كل مرحلة من عمر الطفل تتطلب طريقة خاصة في التعامل لابد أن يعيها جيدا الوالدان، حتى لا يصاب الطفل بمشكلات سلوكية، الأمر الذي قد ينعكس على حالته النفسية.
وقالت الخبيرة النفسية، سهام حسن، إن هناك بعض الأخطاء التي يقع فيها الوالدين في رحلتهم التربوية مع أطفالهم، دون حتى أن يلتفتوا لها، والتي يجب تجنبها عند تربية الأبناء من سن 6 سنوات لسن المراهقة، وهو ما تستعرضه في السطور التالية:
التقليل من مشاعر الطفل:
إذا كان يشعر طفلك بالحزن، أو الغضب، أو الخوف، وأنتِ بدورك تستخفين بمشاعره أو تحرجيه أو تتجاهليه أو تستفزيه، فهذا يعنى أنك تقللي من قيمة هذه المشاعر بالنسبة له، وتجعليه يشعر أنه أخطأ لأنه يشعر بذلك، وعندما تفعلين ذلك فأنتِ تحرمين طفلك من الحب، وتضيعين فرصة أن يفتح طفلك لك قلبه ومشاعره، ويتحدث معك بصراحة، وهي الطريقة الوحيدة لتقوية الروابط والحب بدون قيد أو شرط بينك وبين الطفل.
القواعد غير الثابتة:
إذا لم تتحدثي عن توقعاتك، فأنتِ بذلك تتركين طفلك في حيرة من كيفية التصرف الصحيح، ويحتاج الأطفال إلى القواعد والحدود ليتمكنوا من التفرقة بين ما هو جيد وما هو سيء، فإذا لم تضعي القواعد لطفلك، سيبدأ بإساءة التصرف حتى يكتشف هذه القواعد والحدود بنفسه مما يعرضه لقلة الثقة بنفسه ونبذ الذات والمشكلات السلوكية.
اتخاذ الطفل كصديق:
أبدًا لا تشركي طفلك فيما يقلقك أو مشاكلك أو مشاكلك الزوجية أو حتى أن تطلبى منه النصح، فإذا ظهرتِ قليلة الحيلة ومنهزمة أمام طفلك، فهو لن يتعلم أن يحترمك لأنك تعاملتِ معه كأنه ندًا لكِ أو بأنه ذو سلطة ومشورة أعلى منكِ.
فيجب أن تظهري لطفلك بأنك قادرة على مواجهة وحل مشاكلك، والتغلب على مصاعب وتوترات الحياة بنفسك، كوني صادقة في مشاعرك، لكن لا تلقى على طفلك مشاكلك.
التقليل من شأن والد الطفل:
هذا ينطبق على الأب أيضًا، فلا يجب عليك التقليل من والد الطفل أمامه أبدًا، فإذا لم تظهري أي مشاعر تجاه زوجك أمام الطفل، فقد يؤثر ذلك على بوصلة مشاعره، وقد يتعلم مفهوم مغلوط عن ماهية الحب عندما يكبر، أيضًا التقليل من شأن زوجك أمامه والتهديد بالطلاق قد يزيد من مشاعر التوتر والقلق لديه.
عقاب الاستقلال والانفصال:
عندما تعاقبين طفلك لأنه يكبر وينمو ويستجيب إلى احتياجات تطوره ونموه، فهذا يكون لديه مشاعر سلبية قد تتسبب في عدم الشعور بالأمان، والتمرد، ومشكلات سلوكية أخرى تعبر عن الفشل، كأسلوب دفاعي لإثبات أنهم يكبرون وباستطاعتهم التصرف باستقلال.
التعامل مع الطفل كامتداد لكِ:
عندما تركزين على أن مظهرك ومستواكِ الاجتماعي مرتبط بالضرورة بمظهر طفلك، أو أدائه الدراسي، أو سلوكه، وعدد أصدقائه.
واجبك أن تشعري طفلك بأنكِ تحبينه لشخصه وليس بسبب مظهره أو أدائه الذي ينعكس بالتالي عليكِ، فإذا تعاملتِ مع طفلك كامتداد لكِ فهذا سيجعله شخصا يسترعي رضا الآخرين بدلًا من أن يكون شخصا صاحب أفعال، ويجعله يقلق طوال الوقت أيضًا ما إذا كان جيد بما فيه الكفاية.
التدخل في علاقات الطفل:
التدخل في علاقات الطفل، سواء مع الأصدقاء أو المدرسين، يحول دون نضوجه اجتماعيًا، فتجنبي أن تهرعي إلى المدرسة إذا ما أخبرك طفلك عن مشكلة ما حدثت، ولكن وجهيه عن سبل التعامل معها، وعليه أن يجرب بنفسه مع توجيهه عند الحاجة من ناحيتك.
الحماية المفرطة:
الحماية المفرطة للطفل من المشكلات والمشاعر السلبية تقود طفلك للشعور بتضخم تقدير الذات، وفي الغالب يكون شخصية أنانية، وسيتوقع الطفل أن حياته ستكون سهلة، وأنه سيحصل على كل ما يريد مهما تكن تصرفاته، وسيجعله ذلك مكتئبًا ومحبطًا ومهمومًا إن لم يحصل على غايته.