عندما يمر الإنسان بأزمة عاطفية يبدأ في الشعور بالآلام النفسية المبرحة، ولكنها ليست وحدها بل تتكاتف مع الآلام الجسدية والتي لها أعراض قد تتشابه مع الجلطة القلبية.
وبالتالي فإن الأزمة العاطفية آثارها ليست نفسية فقط بل هي حالة مرضية لها أعراض مشابهة للجلطة، وبدأ استخدم مصطلح «متلازمة القلب المكسور» مطلع تسعينات القرن الماضي للتعبير عن هذه الحالة التي تؤدي للشعور بألم في الصدر ليس بسبب انسداد أوعية دموية، ولكن بسبب حالة نفسية ناتجة من انفصال عاطفي أو فقدان عزيز.
ومع الوقت ربط العلماء هذه الظاهرة بالأعراض التقليدية التي تحدث بعد علاقة حب فاشلة أو صدمة عاطفية، مثل الشعور بوجع في القلب وقلة النوم وألم البطن والقلق المستمر وعدم القدرة على التركيز، علاوة على ضعف جهاز المناعة وضيق النفس. ورغم قسوة هذه الأعراض في بعض الأحيان، إلا أن غالبية الناس يمكنهم تجاوز الأمر دون مساعدة متخصصة سواء طبية أو نفسية، حسب موقع «دويتشه فيله» نقلًا عن مجلة «فوكس» الألمانية.
وأظهرت دراسات أجريت في الولايات المتحدة أن الألم النفسي ينشط المناطق نفسها في المخ المسؤولة عن الألم النفسي. وأحيانًا تتجاوز تداعيات الصدمات العاطفية، مجرد الألم الجسدي لتصل إلى محاولات الانتحار أو حالات الاكتئاب الحادة وعدم القدرة على التركيز.
ويرجع الأطباء أسباب الآلام التي تصاحب الصدمات العاطفية إلى زيادة إفراز هرمون الضغط العصبي الذي يتسبب في ضيق الأوردة الدموية للقلب، وبالتالي لا تتم عملية ضخ الدم بالشكل المطلوب لتظهر آلام في تلك المنطقة من الجسم والتي تشبه أعراض الجلطات.
ويمكن علاج هذه الأعراض طبيًا عن طريق الأدوية المعالجة للضغط العصبي، إلا أن هذا لا يمنع أن أربعة إلى خمسة من الحالات قد تنتهي بالوفاة، ولاسيما لدى كبار السن الذين لا يمكنهم تحمل وفاة أقرب الأقرباء.
<
p style=”text-align: justify;”>