشهر كتاب فى التأريخ لمؤسس دولة الموحدين).
ومن خلال التليفزيون، كان يتابع الأحداث قبل أن يقرر الذهاب إلى مصر والنزول إلى ميدان التحرير. هنا سيشرع المهدى بن تومرت فى الظهور، محرضًا، ثم فى الاختفاء بعد ذلك.. ستزداد حيرة اليمورى عندما سيكتشف أن هنالك مخطوطا ضائعا دون فيه البيدق سيرة المهدى الحقيقية، لا تلك التى ينسج فيها البيدق بمؤسس الدولة الموحدية صورة “المعصوم.”
ستبدأ رحلة البحث عن المهدي، وعن المخطوط المفقود، فى جوف أحداث الربيع العربى وفى الوقت ذاته كان اليمورى يحيا صراعا باطنيا تتقاذفه فيه الأحلام والرغبات. ونقرأ من الرواية: اختفى المهدى. مات؟ قتل؟ غاب غيبة يترقب الناس عودته بعدها؟ كثيرون يعيشون على أمل عودة المهدى فى أنحاء متباعدة من المعمورة.. ينتظره خلق الله حيث تضيق بهم السبل وتنقصهم الحيلة.. اسمه المهدي، وهو المنصور، والناصر، وله من الأسماء سفيان ومن الألقاب حجة الله، وسيف الله.. هو العربي، الكردي، الأمازيغي، الفارسي، التركي، الرومي.. هو فى كل بلاد الله.. قد يطلع من قوم بامبارا، وقد يظهر فى الصين أو سيلان.. يهابه الملوك والسلاطين.