لا أجد وصفًا دقيقًا لما قدمه الفنان ماجد الكدوانى فى فيلم “هيبتا”، سوى أنه أداء مبهر، شكلاً وموضوعًا، فأحيانًا أشعر أنه ساحر يقف على المسرح، يبهر جمهوره بخفة يد، ويجذب انتباههم بلمسات سحرية، وأحيانًا أخرى، يبدو وكأنه “مايسترو”، يقف بين فرقته، ليضبط الإيقاع، بنظراته فقط.
ماجد الكدوانى أثبت خلال السنوات القليلة الماضية، أننا نضع معايير خاطئة للنجومية، وبرهن على ذلك بأدواره الدرامية والسينمائية وكذلك المسرحية. يقف شكرى مختار وهو الشخصية التى يجسدها ماجد على خشبة أحد المسارح بجامعة القاهرة لإلقاء محاضرة عن قصص الحب، بمنظور مختلف، وتظهر القاعة وهى ممتلئة عن آخرها، والجميع يبدو عليهم التركيز الشديد، ليبدأ فى عزف مقطوعاته بشكل منفرد.
يبدأ ماجد فى سرد قصص الحب، بخليط من الخبرة والنصح وأيضًا التشويق، بصوت وانفعالات هادئة، فرغم أنه يقدم شخصية محاضر فى الجامعة تخطى الستين من عمره، إلا أنه كان على خشبة المسرح، شخص أخر مليء بالحيوية والشباب، حتى تأتى اللحظة التى يسمح فيها ماجد باستراحة، وهنا يتحول شكرى، لشخصية يبدو عليها الإرهاق والتعب والمرض، ويتكأ على ذراع زوجته، وفى اليد الأخرى عميد الكلية، ويسير وظهره منحنى، ورغم ذلك يصر على استكمال المحاضرة، ليعود للمسرح، وكأنه تحول لإنسان آخر فى عنفوان شبابه، يتحرك فى أرجاء المسرح ويتفاعل مع الجمهور. إطلالات ماجد الكدوانى، تأخذك وتذهب بك بعيدًا تمامًا، وتحديدًا فى الأدوار التى يقدم فيها الحوار منفردًا، حيث فعلها من قبل فى مسلسل “تحت السيطرة”، حيث ظهر كضيف شرف فى الحلقة الأخيرة، وظل يغرد منفردا لمدة 8 دقائق كاملة، حتى أصبح مشهده حديث المهتمين بالدراما والسوشيال ميديا. ماجد الكدوانى يقف على أرضية مختلفة تمامًا عن التى يقف عليها معظم النجوم المصريين، فأدواره لا يستطيع فنان آخر أن يقدمها، وهو الأمر الذى جعله خارج التنصيف وأيضًا خارج المنافسة.